أوروبا تتنفس الصعداء وتستعد لمواجهة تداعيات كورونا
١٥ مايو ٢٠٢٠تعيد مقاهٍ من فيينا إلى سيدني فتح أبوابها فيما يستعدّ الفرنسيون لتمضية أول عطلة نهاية أسبوع من دون اجراءات عزل، ويحاول العالم استعادة مسار الحياة بعدما أصابه شلل جراء تفشي كورونا المستجدّ الذي أودى بحياة أكثر من 302 ألف شخص ويواصل انتشاره في الولايات المتحدة وروسيا.
بعد أكثر من خمسة أشهر على ظهور فيروس كورونا المستجدّ في الصين، يعتاد العالم على فكرة العيش بشكل مستدام مع هذه الآفة التي قد لا تختفي أبداً وفق قول منظمة الصحة العالمية.
وتتكثف الجهود لمحاولة إعادة إنعاش الاقتصادات التي دخلت في ركود غير مسبوق. وأكدت ألمانيا، محرّك الاقتصاد الأوروبي، الجمعة انكمش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في الربع
الأول من هذا العام بنسبة 2. في المائة مع توقع تراجع بنسبة 6,3% على مدار العام الحالي. وقالت منظمة التجارة العالمية إن التجارة العالمية يرتقب أن "تسجل تراجعاً من رقمين" من حيث الحجم في كل مناطق العالم.
وتجاوزت النمسا، الرائدة في تخفيف اجراءات العزل، مرحلة رمزية مهمة الجمعة عبر إعادة فتح كل المطاعم ومقاهي العاصمة فيينا.
وأصبحت سلوفينيا أول دولة في أوروبا تعلن "إنتهاء" الوباء على أراضيها وأعلنت إعادة فتح حدودها.
وبعدما فرضت العزل في 11 أيار/مايو، تستعد فرنسا، إحدى الدول الأكثر تضرراً جراء الوباء في العالم مع أكثر من 27 ألف وفاة، لتمضية أول عطلة نهاية أسبوع برفاهية. وقد سُمح بارتياد الكثير من الشواطئ فيما دعا رئيس الوزراء إدوار فيليب السكان إلى البدء بالتفكير في عطلهم الصيفية. لكن الاجراءات لا تزال كثيرة: فقد تمّ تقييد التحركات بمسافة لا تتعدى المئة كيلومتر ما يمنع خصوصاً سكان باريس من الوصول إلى الساحل. وتستعدّ ألمانيا لإعادة إطلاق بطولة كرة القدم في نهاية الأسبوع، لكن من دون جمهور مع اجراءات صحية صارمة.
في إيطاليا، أُعيد فتح بعض الشواطئ أيضاً بعد أسابيع من العزل إذ إن غياب الحركة السياحية واضح خصوصاً في مدينة البندقية حيث أن ساحة القديس مارك باتت خالية من الحمام مع غياب الزوار الذين كانوا يطعمونهم. ويقول مورو سامبو (66 عاماً)، "من دون سيّاح، البندقية مدينة ميتة". وأعلن الفاتيكان إعادة فتح كاتدرائية القديس بطرس للزوار اعتبارا من الإثنين، بعد إغلاقها لمدة شهرين.
في روسيا، حيث تسجّل حوالى 10 آلاف إصابة جديدة يومياً، أعلن رئيس بلدية موسكو حملة فحوصات واسعة النطاق و"فريدة في العالم". وقررت البلاد استئناف بطولة كرة القدم في أواخر حزيران/يونيو.
وفي بارقة أمل، أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية الخميس أن لقاحا ضد كوفيد-19 قد يكون جاهزا خلال سنة "في أفضل السيناريوهات". وهناك حالياً أكثر من مئة مشروع في العالم وأكثر من عشر تجارب سريرية للقاح لمحاولة إيجاد علاج للمرض. واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ اللقاح المحتمل لوباء كوفيد-19 يجب ألا يخضع "لقوانين السوق". بدورها، أكدت المفوضية الأوروبية أن اللقاح "يجب أن يكون للفائدة العامة والحصول عليه يجب أن يكون عادلا وشاملا".
مواجهة التداعيات الاقتصادية
وتتكثف الجهود لمحاولة إعادة إنعاش الاقتصادات التي دخلت في ركود غير مسبوق. وأكدت ألمانيا، محرّك الاقتصاد الأوروبي، الجمعة انكمش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في الربع
الأول من هذا العام بنسبة 2. في المائة مع توقع تراجع بنسبة 6,3% على مدار العام الحالي.
وقالت منظمة التجارة العالمية إن التجارة العالمية يرتقب أن "تسجل تراجعاً من رقمين" من حيث الحجم في كل مناطق العالم.
وحققت دول منطقة اليورو تقدما كبيرا اليوم الجمعة بشأن حزمة إجراءات دعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا بقيمة 500 مليار يورو (540 مليار دولار).
وقال وزير المالية الألماني أولف شولتز إن الاجتماع مع نظرائه في منطقة العملة الأوروبية الموحدة التي تضم 19 دولة "اليوم يوم جيد لأوروبا ويوم جيد للتضامن العملي".
وتتضمن حزمة المساعدات برنامجا لتوفير خطوط ائتمان بقيمة 240 مليار يورو للدول الأعضاء لتغطية نفقات الرعاية الصحية. وقد تمت الموافقة على هذا البرنامج نهائيا.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، د ب أ)