1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوركسترا الجاز النسائية الألمانية تلهم الشباب اللبناني وتدفعه نحو دعم التغيير

٩ يوليو ٢٠١١

حطت الأوركسترا الألمانية النسائية للجاز رحالها في لبنان ضمن جولة تتضمن عددا من البلدان العربية. وأحيت الأوركسترا أمسية موسيقية في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، في إطار مشروع تعاون بين معهد غوته و دويتشه فيله.

أوركسترا الجاز النسائية الألمانية تمد جسور الثقافة بين لبنان وألمانياصورة من: DW

وتميزت خشبة المسرح بأنثوية المشهد لإثنتي عشرة عازفة موسيقية توزعن باتقان، وهن يحتضن آلاتهن الموسيقية بانتظار إشارة قائدة الفرقة أنجيليكا نيسير."نحن سعيدات جدا لنكون بينكم"، بكلمات إنكليزية تطغى عليها اللكنة الألمانية حيّت قائدة الفرقة الجمهور، الذي توزع داخل القاعة. ثم استدارت بوجهها إلى المسرح وحركت يديها عاليا في الهواء ثم أنزلتهما، ايذانا لعضوات الأوركسترا ببدء العزف.


أوركسترا..تمد جسور الثقافة بين لبنان وألمانيا

ويشرح مسؤول البرامج الموسيقية في مؤسسة دويتشه فيله الاعلامية الدكتور غيرو شليس أهمية هذه الفرقة، التي أسسها مجلس الموسيقى الألماني وبمبادرة من دويتشه فيله بمناسبة إفتتاح "الكأس العربية لكرة القدم النسائية 2010"، التي أقيمت في المنامة عاصمة البحرين. ويؤكد شليس أن مشاريع التعاون في مجال الموسيقى هي وسيلة مهمة لمد الجسور بين الثقافات المختلفة. ويقول في هذا الإطار: "تم اختيار لبنان ضمن جولة الاوركسترا في البلدان العربية لما يتمتع به هذا البلد من ثقافة غنية وصلة قوية بينه وبين أوروبا وخاصة ألمانيا".

وتزور الفرقة الألمانية النسائية للجاز الأردن وفلسطين والعراق بعد لبنان. وكان من المفترض أن تزور الأوركسترا سوريا أيضا، كما تشير مسؤولة النشاطات الثقافية في معهد غوته فيسنا شمعون، "لكن مأساوية الأوضاع في سوريا اضطرتنا إلى إلغاء الرحلة". وتشير شمعون إلى أن جولة الأروكسترا تأتي ضمن جولات عدة لفنانين ألمان يقوم معهد غوته بتنظيمها سنويا في البلدان العربية.

لا صوت يعلو فوق صوت الساكسوفون

عشاق الجاز..أسرى سحر الآلات الموسيقيةصورة من: DW

داخل قاعة المسرح يبدو الجمهور ساكنا، كأنما لا يريد لصوت أن يعلو فوق صوت الآلات الموسيقية، التي تصدح عاليا للحظات ثم تنخفض تدريجيا بحسب القطعة الموسيقية وتعليمات قائدة الفرقة. الآلات الموسيقية المتنوعة من غيتار وكونترباس وساكسوفون وترومبيت لا تجد صعوبة في التفاهم بلغة الموسيقى، تتماهى أصواتها بترنيمة واحدة بأيدي العازفات الشقراوات اللواتي يغطي الأسود أجسادهن المتمايلة على وقع الموسيقى.

وتشرح قائدة الفرقة أنجيليكا نيسير، التي تؤلف موسيقى للمسرح والسينما والرقص الحديث والأوركسترا والكورال والتي وصفتها قناة "أرته الثقافية" بأنها "واحدة من أكثر الأصوات إثارة في موسيقى الجاز الألمانية" أن الفرقة تؤدي مقطوعات موسيقية من تأليفها. وتشير إلى أنها أعطت أهمية للموسيقى الشرقية في مقطوعاتها وتقول في حديثها مع دويتشه فيله: "درست بعض الموسيقى العربية مثل الصوفية، وأدخلتها مع موسيقى الجاز". ويظهر هذا الدمج في مقطوعتين موسيقيتين، عزفت إحداهما خلال افتتاح "بطولة كرة القدم النسائية" في المنامة، فيما عزفت الأخرى بعنوان "اللون أحمر" في مصر كهدية إلى الشباب المصري الذي حقق الثورة كما تقول نيسى.

عشاق الجاز..أسرى سحر الآلات الموسيقية

جمهور القاعة لا يخفي إعجابه بالأمسية الموسيقية، يصفق بحماسة حين تنتهي مقطوعة موسيقية قبل أن تبدأ أخرى. هذا النجاح هو ما طمحت إليه الفرقة في كل بلد عربي عزفت فيه. وتقول نيسى: "يفاجئني تفاعل الجمهور العربي الرائع والتلقائي مع الموسيقى" وتضيف: "جمهوركم حماسي وشغوف وهو مختلف عن الجمهور الأوروبي. وهذا يعطينا كثيرا من الروح الإيجابية حتى الآن".

وفيما يتعلق بالرسالة، التي تؤديها الفرقة من خلال موسيقى الجاز فتقول نيسير: "أنا آمل أن تلهم موسيقى الجاز الشباب في العالم العربي. إنها موسيقى مختلفة عن الموروث وآمل أن يحبها الناس لكي تشجعهم على التغيير وتدفعهم بشغف أكبر نحو الحياة"، مشيرة إلى أن "رسالتنا هي دفع الناس لتحقيق أحلامهم وعدم الخوف من الواقع".

"مؤسسة دويتشه فيله الإعلامية تفخر بتقديم إحدى أفضل عازفات الجاز في ألمانيا للعزف في البلدان العربية".صورة من: DW

أما عن الطابع النسائي الذي يميز الفرقة، فتؤكد نيسير أن "الفن يتخطى مفهوم الجندرة وهو حق للمرأة والرجل معا". وبرأيها فإن المقطوعات الموسيقية التي تعزفها الفرقة تتوجه إلى كل فرد في العالم تتضمن شخصيته بعضا من المرأة وبعضا من الرجل في محاولة للتكامل بين الإثنين.

وتطمح أوركسترا الجاز النسائية الألمانية إلى تحقيق مشاريع موسيقية يشارك فيها موسيقيين عرب على حد ما تشير قائدة الفرقة التي شدد على أنه "لا حدود أمام الموسيقى وهي روح عامة مميزة وملهمة".

ساعتان من العرض المتواصل، تتوقف بعدها الآلات عن العزف فيما الجمهور يقف مصفقا لثوان قبل أن تختفي العازفات من على خشبة المسرح. في الخارج، تقف زينة شبيب التي حضرت العرض الموسيقي مع زميلاتها لتقول لنا: "أتيت تشجيعا مني لأي عمل نسائي موسيقي ولأني أيضا من عشاق الجاز".

أما أحمد قصاب فيردد كلمة واحدة "رائع..رائع" ويعلق قائلا: "موسيقى الجاز تشبه السحر، فكيف إذا كن من يعزفن نساءا يقدمن أفضل ما لديهن من موهبة في عالم الموسيقى".

دارين العمري ـ بيروت

مراجعة: لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW