أوراق غوارديولا الرابحة لتخطي أتلتيكو في دوري الأبطال
دالين صلاحية١٦ أبريل ٢٠١٦
ربما تختلف الآراء حول بايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد، وحظوظ تأهلهما إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. لكن ذلك لا يمنع من أن غوارديولا لديه أوراق رابحة سيعتمد عليها في مواجهة أتلتيكو ومدربه سيميوني. فما هي أهم هذه الأوراق؟
إعلان
يرغب المدرب الإسباني بيب غوراديولا في تحقيق إنجاز كبير في ختام مشواره مع بايرن ميونيخ. وليس غوارديولا وحده فقط وإنما أيضا لاعبو بايرن وإدارة وجماهير النادي يريدون تكرار إنجاز عام 2013، حين فاز الفريق البافاري بالثلاثية، وكان ذلك على يد المدرب القدير يوب هاينكس.
وبعدما أصبح لقب الدوري الألماني (البوندسليغا) قاب قوسين أو أدنى من بايرن ميونيخ، وكذلك بعدما زاد احتمال وصول الفريق إلى المباراة النهائية في كأس ألمانيا، وإمكانية الفوز بها، يبقى اللقب الثالث الأهم، ألا وهو دوري أبطال أوروبا "تشامبيونزليغ".
لكن بايرن ميونيخ سيواجه خصما قويا في نصف نهائي دوري الأبطال هو أتلتيكو مدريد، وهو فريق يتميز بالتماسك ولا يعتمد على أسماء نجوم بعينها ويلعب كمجوعة متجانسة ويجيد اللعب دون ترك مساحة خالية بين الدفاع والهجوم، فضلا عن أن لاعبيه يتمتعون بلياقة بدنية عالية ومعنويات مرتفعة، خصوصا بعدما نجحوا في الإطاحة ببرشلونة، حامل اللقب.
ونتائج مشاركات أتلتيكو في بطولة دوري الأبطال تؤكد على أنه فريق ليس دخيلا على فرق النخبة. كما أن نتائجه رائعة على صعيد الدوري الاسباني، فهو حاليا في المركز الثاني بعد برشلونة وقبل ريال مدريد.
كما أن الفريق لديه دييغو سيميوني المدرب القدير، الذي يتمتع باحترام الجميع حتى في بايرن نفسه. فقد قال مدير الكرة في بايرن ماتياس زامر عن المدرب الأرجنتيني: "إنه ينقل إلى فريقه ما جعله لاعبا رائعا: هوية وإخلاص كبيران، وهذا أمر مذهل." وتابع زامر قائلا: "لقد تولى (تدريب) أتلتيكو في مرحلة صعبة، فجلب له الاستقرار وأحرز معه ألقابا." كما يحترم غوارديولا منافسه ويقول عنه "سيميوني واحد من أفضل المدربين في العالم."
هذه هي أسلحة غوارديولا
وربما تختلف آراء المحللين الكرويين حول بايرن ميونيخ وأتليتيكو مدريد، وأيهما الأوفر حظا في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال؛ لكن نظراً لأن مباراة الذهاب ستقام الأربعاء 27 نيسان/ أبريل الجاري في مدريد؛ فإن ذلك يمثل أفضلية لبايرن. إذ بإمكانه تصحيح الأوضاع في مباراة الإياب، إذا لزم الأمر، حيث إنها ستقام على ملعب أليانز أرينا في ميونيخ.
ويمتلك بايرن لاعبين من أصحاب الخبرة الدولية الكبيرة، يلعبون لمنتخب ألمانيا ومنتخبات أخرى قوية. ومما لا شك فيه أن تشكيلة بايرن الحالية، قد تعزز من حظوظ الفريق في الوصول إلى المباراة النهائية. لكن اعتماد غوارديولا على اللعب الهجومي لن يكون كافيا في مواجهة فريق مثل أتلتيكو مدريد، الذي نجح في تعطيل أخطر ثلاثي هجومي في العالم: ميسي ونيمار وسواريز.
