على عكس ما أشيع قبل لقائه بالرئيس أوباما، نفى البيت الأبيض أن يكون رئيس الوزراء العراقي قد طلب المزيد من المساعدات العسكرية لبلاده. الرئيس الأمريكي تعهد بتقديم مساعدات إنسانية للعراق واصفا إياها بـ "الحليف القوي".
إعلان
تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الثلاثاء (14 نيسان/ أبريل 2015) بتقديم مساعدات إنسانية للعراق بقيمة 200 مليون دولار. ووفقا لما أعلنته الإدارة الأمريكية فإنه من المنتظر أن يتم تخصيص هذه الأموال في المقام الأول لـ 2.6 مليون عراقي شردهم تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش".
وعلى عكس ما أشيع قبل الزيارة، قالت واشنطن إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يطلب المزيد من المساعدات العسكرية لبلاده خلال زيارته الحالية للبيت الأبيض، وهو الأمر الذي كان متوقعا من قبل الزيارة. وخلال لقائه مع العبادي في المكتب البيضاوي، وصف أوباما العراق بأنه "حليف قوي" للولايات المتحدة مشددا على أهمية تنسيق التحركات بين واشنطن وبغداد.
وأعلن أوباما أن "تقدما كبيرا" تحقق ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، وذلك في ختام لقائه العبادي في البيت الأبيض. بيد أن أوباما عاد وأوضح أن الانتصار على الجهاديين "لن يحصل غدا"، مكررا ما سبق أن أعلنته وزارة الدفاع الأميركية أن المعركة مع تنظيم "داعش" تحتاج إلى "نفس طويل".
حرب "داعش" في سوريا والعراق
بدأت الحكومة العراقية هجوما مضادا على تنظيم "داعش". يمتلك هذا التنظيم تحالفات مع جماعات متطرفة أخرى في سوريا والعراق. وخلافات مع أخرى بسبب محاولاته للسيطرة عليها.
صورة من: Reuters
استعادة تكريت
في الأسابيع الأخيرة استولى تنظيم "داعش" على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق. وحتى على تكريت، الواقعة على بعد حوالي 140 كيلومترا شمال غربي بغداد. وقد بدأ الجيش العراقي الآن هجوما على "داعش" لاستعادة السيطرة على تكريت.
صورة من: Reuters
داعش تريد السيطرة على المنطقة
تنظيم "داعش" نشأ من شبكة القاعدة الإرهابية. وتريد الميليشيا السنية مد سيطرتها على المنطقة من لبنان إلى فلسطين والأردن وسوريا وحتى العراق. ولأجل ذلك تقاتل في العراق وسوريا جنبا إلى جنب مع جماعات متمردة أخرى مثل جبهة النصرة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
الولايات المتحدة تدعم المتمردين
يبدو أنها تحالفات مؤقتة. المتمردون، الذين يقاتلون بشار الأسد في سوريا ونوري المالكي في العراق، لا يشكلون وحدة واحدة. فهناك جماعات معتدلة وأخرى متطرفة. وتنوي الولايات المتحدة في مكافحة داعش على دعم جماعات معتدلة مثل الائتلاف الوطني السوري، الذي يريد الرئيس باراك أوباما دعمه بـ 500 مليون دولار أمريكي.
صورة من: Reuters
وضع غامض
إضافة إلى ذلك، أرسلت الولايات المتحدة مراقبين عسكريين أمريكيين إلى العراق، ولأجل "حماية المنشآت وجنود الولايات المتحدة" تستخدم طائرات مقاتلة بدون طيار. وفي حالة موافقة الكونغرس الأميركي على الـ 500 مليون دولار فإن تلك الأموال ستستخدم، وفقا لوزير الخارجية جون كيري، في سوريا والعراق. لكن كيف ستتأكد الولايات المتحدة من أن هذه الأموال لن تقع في أيدي مقاتلي داعش؟
صورة من: Reuters
الأكراد يتوخون أهدافهم الخاصة
الولايات المتحدة تطلب من نوري المالكي "الشيعي" تشكيل حكومة بمشاركة "السنة" و"الأكراد". والأكراد، الذين لديهم قدر من الحكم الذاتي في العراق وسوريا، يواجهون داعش أيضا في معارك مستخدمين قواتهم الأمنية؛ البيشمركَة (الصورة)، لكن الأكراد وخصوصا في العراق لديهم هدف خاص بهم هو: الاستقلال التام لكردستان.
صورة من: Reuters
ما هو دور إيران؟
إيران وضعها صعب. فهي تريد على كل حال تجنب "وقوع حرب بين الأشقاء المسلمين"، أي بين السنة والشيعة. وهناك مزاعم بأن القيادة الإيرانية تدعم المالكي. وقد ذكرت "نيويورك تايمز" مؤخرا أن طهران أرسلت طائرات استطلاع بدون طيار ومعدات عسكرية إلى العراق.
صورة من: Atta Kanare/AFP/Getty Images
أكثر من ألف قتيل
المملكة العربية السعودية يفترض أنها من الداعمين للجماعات المتمردة السورية. ويزعم المالكي أن داعش أيضا تتلقى أموالا سعودية. وحاليا تسبب القتال في العراق وحده في مقتل أكثر من ألف شخص. وتوجه منظمات حقوق الإنسان اتهامات خطيرة لكل من مقاتلي داعش وقوات الحكومة العراقية.
صورة من: Reuters
وأكثر من مليون نازح
داخل العراق فر حاليا نحو 1.2 مليون شخص من منازلهم. وتذكر وزارة الخارجية (الألمانية) أن حوالي ربع مليون نازح من الحرب السورية توجهوا للمناطق الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي. ويأتي إلى معبر الخازر (الصورة) في الطريق إلى أربيل في المنطقة الكردية نازحون من الموصل خصوصا.
صورة من: Getty Images
التطوع للقتال
أعلن المالكي مؤخرا أن العراق اشترى مقاتلات مستعملة من روسيا وروسيا البيضاء، ستكون جاهزة للاستخدام قريبا ضد داعش. وتطوع عدد كبير من العراقيين لقتال التنظيم واستعادة الأراضي التي سيطر عليها.
صورة من: Reuters
9 صورة1 | 9
وفي تحذير لإيران قال أوباما إنه يجب على المقاتلين الأجانب في العراق احترام سيادته عندما يقدمون المساعدة في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال أوباما الذي كان يتحدث في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء العراقي إنه بحث مع العبادي باستفاضة دور إيران في العراق.
من جانبه، قال العبادي إن "التنسيق بشأن الخطة المقبلة والخاصة بعمليات تحرير الموصل أحد أسباب زيارتي لأمريكا التي أبدت استعدادها للمساعدة".
ويشار إلى أن أوباما أذن في آب/أغسطس الماضي بتوجيه أول ضربات جوية أمريكية في العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية في 2011 . كما سمح أيضا بنشر ثلاثة آلاف جندي أمريكي لتقديم المشورة وتدريب القوات العراقية والكردية التي تقاتل "الدولة الإسلامية".