أوباما يستبعد عملا عسكريا منفردا ضد سوريا وإيران
٦ مارس ٢٠١٢ أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الثلاثاء (السادس من آذار/ مارس 2012) في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض عن "ألمه" إزاء الوضع في سوريا. وأضاف بالقول: "إن ما يحدث في سوريا مؤلم ومشين". لكنه أكد في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل عسكري منفرد، قائلا: "أعتقد أنه سيكون من الخطأ، كما يدعو البعض، إلى القيام بعمل عسكري من طرف واحد أو الاعتقاد بأن هناك حلا بسيطا". وأكد أن الولايات المتحدة تتعاون بشكل وثيق مع الدول العربية للتخطيط لحماية المدنيين في سوريا والاستمرار في عزل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن ذلك هو الطريق الصحيح لإسقاط الأسد. وأضاف أوباما: "ليس السؤال عما إذا كان الأسد سيسقط بل: متى سيسقط؟". وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين قد طالب بشن غارات جوية على سوريا لوقف ما وصفه بـ "المذبحة".
وفي سياق متصل واحتجاجا على قمع المدنيين أعلنت اسبانيا تعليق أنشطتها الدبلوماسية في سوريا بعد شهر تقريبا من استدعاء سفيرها في دمشق، دون مزيد من الإيضاحات. يذكر أن فرنسا أعلنت إغلاق سفارتها في سوريا للمرة الأولى منذ 50 عاما. وسحبت بريطانيا الاثنين جميع دبلوماسييها العاملين في سوريا وأوقفت عمل سفارتها في هذا البلد "لأسباب أمنية". وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها في دمشق منذ 6 شباط/فبراير الماضي.
روسيا تقول موقفها إزاء سوريا لم يتغير
#b#أما روسيا فقد أكدت الثلاثاء أن موقفها إزاء الأزمة السورية لم يتغير حتى بعد فوز فلادمير بوتين بالانتخابات الرئاسية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "موقف روسيا بخصوص تسوية المشكلة السورية لم يخضع قط لاعتبارات سياسية ولم يتخذ تحت تأثير أوضاع انتخابية على عكس مواقف بعض زملائنا الغربيين." وأضافت الوزارة في بيانها "نهجنا في تسوية الصراعات الداخلية يقوم على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. نحن نتحدث في المقام الأول عن الالتزام الصارم بمبدأ عدم جواز التدخل الخارجي." وأضافت الخارجية الروسية أن الصراع في سوريا لا يمكن تسويته "إلا على أساس الحوار الوطني الموسع الذي يتخذ فيه السوريون ولا أحد سواهم القرارات بشأن مستقبل بلدهم".
وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (فيتو) قبل شهر من الانتخابات التي أجريت يوم الأحد لمنع صدور قرار سانده الغرب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان يدين الرئيس السوري بشار الأسد فيما يخص قمع المحتجين ويساند دعوة جامعة الدول العربية لتنحيه عن السلطة.
الخيار العسكري ضد إيران غير مطروح في الوقت الراهن
وفي الملف الإيراني، أكد الرئيس الأمريكي في المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض أن الخيار العسكري غير مطروح في الوقت الحاضر، مضيفا أن طهران تعاني بشدة من تأثير العقوبات الدولية. وقال باراك أوباما إن المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي ستظهر "بسرعة" إن كانت البلاد، التي يشتبه الغربيون بأنها تسعى لاقتناء السلاح النووي، تريد التفاوض بجدية. وتؤكد طهران أن برنامجها النووي يهدف فقط إلى إنتاج الكهرباء.
وانتقد أوباما ما اعتبره "خفة" الجمهوريين في الدعوة إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية، معتبرا أن هذه السياسة لن تساعد في حل الأزمة مع إيران. وقال "عندما أرى الخفة في كلام البعض عن الحرب، أرى أشخاصا يتكلمون كثيرا، إلا أننا عندما نسألهم فعليا عما يمكن أن يقوموا به، يدعون لنفسهم القرارات التي نكون قد اتخذناها خلال السنوات الثلاث الماضية".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: أحمد حسو