أوباما يتسلم جائزة نوبل ويتحدث عن آمال السلام وضرورات الحرب
١٠ ديسمبر ٢٠٠٩
أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن امتنانه لحصوله على جائزة نوبل للسلام لعام 2009، مقرا بتفهمه للجدل الذي أثاره قرار منحه الجائزة التي تسلمها اليوم الخميس في العاصمة النرويجية أوسلو. واعترف أوباما في كلمته عقب تسلم الجائزة التي تقدر قيمتها المالية بنحو مليون يورو أن إنجازاته لا تزال قليلة، وأنه قائد دولة تخوض حربين، إلا أنه رأى أن أحد الحربين في طريقها للانتهاء، في إشارة إلى حرب العراق، وأن بلاده مجبرة على المضي في الأخرى ( حرب أفغانستان ) حتى لا تتعرض للمزيد من الهجمات .
و كانت اللجنة النرويجية المسئولة عن منح الجوائز دافعت عن قرارها الذي أثار الكثير من النقد بشأن منحها هذا العام إلى أوباما . وقال رئيس اللجنة توربيورن ياجلاند اليوم الخميس في أثناء حفل توزيع جوائز نوبل في أوسلو إن أوباما نفسه وصف الجائزة بأنها " نداء للتحرك "، موضحا أن أوباما حاول من اللحظة الأولى له في الرئاسة خلق مناخ قائم على التعاون.
اوباما بين حقول السلام وألغام الحرب
كما اعترف أوباما في خطابه أنه لا يملك حلولا قاطعة لمشكلات الحروب، ومؤكدا أن هناك أوقاتا ترى فيها الدول استخدام القوة، ليس فقط ضرورة، وإنما مبررا من الناحية الأخلاقية. وكان أوباما قد أعلن الأسبوع الماضي عزمه إرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان. وبهذا الخصوص أقر بمسؤوليته عن " قرار نشر الآلاف من الأمريكيين الشباب في مناطق نائية". وكان اوباما قد أكد قبيل تسلمه جائزة نوبل للسلام أنه لا يوجد " أي التباس " بشأن تحديد يوليو / تموز عام 2011 موعدا لبدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان .
من ناحية أخرى، طالب أوباما اليوم بموقف دولي موحد للحيلولة دون اندلاع الحروب وسباق التسلح في الشرق الأوسط ووقف أي انتهاكات لحقوق الإنسان، مشددا على أن التزام بلاده بأمن العالم لن يتغير. ودعا إلى اتخاذ إجراء صارم إزاء الدول التي تنتهك القوانين الدولية مثل فرض العقوبات المناسبة. وقال إنه لا يمكن السماح لإيران وكوريا الشمالية " باللعب بالنظام الدولي"، مشيرا إلى الأساليب التي استخدمتها الدولتان من قبل لإطالة أمد المفاوضات بشأن ملفيهما النوويين .
آمال معلقة لتحسين حقوق الإنسان
وكانت منظمات حقوق الإنسان قد استبقت خطاب أوباما بحثه على استغلال الفرصة لتجديد الريادة الأمريكية لحقوق الإنسان بعد تضرر موقف واشنطن من الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب على الإرهاب التي شنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وكان أوباما قد تبنى نهجا عمليا في السياسة الخارجية وامتدحه كثيرون لابدائه رغبة في الحوار مع دول مثل إيران وكوريا الشمالية. في حين كان سلفه بوش قد وصفهما إلى جانب العراق تحت حكم الرئيس الراحل صدام حسين "بمحور الشر " وحاول فرض العزلة عليهما .
لكن منظمتي هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية المدافعتان عن حقوق الانسان قالتا إن هذا النهج العملي جاء في أحيان على حساب التحدث صراحة عن سجل حقوق الإنسان في دول مثل الصين أكبر دائن لواشنطن والتي تقوم بدور رئيسي في جهود التعامل مع الازمة المالية. غير أن المنظمتين في الوقت نفسه قد أشادتا بالتحرك السريع لأوباما بإعلانه عن إغلاق سجن غوانتنامو وإنهاء برنامج الاحتجاز السري التابع لوكالة المخابرات المركزية الامريكية ( سي . اي . ايه ) وتبنيه توجها دبلوماسيا متعددا ومد يده للعالم الإسلامي .
( ي ب / ا ف ب / رويترز / د ب ا )
مراجعة : هشام العدم