أوروبا تعد عقوبات جديدة للضغط على روسيا في محادثات أوكرانيا
علي المخلافي رويترز
١٦ مايو ٢٠٢٥
أعلنت روسيا أن محادثات تركيا أفضت إلى اتفاق تبادل للأسرى مع أوكرانيا. وفيما أعلن الاتحاد الأوروبي العمل على حزمة عقوبات جديدة "لأن بوتين لا يريد السلام"، دعا أعضاء في الكونغرس أيضا لعقوبات على روسيا بسبب "مماطلة بوتين".
انعقدت قمة المجموعة السياسية الأوروبية التي تضم دولا من خارج الاتحاد الأوروبي، في العاصمة الألبانية تيرانا في الوقت الذي اجتمع فيه مفاوضون روس وأوكرانيون في إسطنبولصورة من: Leon Neal/REUTERS
إعلان
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين اليوم الجمعة (16 مايو/أيار 2025) إن الاتحاد الأوروبي يعمل على حزمة جديدة من العقوبات التي ستستهدف روسيا لزيادة الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين بسبب الحرب في أوكرنيا. وانعقدت قمة المجموعة السياسية الأوروبية التي تضم دولا من خارج الاتحاد الأوروبي، في العاصمة الألبانية تيرانا في الوقت الذي اجتمع فيه مفاوضون روس وأوكرانيون في إسطنبول لإجراء أول محادثات سلام مباشرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، تحت ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتبنى الاتحاد الأوروبي، الذي يتعرض للتهميش في الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب، 17 حزمة عقوبات على روسيا، كان أحدثها هذا الأسبوع، ويقول دبلوماسيون إن الصعوبة تتزايد في الحصول على الإجماع اللازم بين أعضاء التكتل البالغ عددهم 27 دولة لإقرار إجراءات جديدة.
وقالت فون دير لاين في إشارة إلى بوتين "إنه لا يريد السلام، لذا يتعين علينا زيادة الضغط، ولهذا السبب نعمل على حزمة جديدة من العقوبات". وأضافت: "ستشمل هذه الحزمة، على سبيل المثال، عقوبات على (خطي أنابيب) نورد ستريم 1 و2، وكذلك العمل على إدراج مزيد من سفن أسطول الظل (بقائمة العقوبات)، وخفض سقف أسعار النفط، وأخيرا مزيدا من العقوبات على القطاع المالي الروسي".
ويتكون نورد ستريم 1 و2 من أنابيب قامت بتركيبها ومدها عملاق الغاز الروسي غازبروم الخاضعة لسيطرة الدولة لضخ الغاز الطبيعي إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق. ومزقت سلسلة من الانفجارات الأنبوبين في عام 2022. وقال مسؤولون ودبلوماسيون إن العقوبات الجديدة الكبيرة التي هدد بها الزعماء الأوروبيون في الأيام الماضية ستحتاج إلى دعم الولايات المتحدة لإنجاحها.
مباحثات بين أوكرانيا وروسيا في اسطنبول
03:38
This browser does not support the video element.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة أمام الزعماء الأوروبيين في تيرانا، إن الأولوية الأولى لأوكرانيا هي التوصل لوقف إطلاق نار غير مشروط لإرساء أساس لمحادثات في المستقبل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.
