دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الثلاثاء (20 سبتمبر/ أيلول 2011) ما تبقى من القوات الموالية للعقيد القذافي لإلقاء السلاح في الوقت الذي أعلن فيه عودة السفير الأميركي إلى طرابلس وتعهد بالمساعدة في إعادة بناء ليبيا. وقال أوباما في خطاب معد لمؤتمر للأمم المتحدة بشأن إعادة إعمار ليبيا "اليوم يكتب الشعب الليبي صفحة جديدة في حياة أمته... سنقف معكم في نضالكم من اجل السلام والرخاء الذي يمكن للحرية أن تحققه". وقال أوباما "يتعين على أولئك الذين ما زالوا يتشبثون بمواقعهم أن يدركوا أن النظام القديم انتهى وان الوقت حان كي تلقوا أسلحتكم وتنضموا إلى ليبيا الجديدة".

وفي مسعى لدعم حكام ليبيا الجدد قال أوباما إن السفير الأميركي في طريق عودته الآن إلى طرابلس "وان العلم الأميركي الذي انزل قبل مهاجمة سفارتنا سيرفع من جديد". كما تعهد بأنه "مادام الشعب الليبي يواجه التهديد فإن الحملة التي يقودها حلف الأطلسي لحمايتهم ستستمر". وأضاف أوباما "يجب أن يدعم العالم الجهود لتأمين الأسلحة الخطيرة - التقليدية وغيرها- ووضع المقاتلين تحت سيطرة مدنية مركزية".

وفيما تواصل قوات الثوار مواجهات عسكرية شرسة مع كتائب القذافي في آخر معاقلها ببني وليد وسرت وسبها، قال موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي إن17 ممن وصفهم بـ"المرتزقة" الأجانب بينهم فرنسيون وبريطانيون ممن اعتقلوا في وقت سابق تم استجوابهم في بلدة بني وليد إحدى معاقل العقيد الليبي وسيتم عرضهم على الجمهور قريبا. وقال إبراهيم لرويترز بعد رده على اتصال من هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية انه تحدث إلى الأشخاص الذين اعتقلوهم وأكدوا له أنهم سيعاملونهم بشكل جيد للغاية وأنهم محتجزون في مكان آمن. وأضاف انه سيتم عرض المحتجزين علنا في الوقت المناسب. وكرر إبراهيم القول بان القذافي في حالة معنوية عالية وانه مستعد لقتال قوات الحكومة الجديدة لسنوات.

25 ألف قتيل في ليبيا

ومن جهته قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمام اجتماع خصص للموضوع الليبي إن 25 ألف شخص على الأقل قتلوا في الانتفاضة الشعبية ضد العقيد القذافي كما جرح 50 ألفا آخرون. وشكر عبد الجليل المجتمع الدولي على مساعدته ليبيا. وقال إن أعضاء نظام القذافي سيحاكمون إلا انه تعهد بان تكون محاكمتهم عادلة.

وقد جدد أوباما الذي التقى في وقت سابق مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل تعهده بأن الولايات المتحدة ستبني شراكة جديدة مع ليبيا إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط. وشدد أوباما على ضرورة اتخاذ خطوات سريعة نحو إصلاح ديمقراطي بعد عقود من الحكم المستبد لمعمر القذافي وقال "جميعنا يعرف ما هو مطلوب. فترة انتقال محددة... ثم قوانين جديدة ودستور يعزز حكم القانون ثم إجراء انتخابات حرة ونزيهة للمرة الأولى في تاريخ ليبيا".

الاتحاد الإفريقي يعترف بالمجلس الانتقالي

وفي تطور دبلوماسي لافت، أعلن الاتحاد الإفريقي اليوم اعترافه أخيرا بالمجلس الوطني الانتقالي بصفته الممثل الشرعي للشعب الليبي، وفق ما أعلن الاتحاد في بيان. وأوضح البيان أن رئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغيوما، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي، "يعلن أن الاتحاد الإفريقي يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا للشعب الليبي في حين تشكل حكومة انتقالية شاملة لجميع الأطراف والتي ستشغل مقعد ليبيا في الاتحاد الإفريقي".

وقد رفض الاتحاد الإفريقي طويلا الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بعدما حاول القيام بوساطة بين الثوار وحكم العقيد القذافي، لكن مساعيه باءت بالفشل. وذكر البيان بأن الاتحاد الإفريقي دائما ما "شجع الأطراف المعنية بالنزاع الليبي على تشكيل حكومة انتقالية واسعة جدا تعمل على تشجيع الوحدة الوطنية والمصالحة والديمقراطية". ودعا أيضا المؤتمر الوطني الانتقالي إلى "حماية كل العاملين الأجانب بمن فيهم المهاجرون الأفارقة".

(م.س/ رويترز، د ب أ، أ ف )

مراجعة: أحمد حسو