أوباما يجدّد تمسّكه بإغلاق معتقل غونتانامو وسط انتقادات حادة
٢٢ مايو ٢٠٠٩رغم الجدل الدائر في الولايات المتحدة حول إغلاق معتقل غونتانامو ورغم إلقاء القبض على خلية كانت تخطط لعمليات إرهابية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تقارير إعلامية حول عودة عدد من معتقلي غونتانامو السابقين إلى نشاطاتهم الإرهابية، جدّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما عزمه المضي في مسعاه لإغلاق هذا المعتقل المثير للجدل بنهاية شهر يناير/كانون الثاني من عام 2010.
"معتقل غونتانامو شوّه صورة الولايات المتحدة"
ففي خطاب ألقاه مساء أمس الخميس (21 أيار / مايو) حول سياسته للأمن القومي قال أوباما إن "المعتقل الموجود في قاعدة أمريكية في كوبا يشوّه صورة الولايات المتحدة وينتهك القيم الأمريكية والأمن الأمريكي ويقوض جهود الحرب ضد الإرهاب، إذ أصبح أداة يستعملها تنظيم القاعدة لتجنيد مقاتلين جدد". وأكّد على أن "الإبقاء على المعتقل مفتوحا يتجاوز كثيرا تعقيدات إغلاقه وفق أي مقياس كان"، مشيرا إلى أن أساليب مكافحة الإرهاب التي اتبعتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عقب هجمات 11 أيلول / سبتمبر عام 2001، كانت تستند إلى "قرارات مبنية على الخوف بدلا من بعد النظر". وأعلن أوباما عزمه نقل معتقلي غونتانامو إلى السجون الأمريكية الكبيرة، مشيرا إلى أن هذه السجون، التي تضم أخطر المجرمين ومئات من المتهمين بالإرهاب، ملائمة أيضا لاستقبال بعض المحتجزين في معتقل غوانتانامو، والذين يبلغ عددهم 240 شخصا.
ولم يغفل أوباما عن طمأنة الشعب الأمريكي من خلال التأكيد على أنه لن يتم إطلاق سراح أي محتجز خطير، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بعض المحتجزين في غونتانامو سوف يبقون رهن الاعتقال لأجل غير مسمى، وأضاف قائلاً: "لن أطلق سراح الأفراد الذين يعرضون حياة الشعب الأمريكي للخطر". كما طالب أوباما الكونغرس الأمريكي بالتوقّف عن استخدام الخوف كأسلوب سياسي لمعارضة نقل المحتجزين إلى الولايات المتحدة وعرقلة خططه لإغلاق معتقل غونتانامو.
قلق الديمقراطيين وانتقادات لاذعة من الجمهوريين
يأتي ذلك عقب يوم واحد من رفض الكونغرس الأمريكي الموافقة على تمويل عمليّة إغلاق معتقل غونتانامو، والتي تبلغ ثمانين مليون دولار مطالبين أوباما بعرض خُطّة واضحة ومفصّلة حول مصير المحتجزين في هذا المعتقل. وتزامن هذا الرفض مع إعلان أعضاء الكونغرس الديمقراطيين عن تحفظّهم إزاء نقل معتقلي غونتانامو إلى سجون داخل الأراضي الأمريكية، مُبرّرين رفضهم لخطط أوباما بما يمكن أن يمثله ذلك من تهديد للأمن الداخلي للولايات المتحدة. إلا أن أوباما أضاف قائلاً: "المشكلة التي تكمن في ما يجب فعله مع محتجزي جوانتانامو لم تحدث بسبب قراري بإغلاقه ولكن المشكلة قائمة بسبب قرار فتح المعتقل في المقام الأول".
في حين وجه ديك تشيني، الذي كان يشغل منصب نائب الرّئيس الأمريكي السابق جورج بوش، انتقادات حادّة لخطط أوباما واصفا قرار إغلاق معتقل غونتانامو "بأنّه تهوّر مغلّف بالإنصاف يجعل الشعب الأمريكي أقلّ أمنا". كما أشاد تشيني بالديمقراطيين الذين انضموا للجمهوريين في انتقادهم لخطط أوباما بهذا الشأن، مشدّدا على أنه لا وجود لبدائل جيّدة غير الإبقاء على المعتقل مفتوحا. وانتقد تشيني عزم أوباما نقل معتقلي غونتانامو إلى السجون الأمريكية بالقول "أعتقد أن الرئيس سيجد عند التفكير أن نقل أسوأ الإرهابيين إلى داخل الولايات المتحدة سيكون سببا في خطر عظيم وندم في السنوات المقبلة". كما دافع عن قرار إدارة الرئيس السابق جورج بوش استخدام أساليب التحقيق، التي وصفها أوباما بأساليب التعذيب، للسجناء الذين تم إلقاء القبض عليهم في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وقال إنها ساعدت على إنقاذ حياة الأميركيين. وقال إن "معارضي سياساتنا معتادون على الحديث عن فكرة تطبيق المبادئ الأميركية"، ولكن "لا وجود لقيمة أخلاقية تجعل المدافعين عن الأمن القومي يضحون بحياة الأبرياء مقابل عدم تعريض الإرهابيين لمعاملات غير مريحة".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب/رويترز)
تحرير: سمر كرم