دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما والمستشارة انغيلا ميركل الى ابرام اتفاق التجارة الحرة عبر الاطلسي، مؤكدين على فوائدها للطرفين. وسيلتقي أوباما في برلين بعدد من القادة الأوروبيين لمناقشة تجديد العقوبات على روسيا.
إعلان
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن أرباب العمل والعمال والمستهلكين والمزارعين في بلديهما سيستفيدون بالتأكيد من اتفاق التجارة الحرة الذي يجري التفاوض عليه بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأكد الزعيمان في مقالة مشتركة بمجلة ألمانية أن "الاتفاق، الذي يوثق الارتباط بين اقتصادينا ويقوم على القواعد التي توافق قيمنا المشتركة، سيساعدنا على النمو خلال العقود المقبلة والحفاظ على القدرة التنافسية على الصعيد العالمي."
وجاءت تصريحات الزعيمين بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة والذي هاجم اتفاقات التجارة الدولية في حملته الانتخابية قائلا إنها تؤثر سلبا على الوظائف الأمريكية. ودعا ترامب في حملته الانتخابية إلى إلغاء الاتفاقات التجارية القائمة وإلى نظام حمائي.
وفي مقالهما، الذي سيصدر كاملا الجمعة، دعا أوباما وميركل إلى سوق اقتصادية ذات مسؤولية اجتماعية، وإلى علاقات تجارية عالمية حرة وعلاقات أوثق بين الولايات حدة وألمانيا. وكتبا "لن تكون هناك عودة إلى عالم ما قبل العولمة". وقالا إن على الألمان والأميركيين أن يغتنموا الفرصة "لإعادة صياغة العولمة لتتماشى مع قيمنا وأفكارنا (...) من واجبنا إزاء شركاتنا ومواطنينا ومجمل العالم بالفعل ان نوسع ونعمق تعاوننا".
وشددا على ضرورة توقيع اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الذي واجه احتجاجات في اوروبا.
وقد وصل أوباما مساء اليوم الأربعاء (16 نوفمبر/تشرين الثاني 2016) إلى العاصمة الألمانية برلين، ويتضمن برنامجه حضور مأدبة عشاء مع المستشارة الألمانية، وسيعقد اجتماع عمل معها الخميس في مقر المستشارية، كما سيلتقي الجمعة بزعماء كل من زعماء بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن القادة الأوروبيين والرئيس الأمريكي سيناقشون تمديد العقوبات المفروضة على روسيا لتدخلها في أوكرانيا وأيضا عقوبات جديدة محتملة بسبب حملة القصف التي تشنها في سوريا. وقال مسؤول ألماني إن الخطة هي الموافقة على تجديد العقوبات على روسيا في الأسابيع المقبلة بعد انتهائها في نهاية يناير/ كانون الثاني.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
العلاقات الألمانية الأمريكية ـ ارتباط استراتيجي عقلاني
تعد علاقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل علاقة جيدة مبنية على مصالح مشتركة، غير أن العلاقة بينهما لم تكن مستقرة على الدوام بل شهدت محطات من التوتر، ولاسيما عند اندلاع أزمة اليورو.
صورة من: picture-alliance/Zuma Press/Xinhua/Luo Huanhuan
تظاهر عشرات آلاف الأشخاص السبت (23 أبريل 2016 ) في هانوفر شمال ألمانيا احتجاجا على مشروع اتفاق للتبادل الحر عبر الأطلسي، وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للدفاع عن هذه المعاهدة. وتحدثت الشرطة عن 35 ألف متظاهر في حين أشار المنظمون إلى تسعين ألفا.
صورة من: DW/S. Kinkartz
قبل هبوط طائرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطار هانوفر خضعت المنطقة برمتها لترتيبات أمنية مشددة، وحتى البساط الأحمر الذي مشى عليه أوباما خضع لتفتيشات الكلاب البوليسية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/J. Meyer
قبل استقباله من قبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في قصر هيرنهاوزن في هانوفر، استعرض الرئيس أوباما حرس الشرف للجيش الألماني، واستمع مع ميركل للنشيدين الوطنيين الألماني والأمريكي.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
اختيار الرئيس باراك أوباما زيارة ألمانيا للمرة الخامسة منذ دخوله البيت الأبيض، يؤكد على المكانة التي يمنحها للمستشارة، الزعيمة الأوروبية التي يعرفها أكثر من سواها بعد ولايتيه الرئاسيتين. وهو هنا يحيي الجمهور من على شرفة في قصر هيرنهاوزن بهانوفر في شمال ألمانيا.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أشاد الرئيس أوباما بالدور الريادي الذي تقوم به المستشارة الألمانية ميركل ووجه لها شكرا في كلمته يوم الاثنين بهانوفر. وقال أوباما: "باسم الشعب الأمريكي أود أن أشكر السيدة ميركل على دعمها لتحالفاتنا على هذا النحو، وعلى التزامها تجاه تحقيق الحرية والمساواة وحقوق الإنسان". ووصف أوباما الدور الذي تقوم به ميركل "بالقيادة بيد هادئة" وأشار إلى أنه يمكن التعلم منها كيفية القيادة.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أكد أوباما كفاءة الاقتصاد الأمريكي في معرض هانوفر الصناعي الدولي، وبدا أوباما كشخص موهوب في البيع وقال مبتسما في مستهل جولته بالمعرض: "اشتري صنع في أمريكا". وكان ذلك بمثابة رد فعل على المستشارة ميركل التي دعت قبلها خلال افتتاح المعرض لتحسين فرص التجارة أمام الشركات الألمانية في الولايات المتحدة الأمريكية. وقالت: "شراء (المنتج) الألماني شيء جميل أيضا".
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
خلال فعاليات معرض هانوفر الصناعي الدولي روج أوباما وميركل لدعمهما لاتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، رغم الانتقادات التي يثيرها على ضفتي الأطلسي. وعبر أوباما عن أمله في إنهاء المفاوضات حول هذا الاتفاق المتعثر، المعروف باسم "الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار" قبل مغادرته البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2017.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لم يبخل الرئيس أوباما في الإشادة بالمستشارة ميركل التي وصفها بـ"حارسة أوروبا" مثنيا على موقفها "الشجاع" في أزمة المهاجرين. وقال "إنها تجسد الكثير من المواصفات القيادية التي تثير إعجابي بقدر خاص، وهي تسترشد بالمصالح والقيم في آن". ويبدو أن هناك تطابقا كبيرا في نهجي أوباما وميركل، وتحدثت صحيفة ألمانية عن "روحين توأمين".