أوروبا تسابق الزمن لمواجهة أسوأ سيناريو لتفشي كورونا
١٥ أكتوبر ٢٠٢٠
مع الإرتفاع المضطرد لحالات الإصابة بفيروس كورنا تسابق أوروبا الزمن لمواجهة موجة ثانية من الجائحة، مع دخول فصل الشتاء، حيث سارعت دول أوروبية عدة إلى تشديد الإجراءات وفرض حظر التجول وغيرها من القيود.
إعلان
بعد فرنسا، أعلنت البرتغال حالة الطوارئ الأربعاء بسبب ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في البلاد، والذي يدخل حيز التنفيذ اليوم (15 أكتوبر/تشرين الأول). ويستمر لمدة 15 يوما، ويسمح أمر الطوارئ للحكومة بوضع حدود على الحركة والحياة العامة بشكل عام.
وفي ألمانيا، التي سجلت أعلى حصيلة يومية للإصابات بفيروس كورونا ، منذ ظهور الفيروس في البلاد، تم اتخاذ إجراءات أكثر شدة أعلنت عنها المستشارة أنغيلا ميركل مساء أمس الأربعاء وقالت "نحن بالفعل في مرحلة النمو المتسارع، فالأرقام اليومية تظهر ذلك".
أما في إسبانيا فستغلق الحانات والمطاعم في منطقة كاتالونيا في شمال شرق البلاد، مدة 15 يوما فيما تواجه البلاد واحدا من أعلى مستويات الإصابة في الاتحاد الأوروبي مع حوالي 900 ألف حالة وأكثر من 33 ألف وفاة. في هولندا، حيث اعتمدت إجراءات جديدة مع قيود على بيع الكحول ووضع الكمامة، رقص مواطنون وشربوا على وقع موسيقى التكنو حتى الدقائق الأخيرة قبل إقفال الحانات والمطاعم و"المقاهي" التي تبيع نبتة الكيف.
ويجد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نفسه تحت ضغوط متزايدة لفرض إجراءات أكثر صرامة من أجل لجم مستويات الإصابة المرتفعة جدا في إنكلترا، بما في ذلك إغلاق لأسبوعين. وقال جونسون إن إغلاقا يشمل البلاد برمتها سيشكل "كارثة" لكنه رفض استبعاد هذه الفرضية تماما فيما أيدت لجنة علمية استشارية حكومية اعتماد إغلاق موقت.
أما في إيطاليا، فقد سجلت 7332 إصابة جديدة الأربعاء في أعلى مستوى يومي في هذا البلد الذي عانى كثيرا من الوباء. وسبق لروما أن فرضت إجراءات صارمة للسيطرة على انتشار الفيروس مجددا بما في ذلك منع السهر ومباريات كرة القدم للهواة.
وتقاوم القوى الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا حتى الآن الضغوط لإغلاق المدارس وهي الخطوة التي أوجدت صعوبات أثناء إجراءات العزل العام في الربيع.
وكانت أغلب الحكومات الأوروبية قد خففت الإجراءات في الصيف للبدء في إنعاش اقتصاداتها المتجهة بالفعل نحو تراجع لم يسبق له مثيل وفقدان للوظائف بسبب الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا. لكن العودة للأنشطة الطبيعية- من المطاعم المزدحمة إلى بداية العام الدراسي الجديد- تسببت في زيادة حادة في حالات الإصابة في مختلف أرجاء القارة.
ع.ج.م/و.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
في صور.. هكذا يبدو التفاوت الكبير في الثروة بأوروبا!
يسود الاعتقاد بأن جميع دول الاتحاد الأوروبي تتمتع بالثراء نفسه أن مواطنيها مرفهون بالدرجة نفسها، لكن هذا التصور خاطئ كما تثبت لغة الأرقام. فكيف تتوزع الثروة في الأسرة الأوروبية؟. تابع هذه الصور.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Kalker
بلغاريا: رواتب منخفضة وأجور متدنية
تعد بلغاريا من أفقر دول الاتحاد الأوروبي، والأولى في معدلات الفساد في أوروبا. وبحسب مؤسسة التجارة والاستثمارات التابعة للحكومة الألمانية (GTAI) بلغ إجمالي الدخل الشهري للفرد في 2018 بالكاد 580 يورو. منذ أن انضمت بلغاريا للاتحاد الأوروبي تركت أعداد كبيرة من الشباب البلد، ومن بينهم العديد من المتعلمين.
صورة من: BGNES
رومانيا: المركز ما قبل الأخير في التصنيف الاقتصادي
قد تعطي هذه الصورة الجميلة انطباعاً خاطئاً، فالعديد من المدن القديمة في زيبنبورغن، ومنها هذه المدينة في براسوف، مرممة بشكل يخطف الأنظار. لكن معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد بلغ في 2019 نحو 11.440يورو، وهو ما يضعها في المرتبة قبل الأخيرة التي احتلتها بلغاريا بمعدل بلغ 8680 يورو للشخص الواحد في 2019. أما في ألمانيا فبلغت 41.340 يورو.
