أوباما يدعو الأمريكيين إلى ضبط النفس بعد تبرئة رجل قتل فتى أسود
١٥ يوليو ٢٠١٣دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين إلى ضبط النفس وسط تزايد الغضب في أوساط النشطاء المدافعين عن الحقوق المدنية واحتجاجات شعبية بعد تبرئة رجل قتل فتى أسود أعزل.
وعمّت مظاهرات كبرى المدن الأمريكية وخصوصا نيويورك وسان فرنسيسكو وشيكاغو الأحد احتجاجا على قرار هيئة محلفين في فلوريدا في وقت متأخر السبت تبرئة جورج زيمرمان الحارس المتطوع الذي قتل فتى أسود في فلوريدا سنة 2012 في ختام محاكمة أثارت جدلا حول العنصرية في الولايات المتحدة. وحث أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، الأمريكيين على قبول حكم المحكمة. وقال في بيان "نحن دولة قانون ولقد أعطت هيئة المحلفين كلمتها"، مضيفا "الآن اطلب من كل أمريكي أن يحترم الدعوة إلى التفكير بهدوء التي أطلقها والدان فقدا ابنهما الشاب".
وكان مارتن /17 عاما/ أعزل عندما أطلق زيمرمان النار عليه في شباط/فبراير 2012 عند بوابة تجمع سكني تطوع زيمرمان لحراسته وكان مارتن يقيم به. وكان زيمرمان قد اشتبه بمارتن وهو يدخل المجمع أثناء عودته من أحد المتاجر حيث كان يحمل الحلوى ومشروبات الشاي المثلج فاستدعى الشرطة، ولكن قبل وصول رجال الشرطة اشتبك الاثنان وأطلق زيمرمان الرصاص على صدر مارتن فيما وصفه بأنه كان دفاعا عن النفس. واُعتقل زيمرمان بعد 59 يوما من حادث اطلاق النار. وتسببت الصبغة العنصرية للقضية في وضع المحاكمة في دائرة الضوء على المستوى الوطني حيث بثت بعض القنوات الإخبارية مدفوعة الأجر "الكيبل" جانبا أساسيا من جلسات المحاكمة التي جرت على مدى ثلاثة أسابيع.
وقال محامي الدفاع مارك أومارا إن زيمرمان أطلق النار خوفا على حياته، في منتصف شجار شب بينه وبين مارتن. فيما قال الادعاء إن زيمرمان تعقب المراهق الأسود وهو في طريقه إلى منزله من متجر للحلوى، وأعرب عن كراهيته للمراهقين المحليين خلال مكالمة للشرطة قبل لحظات من إطلاق النار. ولم يدل زيمرمان بشهادته أثناء الدفاع في التهم المنسوبة إليه. وبرأت هيئة المحلفين زيمرمان من تهمتي القتل العمد والقتل الخطأ.
احتجاجات واسعة في مدن أمريكية على حكم المحكمة
من جهتها، ذكرت وزارة العدل أمس الأحد (14 يوليو/تموز) في بيان أوردته عدة وسائل إعلام أن تحقيقا فدراليا فتح في القضية منذ السنة الماضية. وجاء في البيان أن "مدعين فدراليين لهم خبرة طويلة سيحددون ما إذا كانت الأدلة تشير إلى انتهاك للقوانين الفدرالية الجنائية المتعلقة بالحقوق المدنية والتي يمكن أن تترتب عليها ملاحقات قضائية".
وربط أوباما بين مقتل الشاب الأمريكي والمشاكل المحيطة باستخدام الأسلحة في الولايات المتحدة. وكان أوباما حاول لكن فشل في تمرير إجراءات لفرض إجراءات جديدة أمام الكونغرس في وقت سابق هذه السنة. وقال أوباما "يجب أن نسأل أنفسنا كأفراد وكمجتمع كيف يمكننا أن نمنع مثل هذه المآسي في المستقبل. هذا واجبنا جميعا كمواطنين هي طريقة نكرم بها ذكرى تريفون مارتن".
وكانت شرطة فلوريدا امتنعت في بادىء الامر عن توجيه التهم إلى زيمرمان ما أثار احتجاجات واسعة. ثم اوقف في نيسان/ابريل 2012 ووجهت اليه التهم بالقتل من الدرجة الثانية. وكان أوباما اعرب عن حزنه العميق بعد شهر على مقتل الشاب في آذار/مارس 2012 وقال "لو كان لدي ابن لكان سيشبه تريفون". ووصف مقتل مارتن بأنه "مأساة ليس فقط لعائلته وليس فقط لمحيطه وإنما للولايات المتحدة" لكنه دعا الأمريكيين إلى المزيد من التعاطف والتفهم. يذكر أن قانونا اُعتمد في فلوريدا عام 2005 يتيح لأي شخص الدفاع عن نفسه في حال تعرضه لتهديد بما يشمل بواسطة السلاح.
ونظمت عدة مظاهرات أمس الأحد في مختلف أنحاء البلاد لا سيما في نيويورك حيث تظاهر آلاف الأشخاص بعد الظهر وسط مراقبة مشددة من الشرطة لكن بدون أن تسجل حوادث. وقال أحد الخطباء ويدعى رودني رودريغيز "لدينا مشكلة عرقية كبرى ولدينا مشكلة أخرى هي الأسلحة النارية"، مضيفا "لو لم يكن زيمرمان يحمل السلاح، فلم يكن ليقتل ترايفون مارتن". ومنذ إعلان الحكم مساء السبت، خرجت تظاهرات عفوية في سان فرانسيسكو (غرب) وشيكاغو (شمال) والعاصمة واشنطن واتلانتا (جنوب شرق) وفيلادلفيا (شرق).
ودار نقاش ساخن طوال فترة محاكمة زيمرمان التي بثتها محطات التلفزيون بشكل مباشر على مدى ثلاثة أسابيع، بين الذين يرون ان زيمرمان المنحدر من أب ابيض وأم بيروفية قتل الشاب الأسود بدافع العنصرية وأولئك المقتنعين بأنه تصرف دفاعا عن النفس. وأكد جورج زيمرمان أنه تعرض لاعتداء من قبل مارتن، فيما حاول الادعاء أن يثبت لهيئة المحلفين أن الحارس قرر اللحاق بترايفون مارتن الذي بدا له مشبوها.
ش.ع/ م. س (أ.ف.ب، رويترز)