عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء أوروبيون عن قلقهم البالغ بشأن الوضع الإنساني في حلب وطالبوا بوقف الهجمات على الفور. وازداد الوضع الإنساني تفاقما في حلب بعدما اشتد قصف قوات النظام على الأحياء الشرقية بالمدينة.
إعلان
وذكر البيت الأبيض اليوم الجمعة أن قادة الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وأسبانيا وإيطاليا وفرنسا دعوا روسيا وإيران إلى وقف كل الأنشطة العسكرية في مدينة حلب السورية على الفور.
لكن المستشارة الألمانية ميركل قالت لاحقا إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعماء الأوروبيين لم يبحثوا مسألة فرض عقوبات على روسيا جراء تورطها العسكري في سوريا خلال اجتماع في برلين اليوم الجمعة(18 تشرين الثاني/نوفمبر 2016).
على صعيد آخر، قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعماء الأوروبيين اتفقوا في برلين اليوم الجمعة على الحاجة لمواصلة العمل سويا في إطار الهيئات متعددة الأطراف مثل حلف شمال الأطلسي وللمضي قدما في جدول الأعمال عبر الأطلسي.
يأتي الاتفاق بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية والذي قال خلال حملته الانتخابية إن روسيا إذا هاجمت دولة من أعضاء الحلف فإنه سيدرس أولا ما إذا كانت الدولة المستهدفة أوفت بالتزاماتها الدفاعية قبل تقديم الدعم العسكري.
وقال البيت الأبيض في بيان "اتفق القادة على ضرورة العمل الجماعي لمواصلة جدول الأعمال عبر الأطلسي لا سيما تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فضلا عن التوصل لحل دبلوماسي للصراعات في سوريا وشرق أوكرانيا."
كما توافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وقادة دول وحكومات فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا اليوم الجمعة في برلين على ضرورة تمسك الغرب بعقوباته ضد روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.
وجاء في بيان للبيت الأبيض عن الاجتماع أنه يتعين الإبقاء على العقوبات لحين تطبيق اتفاقية مينسك بالكامل. وأضاف البيان أن عدم الالتزام بهدنة دائمة في شرق أوكرانيا أمر مثير للقلق.
وأكد البيان ضرورة ضمان الأمن وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في المناطق التي يسيطر عليها انفصاليون موالون روسيا في دونتسيك ولوهانسك.
هذا واختتم الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الجمعة زيارته لبرلين متوجها إلى بيرو، حيث يشارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك).
وعقب مغادرة أوباما اجتمعت ميركل مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي.
ح.ز/ح.ع.ح(أ.ف.ب/رويترز)
في صور: معارك بلا هوادة وحرب بلا نهاية - حلب تحت النار
صورة من: Reuters/A. Ismail
"ماذا بقي من حلب؟"، لعل هذا السؤال الذي يطرحه هذا الطفل الذي يتأمل ما خلّفه القصف المتواصل على المدينة الجريحة المنكوبة؟ أو فقط لعله يتساءل عما بقي من بيت أهله وأين سيقضي ليلته دون سقف قد لا يقيه راجمات الأسد ولا قاذفات حلفائه الروس. في غضون ذلك، تتواصل معاناة عشرات الآلاف من سكان حلب...والعالم لا يحرك ساكنا!