"غير مقبول"
واقترح بوتين يوم الأحد إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في تركيا، لكنه رفض تحديا من زيلينسكي للاجتماع معه مباشرة وأرسل فريقا من المسؤولين متوسطي المستوى إلى المحادثات. وانتهت محادثات إسطنبول بعد أقل من ساعتين من بدايتها، دون أي بادرة واضحة تدل على تحقيق تقدم حتى الآن في تضييق الفجوة بين الجانبين، ووصف مصدر أوكراني مطالب موسكو بأنها "غير قابلة للتطبيق". وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته قد قال في وقت سابق من اليوم إن بوتين "ارتكب خطأ بإرسال وفد منخفض المستوى" إلى إسطنبول.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "ما رأيناه بالأمس وليلة اليوم هو دليل آخر على أن بوتين ليس جادا بشأن السلام". وأضاف ستارمر في وقت لاحق من اليوم أنه يتفق هو وزعماء فرنسا وألمانيا وبولندا مع زيلينسكي في تيرانا على أن موقف روسيا في محادثات السلام "غير مقبول بشكل واضح" وأنهم تشاوروا أيضا مع ترامب. وأضاف أنهم جميعا ينسقون ردودهم عن كثب. وقال المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، إنه يتعين على أوروبا زيادة قدراتها الدفاعية، ويتعين على المنطقة العمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
إعلان
"مماطلة وتباطؤ وألاعيب"
وجدد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الدعوات اليوم الجمعة (16 مايو / أيار 2025) للكونغرس لإقرار عقوبات على روسيا بعد عدم إحراز تقدم يذكر في محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، لكن لم يتم تحديد موعد للتصويت على مشروعات قوانين طرحت قبل ستة أسابيع بهدف الضغط على موسكو للتفاوض بجدية. وانتهت أول محادثات مباشرة بين كييف وموسكو منذ أكثر من ثلاث سنوات اليوم في أقل من ساعتين، وقدمت روسيا شروطا وصفها مصدر أوكراني بأنها "تعجيزية".
وقال السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال في بيان حث فيه على التصويت على مشروع قانون لفرض عقوبات إن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين سيواصل المماطلة والتباطؤ في جهود وقف إطلاق النار حتى يتضرر اقتصاده بشدة، مما يعزله في جزيرة مالية". وقدم بلومنتال والسناتور الجمهوري لينزي غراهام مشروع قانون في الأول من أبريل/نيسان 2025 يهدف إلى عرقلة تمويل روسيا لحربها من خلال إضافة أحكام مثل فرض رسوم جمركية بنسبة 500 بالمئة على الواردات إلى الولايات المتحدة من الدول التي تشتري الطاقة الروسية.
محطات رئيسية في مساعي السلام في أوكرانيا
03:25
This browser does not support the video element.
ويحظى مشروع القانون الآن بتأييد ما لا يقل عن 73 عضوا في مجلس الشيوخ المكون من 100 مقعد لكن زعماء المجلس لم يشيروا إلى موعد طرحه للتصويت. وهناك إجراء مماثل طُرح في اليوم نفسه في مجلس النواب برعاية
28 عضوا من كلا الحزبين أيضا. ودعا غراهام، الذي كان في تركيا لحضور اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع، إلى إقرار مشروع القانون، منتقدا قرار بوتين عدم حضور المحادثات مع أوكرانيا. وقال غراهام في بيان "عندما يتعلق الأمر بألاعيب روسيا، فقد طفح الكيل". ولم يرد مساعدو الزعماء الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب بعد على طلبات التعليق.
"اتفاق تبادل أسرى ضخم"
من جانبها قالت روسيا اليوم الجمعة إن أول محادثات مباشرة مع أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات أفضت إلى اتفاق لتبادل ألف أسير حرب لكل منهما قريبا واستئناف المحادثات بعد تحديد كل طرف رؤيته لوقف إطلاق النار في المستقبل. وقال فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي، في بيان قصير بثه التلفزيون الرسمي على الهواء بعد اختتام المفاوضات في إسطنبول، إن موسكو راضية عن التقدم المحرز ومستعدة لمواصلة المحادثات مع كييف. وأضاف: "بشكل عام، نحن راضون عن النتيجة ومستعدون لمواصلة التواصل. في الأيام المقبلة، سيكون هناك تبادل ضخم للأسرى بمعدل ألف مقابل ألف".
وستكون تلك واحدة من أكبر عمليات التبادل من نوعها منذ إرسال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في 2022 فيما يقول إنها عملية عسكرية خاصة. وقال ميدينسكي: "طلب الجانب الأوكراني إجراء محادثات مباشرة بين زعيمي الدولتين. وسجلنا هذا الطلب لدينا". وذكر أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على المضي قدما وتحديد تفاصيل مكتوبة لرؤيتهما لما سيبدو عليه وقف إطلاق النار في المستقبل. وأضاف "بعد عرض هذه الرؤية، نعتقد أنه من المناسب، كما اتفقنا أيضا، مواصلة مفاوضاتنا".
تحرير: عادل الشروعات
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.