قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إنه يرفض التعليق على تصريحات ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي بشأن اقتراح السعودية تخفيض الإنتاج بنسبة 5% مشيرا إلى أن المشاورات مستمرة بشأن التعاطي مع ظروف السوق.
إعلان
رفض عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" التعليق على تصريحات ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي بشأن اقتراح السعودية تخفيض الإنتاج بنسبة 5 %، مشيرا إلى أن المشاورات ما زالت مستمرة حول كيفية التعاطي مع ظروف السوق الراهنة.
وقال جيمس جريفين المستشار الإعلامي لـ "أوبك"، في تصريح خاص لصحيفة "الاقتصادية" السعودية المتخصصة نشرته اليوم السبت (30 كانون الثاني/يناير 2016)، إن المنظمة ما زالت تراقب وتتابع السوق جيدا وترحب بأي جهود للتنسيق والتعاون مع كل المنتجين سواء الأعضاء في المنظمة أو المستقلين.
ونفى جريفين أن يكون قد تم الاتفاق على عقد اجتماع للمنتجين في "أوبك" وخارجها الشهر المقبل، مشيرا إلى أن الأمر موضع بحث وتشاور، كما لم يتحدد مستوى الاجتماع هل هو المستوى الوزاري أو مستوى المختصين الفنيين.
من جهة أخرى، أوضح الدكتور عمر عبد الحميد مدير الأبحاث في "أوبك"، لـ "الاقتصادية"، انه لا مبرر للانزعاج من انخفاض الأسعار، مشيرا إلى أن آليات السوق وحدها القادرة على استعادة التوازن، ومؤكدا ثقة "أوبك" في تعافي السوق تلقائيا بفعل نمو الطلب.
وأشار عبد الحميد إلى تمسك المنظمة بعدم التدخل في السوق للتأثير على مستوى الأسعار وترك تفاعل العرض والطلب يحدد مسار الأسعار، موضحا أن التاريخ "علمنا أنه لا انخفاضات أو ارتفاعات ستستمر بلا نهاية".
وصرح رينيه تسوانبول مدير شركة "طاقة" الإماراتية في هولندا لـ "الاقتصادية"، أن المشاورات بين المنتجين ستكون مكثفة في الفترة المقبلة في محاولة للوصول لعمل مشترك يسهم في دعم استقرار السوق واستعادة توازنه، مشيرا إلى أن هذا التحرك أسهم في رفع الأسعار نتيجة استشعار السوق وجود خطوات جادة لمواجهة فائض المعروض النفطي في الأسواق.
انهيار سعر النفط.. يخلط أوراق اقتصاديات الدول المنتجة
يستمر سعر برميل النفط بالانخفاض. وتتسبب توقعات تعثر النمو الاقتصادي العالمي وطفرة في الإنتاج منذ أكثر من عام في انتشار أجواء انعدام الثقة التي قلصت بقوة من عائدات بعض الدول النفطية.
صورة من: picture-alliance/dpa
عارضت العربية السعودية قبل فترة وجيزة تقليص كميات إنتاج البترول لمواجهة المنافسة الأمريكية والخصم إيران. لكن ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم يواجه هو الآخر وضعا صعبا. وصندوق النقد الدولي حذر من عجز كبير في الميزانية. والآن تريد السلطات السعودية إدراج ضرائب وإلغاء دعم بعض المواد الاستهلاكية والكهرباء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
من كان يتوقع ذلك؟ النرويج الغنية تشكو هي الأخرى من تدني سعر البترول. فالبترول من بحر الشمال جعل من بلد زراعي فقير إحدى أغنى دول العالم. لكن النرويج بدأت تغير سياستها في التركيز على النفط والغاز، وباتت تهتم أكثر باستغلال خيرات البحر من السمك.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Hagen
روسيا لا تئن فقط تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الغربية بل حتى بسبب نزول سعر النفط. في 2015 انخفضت القوة الاقتصادية في إمبراطورية فلاديمير بوتين بنحو 4 في المائة. والتداعيات هي انخفاض مستوى الأجور، والروبل فقد نصف قيمته أمام الدولار، والتوقعات ليست جيدة بالنسبة إلى 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
نيجيريا هي أكبر منتج إفريقي للنفط. وكان الرئيس الجديد قد أعلن عن نيته رفع مستوى النفقات الحكومية، وهو وعد قد لا يتحقق بسبب تدني الأسعار. والعديد من مشاريع البنية التحتية تظل جامدة. ويدر قطاع النفط ثلاثة أرباع عائدات البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليس فقط نيجيريا، بل العديد من الدول الأخرى تبني حساباتها على أسعار مرتفعة للنفط والنتيجة هي عجز في الميزانية. فمنذ منتصف 2014 تراجع سعر النفط بنحو 75 في المائة. ولا يتوقع خبراء عودة الأسعار إلى المستويات السابقة التي تعدت 120 دولارا للبرميل.
تعتزم إيران عرض نصف مليون برميل إضافية يوميا على سوق النفط بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها. وبذلك توجه إيران لنفسها ضربة موجعة، لأن الكمية المتزايدة تضغط على السعر نحو الأسفل. لكن إيران ترى سببا آخر لتراجع أسعار النفط، وهي سياسة خصمها العربية السعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Taherkenareh
الدول الخليجية الغنية بالنفط مثل العربية السعودية وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة ما تزال تمتلك صناديق حكومية كبيرة. لكن دول الخليج الست تعاني مشتركة من عجز في الميزانية يصل إلى 260 مليار دولار، حسب بعض التوقعات.
صورة من: M. Naamani//AFP/Getty Images
فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، ومولت الحكومة الاشتراكية طوال سنوات برامجها الاشتراكية بعائدات النفط، والآن أعلن الرئيس نيكولا مادورو مواجهة البلاد لأزمة اقتصادية. ويتزامن تراجع سعر النفط مع تراجع شعبية مادورو.
صورة من: Reuters
بفضل تقنية استخراج النفط الصخري تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكبر منتج للنفط في العالم. لكن السعر المنخفض يجعل هذه التقنية غير مربحة. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم. ويستغل الناس هذه اللحظة لاقتناء سيارات كبيرة، وذلك يؤثر سلبا على البيئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
9 صورة1 | 9
وأكد تسوانبول أن التصريحات الروسية لم تكن موفقة، خاصة أنه لم تتم بعد بلورة اتفاق نهائي بين المنتجين حول التعاطي مع الأزمة، موضحا أن الأمر قد يكون نتاج ضغوط تقودها فنزويلا لتخفيض الإنتاج في أسرع فرصة، وسبق أن تقدمت بالفعل بمبادرة لخفض الإنتاج بنسبة 5 % بتأييد من نيجيريا والجزائر.
وأوضح لـ "الاقتصادية"، جوى بروجي كبير مستشاري "توتال" العالمية للطاقة، أنه لا يمكن أن ينكر أحد الدور الريادي والمحوري الذي تقوم به السعودية في منظمة أوبك وفي سوق النفط الدولية بشكل عام، مشيرا إلى أن قبول جميع المنتجين بفكرة التعاون والتشاور يعد خطوة جيدة وأسهمت بالفعل في إنعاش الأسعار.