صورة من: Reuters/A. Ismail
حتى عندما قصفت الصواريخ التي أطلقتها قوات الأسد مدعومة بقوات روسية المستشفيات، على غرار مستشفى ميم 10 والمعروف باسم "مستشفى الصخور" الواقع في شرق حلب وقُتل اثنان من المرضى وأصيب العشرات منهم، لم يحرك العالم ساكنا. البعض ندد وناشد... والأسد - مدعوما بحلفائه روسيا وإيران وحزب الله - يواصل الحرب على شعبه.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وفيما تتفاقم معاناة المدنيين، تحتفل قوات الأسد بتقدمها على حساب فصائل المعارضة في حلب... ودمشق تؤكد أن جيشها سيواصل حملته العسكرية الكبيرة - بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي - لاستعادة السيطرة.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
في غضون ذلك، يشيع الحلبيون يشيعون موتاهم إلى مثواهم الأخير في حرب تعددت فيها الجبهات وتنوعت فيها الأطراف بين من يدعم الأسد جهراً وسراً وبين من يدعم المعارضة بالسلاح بشكل مباشر أو غير مباشر. حرب وُصفت بـ"الوحشية" من قبل الأمم المتحدة، فيما تتحدث الصور التي تصلنا عنها عن "بشاعة" تكاد لا تجد ما يضاهيها في الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
ومن لم يحالفه الحظ بالهرب إلى خارج البلاد، يكون مصيره إما الموت أو الإصابة أو العيش في هلع يومي. الأكيد أن أكبر ضحايا هذه الحرب هم الأطفال. فقط بعض الصور التي تصلنا من حلب توثق مدى معاناة هؤلاء: ففي آب/ أغسطس الماضي، صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار وهو يجلس داخل سيارة إسعاف، الملايين حول العالم بعد إنقاذه من غارة استهدفت الأحياء الشرقية في حلب. وما لا نعرفه كان أعظم!
صورة من: picture-alliance/AA/M. Rslan
حتى قوافل المساعدات الإنسانية التي جاد بها المجتمع الدولي للتخفيف بعض الشيء من معاناة المدنيين في حلب لم تسلم من القصف. فقبل أسبوعين تعرضت قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي للقصف ما أسفر عن مقتل "نحو عشرين مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري، بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية من الشاحنات"، وفق الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.
صورة من: picture alliance/newscom/O. H. Kadour
وفيما يبقى المجتمع الدولي عاجزا حتى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب وإتاحة المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين، يبقى أصحاب الخوذات البيضاء "الأبطال" في عيون العديد من الحلبيين. رغم الحديد والنار ورغم الصواريخ والقاذفات، ظلوا في مدينتهم لمد يد المساعدة وإنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وبينما يقضي أقرانها في أغلبية دول العالم أوقاتهم في المدرسة أو في اللعب، تجد هذه الطفلة السورية نفسها مجبرة على الوقوف في صف طويل من أجل الحصول على بعض من الطعام الذي توزعه بعض المنظمات الانسانية - طبعا إن سملت هي بدورها من قصف قوات الأسد وقاذفات الطائرات الروسية. بالنسبة للعديد هذه الصورة إنما حالة تبعث للحزن، ولكنها واقع مر لعشرات الآلاف من الأطفال السوريين...
صورة من: picture-alliance/AA/E. Sansar
وفيما يتحمل العديد من الحلبيين الواقع المر بالكثير من الصبر، نفذ صبر واشنطن خلال مفاوضاتها مع روسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا. وروسيا، التي عبرت طبعاً عن أسفها لذلك، تواصل دعمها للأسد. مراقبون يتحدثون عن لعبة بوتين في الشرق الأوسط من أجل حمل أمريكا وحلفائها الغربيين على إسقاط العقوبات المفروضة على بلاده بشأن دورها في أوكرانيا. إذن سوريا ليست إلا ورقة تفاوض للي ذراع أمريكا؟
صورة من: Getty Images/AFP/J. Samad
في الأثناء يواصل مجلس الأمن الدولي نقاشاته ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لم ينفك يتحدث عن الأزمة السورية ومعاناة الشعب السوري - وخاصة المدنيين في حلب - ويناشد المجتمع الدولي وخاصة المنخرطين في الصراع السوري بعضا من "الشفقة"... والكل يدين ويكرر الدعوات إلى إيجاد حلول سياسية. فهل من آذان صاغية؟
صورة من: Reuters/A.Kelly
إلى حين إيجاد حل للأزمة السورية... إن وجد أصلا، يبقى العديد من المدنيين في حلب يواجهون مصيرهم بأنفسهم تحت القصف المتواصل دون أن تلوح في الأفق بادرة عن نهاية معاناتهم. فهل من أمل في غد أفضل؟
شمس العياري