يبدو أن الأورام السرطانية التي تظهر عند الأطفال مرتبطة باستعداد جيناتهم للنمو السرطاني. نتائج دراسة أمريكية حديثة تبرز حقائق جديدة عن مخاطر سرطان الأطفال بما قد يساهم في تغيير كيفية تقييم المرضى.
إعلان
يبدو أن الأورام السرطانية التي تظهر عند الأطفال مرتبطة باستعداد جيناتهم التي تبدي استعدادا للنمو السرطاني. الأمر يرتبط إذا إلى حد كبير بالاستعداد العائلي كما يشير باحثون أمريكيون.
قال باحثون أمريكيون إن رصد التسلسل الجيني لأكثر من ألف طفل وبالغ مصابين بالسرطان خلص إلى أن 8.5 بالمائة منهم ولد ولديه جينات تسهم في أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالأورام. الباحثون وصلوا إلى هذه النسبة بعد أن أجروا تسلسلا جينيا لأنسجة مصابة وأخرى سليمة لنحو 1120 طفلا مصابا بالسرطان.
دور التغذية في الوقاية من السرطان
"عليك بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات"جملة يكررها جميع الأطباء تقريبا، لكن دراسات حديثة أثبتت أن الفواكه والخضروات تقي من السرطان بنسبة بسيطة، إذ تعتمد الوقاية الأكبر على نظام الحياة الصحي وتجنب مسببات السرطان.
صورة من: Elke Dubois/TZS
خلص باحثون في مجال دراسات السرطان، إلى وجود مبالغة في تقييم دور الفواكه والخضروات في مكافحة السرطان، إذ أثبتت دراسة قام بها باحثون بالمركز الألماني لأبحاث السرطان خطأ التوصية التي انتشرت في الماضي والتي تقول إن تناول الفواكه والخضروات خمس مرات في اليوم، يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia/Heike Rau
لكن هذا لا يمنع أن بعض الخضروات والفواكه تحتوي على مواد لها قدرة على عرقلة حدوث السرطان بالجسم، فالبروكلي على سبيل المثال غني بمواد تحد من نمو السرطان.
يحتل التدخين المركز الأول على قائمة مسببات السرطان. ورصد الخبراء تراجعا في احتمالية الإصابة بالسرطان بالنسبة للمدخن الذي يتناول الخضروات والفواكه بشكل منتظم.
صورة من: Photographee.eu/Fotolia.com
تلعب كمية الطعام أيضا دورا كبيرا في مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل عام وبالسرطان بشكل خاص، ووفقا للدراسات فإن الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات، كما أن الإصابة تأتيهم مبكرة مقارنة بغيرهم نتيجة ارتفاع نسبة الإنسولين الذي يحفز نمو الأورام.
صورة من: Fotolia/olly
تزيد تبعات مشكلة السمنة بشكل خاص لدى النساء في سن اليأس، إذ تزيد السمنة من نسبة الهرمونات الأنثوية التي يتم إفرازها في هذه المرحلة والتي قد تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
تظهر الإحصائيات تراجعا في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء في الدول التي لا تشتهر بتناول اللحوم الحمراء كالهند، في حين تزيد النسبة بشكل واضح بين الذين يكثرون من تناول هذه اللحوم ولاسيما لحم العجل. ووفقا للباحث في مجال السرطان والحاصل على جائزة نوبل، هارالد تسور هاوزن، فإن استهلاك اللحوم الحمراء لفترات طويلة من العمر يزيد خطورة الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة.
صورة من: anweber - Fotolia
وتأكيدا على هذه البيانات فإن اليابان لم تسجل حتى عام 1975 حالات تذكر لسرطان الأمعاء، لكن معدل الإصابة تضاعف خلال 20 عاما بعد أن بدأت البلاد باستيراد اللحوم الحمراء.
صورة من: KAZUHIRO NOGI/AFP/Getty Images
يحذر البعض من خطورة الشواء بشكل خاص، إذ أن الخشب المستخدم في عمليات الشي يحتوي على مواد كيميائية تزيد من تحفيز ظهور السرطان، لكن ثمة خلافات بين العلماء حول هذه النقطة إذ يرى آخرون أنه لا فرق في طريقة تحضير اللحم على الصحة. (DW/ا.ف)
صورة من: Elke Dubois/TZS
8 صورة1 | 8
وقال الباحثون في دورية (نيوانغلاند) الطبية إنه من بين الأطفال الذين يحملون جينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأورام ينحدر 40 في المائة منهم من عائلات لديها تاريخ معروف للإصابة بالمرض ما يشير إلى أن التاريخ الأسري وحده لا يمثل دليلا قويا للتنبؤ بإصابة الأطفال بالأورام.
وقال جيمس داونينغ من مستشفى سان جود للأطفال في ممفيس بولاية تنيسي الذي شارك في الدراسة في بيان "تمثل هذه الدراسة منعطفا مهما في فهمنا لمخاطر سرطان الأطفال وقد تؤدي إلى تغيير كيفية تقييم المرضى". وقال هو وزملاؤه إن هذه النتائج تمهد السبيل لإجراء تسلسل جيني شامل للأطفال المصابين بالسرطان.
ويمكن الاستفادة بهذه المعلومات في متابعة رعاية الأطفال وفحص أفراد الأسرة والذرية ممن قد يكونون عرضة للإصابة بالمرض. ومن قبيل المقارنة فان نحو واحد في المائة فقط من الأفراد يحمل هذه الطفرة الجينية. وكان الباحثون يشكّون من زمن طويل في أن الأطفال المصابين بالأورام لديهم استعداد وراثي للإصابة وهو ما أكدته الدراسة.