ومهما كثرت الآراء والتحليلات، إلا أن غوارديولا يسعى لمواجهة "الحصان الأسود"، مصطحبا معه أسلحته (أوراقه الرابحة) وعلى رأسها صمام الأمان والعنصر الحاسم في دور ربع النهائي، الدولي التشيلي أرتورو فيدال. فلاعب خط الوسط، سجل هدفين من أصل ثلاثة أهداف، أحرزها بايرن في ذهاب وإياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بنفيكا. بل وحتى إن بعض خبراء الكرة وصفوه بـ"العمود الفقري" في مباريات بايرن ميونخ الأوروبية. فهو لم يتألق مع بايرن أمام بنفيكا فحسب، بل كان من بين نجوم بايرن البارزين في المباراة الحاسمة التي خاضها أمام يوفنتوس في إياب ثمن النهائي والتي انتهت لصالح بايرن بنتيجة (4/2).
لهذا يصر فيدال على الفوز أوليفر كان حارس المرمى السابق للمنتخب الألماني والمحلل الكروي حاليا لدى قناة "زد. دي. إف" الألمانية، هو من بين المعجبين بقدرات فيدال، ويرى أن هذا اللاعب مخلوق من أجل منافسات التشامبيونزليغ، فهو يقاتل حتى اللحظات الأخيرة ويتسم بروح الراغب في النصر، وهي الروح المطلوبة في بايرن ميونخ على حدّ قول كان، الذي يضيف "يريد الفوز باللقب مع بايرن."
نجم خط الوسط فيدال، أكد ذلك بنفسه عندما صرح قائلا "هذه المباريات تشعرني بالمتعة." لكن المتعة ليست هي هدف فيدال الوحيد "أريد أن أبذل كل ما بوسعي لمساعدة الفريق وتحقيق أهدافنا." فالدولي التشيلي مُصرٌعلى الفوز بلقب البطولة ولهذا الإصرار مبرراته. ففي الموسم الماضي (2014/2015)، فشل فيدال مع فريقه السابق يوفينتوس في الحصول على اللقب في برلين أمام برشلونة. وفيدال لن يرضيه تكرار هذا المشهد في الموسم الحالي. وهو ما يراه أوليفر كان أيضا: "يعرف تماما ماذا تعني خسارة المباراة النهائية، وهو ما يزيد من إصراره على الفوز، ويدفعه لبذل أقصى ما بوسعه من أجل الفريق، أكثر من أي لاعب حصل على هذا اللقب."
أسلحة أخرى ويعد فيدال من بين لاعبي خط الوسط القلائل الذين يحسنون اللعب الدفاعي وينجحون أيضاً في تسجيل الكثير من الأهداف. وهوما ظهر جليا في لقاء بنفيكا الأخير، إذ تمكن من صدّ الكرات في الخلف، وقطع التمريرات. وفي الوسط قام بعرقلة اللعب وحتى في المقدمة شكل خطرا كبيرا على الفريق الخصم. وإلى جانب فيدال هناك حارس المرمى مانويل نوير. ورغم الخطأ الفادح، الذي ارتكبه نوير أمام بنفيكا، لكنه يبقى صمام أمان كبير في بايرن ميونخ. وفضلا عن ذلك هناك رأس الحربة القناص البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والمدافع المخضرم والقائد المحنك فيليب لام، والنجم الكبير فرانك ريبري، الذي يمكن أن يخدع الدفاع في أي لحظة، وتوماس مولر، الذي يتمتع بقدرة فائقة على سرقة أهداف من الخصم وهو ما فعله تماما أمام بنفيكا ويوفينتوس أيضا.