صورة من: Imago Images/Design Pics/R. Maschmeyer
اليونان: أزمات مالية متكررة
لم تكد اليونان تلتقط أنفاسها من أزمة الديون التي أثقلتها لسنوات حتى جاءت أزمة كورونا لتعصف بالقليل من الاستقرار الذي حظيت به. فبسبب كورونا وقعت اليونان مرة أخرى تحت ضغط مالي شديد، وأصبحت في حاجة لمساعدة الاتحاد الأوروبي. وبالرغم من الظرف الحالي، إلا أن الأمر نسبي: فمقارنة بألمانيا يمكن اعتبار اليونان دولة فقيرة بمعدل 17.500 يورو كدخل للفرد. إلا أن هذه القيمة تعد ضعف مثيلتها في بلغاريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/VisualEyze
فرنسا: بلد أصحاب العقارات
قد تكون هذه المعلومة غير متوقعة، لكن فرنسا تتفوق بشكل كبير على ألمانيا فيما يتعلق بمتوسط أملاك الفرد. فبحسب بيانات شركة أليانز (Allianz) للتأمين لعام 2019 فإن متوسط الأصول الصافية للفرد بلغ في فرنسا 26.500 يورو،وهو ما يمثل زيادة 10 آلاف يورو عن متوسط الأصول الصافية للفرد في ألمانيا. يرجع السبب في ذلك إلى تملك الكثير من الفرنسيين لبيوتهم، بل يملك الكثير منهم بيتاً ثانياً في المناطق الريفية.
صورة من: picture alliance/prisma/K. Katja
إيطاليا: إصلاحات نادرة وديون مرتفعة
تعد إيطاليا من أكثر الدول الأوروبية تضرراً من جائحة كورونا وتبعاتها، فمدينة برغامو الإيطالية كانت مركز وباء الوباء في بدايته. وبعد فترة ركود اقتصادي استمرت لعقدين كانت إيطاليا على رأس قائمة حزمة مساعدات كورونا التي أقرها الاتحاد الأوروبي. فمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيطاليا يصل إلى 29.6110 لعام 2018، وهي بذلك تقع بذلك تحت المتوسط الأوروبي بفارق بسيط.
صورة من: AFP/P. Cruciatti
إسبانيا والخوف من موجة ثانية من كورونا
بعد ارتفاع كبير في معدلات العدوى بفيروس كورونا، قررت السلطات في كاتالونيا إعادة فرض حظر التجول. لكن إسبانيا بلد سياحي من الدرجة الأولى، فالسياحة تمثل نحو 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. وبحسب الإحصائيات فإن معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد بلغ 26.440 يورو في 2018، وهو ما يضعها تحت المعدل الأوروبي الذي بلغ نحو 31 ألف يورو.
صورة من: Reuters/N. Doce
السويد: حياة مرفهة مع ضرائب مرتفعة وبدون حظر تجول
حاولت السويد النجاة من جائحة كورونا بدون فرض حظر تجول، وهو ما تسبب في معدلات وفاة مرتفعة نسبياً. تأتي السويد في المرتبة الخامسة بعد لوكسمبورغ، ايرلندا، الدنمارك وهولندا فيما يتعلق بنصيب الفرد من الناتج المحلي والذي بلغت قيمته 46.180 يورو. وبالرغم من الضرائب المرتفعة التي تفرضها السويد، إلا أن سكانها تفوقوا على الفرنسيين في متوسط الأصول الصافية للفرد لعام 2018.
صورة من: imago images/TT/J. Nilsson
هولندا: أداء اقتصادي متقدم وثروة كبيرة
تنتمي هولندا لما بت يعرف بالدول "الأربع المقتصدة". وسميت المجموعة المكونة من هولندا، السويد، الدنمارك والنمسا بهذا الاسم لمعارضتها الشديدة لإقرار حزمة مساعدات مالية لمواجهة أعباء كورونا. وتعد هولندا من الدول الأكثر رفاهية في الاتحاد الأوروبي حسب معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغ 46.800 يورو في 2019، ومتوسط أصول صافية للفرد بقيمة 60 ألف يورو في 2018.
صورة من: picture-alliance/robertharding/F. Hall
ألمانيا: دولة غنية سكانها ليسوا بالضرورة أغنياء
نجحت ألمانيا في التعامل مع جائحة كورونا، لكن التبعات الاقتصادية كبيرة: فقد قلت الصادرات، فيما تكافح شركات عديدة لتفلت من الإفلاس. تعد ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، ووصل معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي إلى 41.340 يورو في 2019. بيد أن الأصول الصافية للفرد في ألمانيا بلغت 16.800 يورو فقط، اي نصف ما هو موجود في إيطاليا. توماس كولمان/ س.ح