تعرف على أعمدة نجاح فريق بايرن ميونيخ
عن جدارة واستحقاق كبيرين أحرز فريق بايرن ميونيخ بطولة الدوري الألماني قبل نهايتها. والفضل في هذا النجاح يعود إلى عدة أشخاص. نستعرض في هذه الجولة المصورة أهم أعمدة نجاح بايرن ميونيخ داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدرب الاستراتيجي
استطاع بيب غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة أن يفرض مفهومه التدريبي واستوعب لاعبو الفريق البافاري تكتيكات الإسباني الذكي وأهمها: امتلاك الكرة بكثرة، والتمريرات القصيرة المتقنة والأنيقة. ومنها أيضا شن هجمات بدون توقف حتى لو كان الفريق متقدما على منافسه بثلاثة أهداف أو أربعة لصفر. لذلك ترى معظم لاعبي الفرق المنافسة يجرون فقط خلف لاعبي بايرن، ولا يقومون بعملية التحام وصراع معهم على الكرة.
صورة من: Getty Images
اللاعب الشامل
سواء في مركز الظهير الأيسر أو الظهير الأيمن أو حتى كلاعب خط وسط مدافع، منذ هذا الموسم، دائما يقدم فيليب لام أداء بمستوى عالمي في جميع الأماكن التي يوضع فيها، باستثناء مركز قلب الدفاع وحراسة المرمى لأنه قصير القامة قليلا. في الدوري الألماني، لمع نجمه بشدة في فبراير / شباط حتى أنه سجل هدفا في مرمى نورنبرغ، بعدما كان صائما عن التسجيل منذ هدفه في سان باولي في ديسمبر 2010.
صورة من: Getty Images
الجدار
كحارس لفريق بايرن ميونيخ تعود مانويل نوير الآن على أن يبقى متفرجا في معظم الأوقات أثناء مباريات البوندسليغا. ففي الموسم الجاري من النادر جدا أن تصل الكرة للاعبي الفرق المنافسة داخل منطقة جزاء نوير، فمدافعو بايرن هم في العادة من يملكون الكرة هنا. مع هذا فمانويل نوير يقظ دائما ومتواجد على الفور في المكان المناسب واللحظة المناسبة. لم يدخل مرماه هذا الموسم سوى 12 هدفا فقط، وهو رقم يتحدث عن نفسه.
صورة من: Getty Images
المغناطيس
عندما جاء خافي مارتينيز قبلب سنة ونصف إلى بايرن، كانت من لهم معرفة بالدوري الأسباني هم في فقط أساسا من يعرفون ميزات القوة لدى هذا اللاعب الإسباني، الذي دُفع فيه مبلغ 40 مليون يورو. أما اليوم فالجميع يدرك تماما مدى أهمية هذا اللاعب بالنسبة لمنظومة الفريق البافاري. مارتينيز هو المغناطيس الهادئ، الذي يلتقط الكرات سواء عندما يضعه غوارديولا في مركز قلب الدفاع أو كلاعب وسط مدافع.
صورة من: Getty Images/Afp/Christof Stache
اللاعب الأمنية
"إما هذا أو لا أحد": عبارة قالها غوارديولا قبل بداية الموسم عن تياغو الكانتارا، الذي يعرفه منذ أن كان مدربا لبرشلونة. واشترى بايرن اللاعب الإسباني مقابل 25 مليون يورو، وبإمكانهم اليوم أن يشعروا بأنهم محظوظون لأنهم استطاعوا ضم جوهرة أخرى إلى عقدهم. تياغو يمكنه توجيه دفة المباراة من خلال نظرته الرائعة للملعب ونجح في تسجيل هدف بطريقة رائعة، جلب به الفوز على شتوتغارت في الوقت المحتسب بدلا من ضائع.
صورة من: picture-alliance/dpa
العائد
لم يشارك باستيان شفاينشتايغر كثيرا في مباريات هذا الموسم فقد كان اللاعب الدولي مصابا لفترة طويلة جدا. والآن ها هو في طريق عودته إلى سابق قوته، وعاد مجددا للإمساك بزمام المباريات على أرضية الملعب. زملاؤه يبنون تحركاتهم عليه، ويمكن أن تكون خبرته بقيمة الذهب في بقية الموسم وخاصة في دوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجلاد
كماهجم داخل منطقة جزاء الفريق المنافس يقوم ماريو مانجوكيتش بدور لا يحتاجه بيب غوارديولا في منظومة لعبه. رغم ذلك فإن المهاجم الكرواتي، صاحب الـ17 هدفا في الدوري هذا الموسم، يعد المهاجم الأكثر خطورة لدى بايرن.كما أنه سجل هدفين أيضا في دوري أبطال أوروبا وثلاثة في كأس ألمانيا. ورغم نسبة تهديفه العالية فمن المتوقع غالبا أن يرحل مانجوكيتش في الصيف القادم عندما يأتي روبرت ليفاندوفسكي إلى بايرن.
صورة من: Bongarts/Getty Images
الجناحان الطائران
وبينما يتمركز مانجوكيتش في المنتصف منتظرا الكرات لتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم، يكثف الهولندي أرين روبن والفرنسي فرانك ريبري هجماتهما الخطيرة من على الجانبين. روبين سجل عشرة أهداف وصنع ستة أخرى. أما ريبري فسجل ثمانية أهداف ومرر عشر تمريرات حاسمة. مستواهما عالمي وكلاهما ذو قدرة رائعة على السيطرة على الكرة، لدرجة لا تسمح للمنافسين بإيقافهم أبدا طوال المباراة.
صورة من: Getty Images
المهاجم السريع
وإذا لم ينجح كل هؤلاء في التسجيل، يتكفل توماس مولر بإحراز الأهداف. فالمهاجم السريع يحمّس زملائه بمنتهى القوة وهو مسؤول عن تحقيق أجواء جيدة في الفريق. وبالإضافة إلى ذلك فإن مولر الهداف الخطير وصاحب الساقين الرقيقتين لديه إحساس لا يخطئ المكان الذي يجب أن يتواجد فيه لكي يسبب أعلى مستوى من الخطورة للخصم.
صورة من: Getty Images
المخطوف
كثيرا ما قام بايرن ميونيخ بخطف (شراء) أفضل اللاعبين لدى أقوى منافسيه. وقد نجح بايرن في خطف ماريو غوتزه من بوروسيا دورتموند مقابل 37 مليون يورو، وخطف معه أمل خصمه في الفوز باللقب. وقد حدثت زوبعة بسبب انتقال غوتزه "المهاجم غير الصريح"، الذي سجل هدفا في مرمى بوروسيا دورتموند، فريقه القديم. وسيلحق بماريو غوتزه إلى بايرن ميونيخ الصيف القادم ماكينة الأهداف روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند الحالي.
صورة من: Reuters
الصف الثاني
إذا غاب أي لاعب من لاعبي الصف الأول للفريق البافاري، فهناك من يحل مكانه من اللاعبين الدوليين الجالسيين على مقعد البدلاء، وعلى أتم الاستعدادات لملء الفراغ، وبنفس القدر من الجودة تقريبا. البايرن لا يعرف كلمة "لاعب احتياطي"، فيما عدا حارس المرمى توم شتاركه، والمدافع دييغو كونتينتو والناشيء بيير إميل هويبيرغ. أما البقية فكلهم نجوم، معظمهم دوليون في منتخباتهم.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulme
المدير: زامر المتذمر
وحتى لا يحدث أي تهاون داخل بايرن ميونيخ هناك ماتياس زامر. فالرجل الذي يشغل منصب المدير الرياضي للفريق يجد دائما ما يضايقه حتى لو كان بايرن فائزا على المنافس 9-0. فهو يضع إصبعه على الجروح، حتى لو لم تكن هناك جروح. وبطموحه الهائل ورغبته المطلقة في الفوز دائما وتحسين المستوى باستمرار، تناسب شخصية ماتياس زامر ميونيخ عامة وليس بايرن فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
الراعي السابق
في الخلفية يظهر أُولي هونيس، صانع بايرن، الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب قضية تهرب ضريبي بقيمة حوالي 27 مليون يورو. وقد استطاع هونيس أن يجلب إلى الفريق أنسب العناصر، وجعل من بايرن ميونيخ فريقا أكثر روعة وقوة.