وسط مراسم مهيبة داخل البرلمان الأوروبي، اجتمع قادة من أوروبا والعالم لوداع المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول، في مراسم تقام للمرة الأولى تقديرا لجهود كول من أجل أوروبا.
إعلان
بدأت اليوم السبت (الأول من تموز/يوليو) مراسم تأبين مستشار ألمانيا الأسبق والمهندس الرئيسي لإعادة توحيدها، هيلموت كول في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية. ووصل إلى ستراسبورغ العديد من قادة العالم للمشاركة في مراسم التأبين الأوروبية، التي تقام لأول مرة تقديرا لجهود كول من أجل أوروبا.
وبجانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حضر المراسم رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. ونُقل جثمان كول في تابوت ملفوف بعلم الاتحاد الأوروبي من مسقط رأسه بمدينة لودفيغسهافن في وقت مبكر من صباح اليوم السبت إلى مدينة ستراسبورغ.
وحمل التابوت جنود المراسم التابعون لوزارة الدفاع الألمانية إلى قاعة البرلمان الأوروبي برفقة جنود آخرين من القوة الأوروبية "يوروكوربس". وسيتبع هذه المراسم، مراسم أصغر في لودفيغسهافن، حيث ولد كول. وسيقام موكب هناك في وسط المدينة ليتمكن السكان من وداع مواطنهم الفخري. ثم ينقل نعش كول إلى بلدة شباير على نهر الراين حيث سيتم دفنه في مراسم خاصة للعائلة والأصدقاء.
من جهته أعرب الرئيس الفرنسي ماكرون عن حزنه لوفاة كول، وكتب ماكرون في منشور باللغة الألمانية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صباح اليوم: "فرنسا تحزن على هيلموت كول. هيلموت كول بالنسبة لكل الفرنسيين ممثل لألمانيا التي تحاول أن تخلق من الأنقاض شيئا مثاليا وتقترح على العالم مشروعا يعوض عن الجراح والفظائع التي لم تصمت عليها أو تنساها".
وأضاف ماكرون أنه يتذكر كيف تصافح كول مع الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران عام 1984 عند مقابر ضحايا الحرب العالمية في مدينة فردان الفرنسية. وذكر ماكرون أن كول كان يعلم أن السياسة الواقعية لن تفيد إلا بالسعي وراء "أفكار سامية مثل الوفاق والحرية والتكاتف". وأضاف: "عندما نواجه صعوبات في أن نكون جديرين بإرثه، فإن السبب في ذلك ليس لغياب البراغماتية لدينا، بل لغياب المثالية".
وأكد ماكرون عزمه استئناف هذا الطريق بالتعاون مع المستشارة الألمانية ميركل، وقال: "في عالم تعود إليه المأساوية مجددا، يتعين أن تكون أوروبا هي الأمل. أملنا. دعونا لا نندثر ببساطة هكذا أو ننسحق من السخرية وقصر البصيرة. لنعطي أوروبا فرصة مجددا ونجعلها وعدا. نحن ندين لهيلموت كول بذلك". وتوفى كول في 16 حزيران/يونيو الماضي عن عمر ناهز 87 عاما، وشغل كول منصب المستشار الألماني لمدة 16 عاما، وتزعم الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تترأسه ميركل حاليا، على مدار 25 عاما.
ا.ف/ ف.ي (د.ب.أ)
المستشار الأسبق هيلموت كول.. محطات في حياة رجل عظيم
حكم هيلموت كول ألمانيا لمدة 16 عاماً، وهي المدة الأطول لمستشار ألماني حتى الآن. وأبرز محطات مسيرته سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا.
صورة من: Reuters/T. Schwarz
مراسم تأبين غير مسبوقة
أقيمت مراسم تأبين مهيبة وغير مسبوقة، داخل البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ لتأبين هيلموت كول، اعترافا بجهود المستشار الألماني الأسبق من أجل أوروبا.
صورة من: REUTERS
قادة العالم في وداع كول
مجموعة من قادة أوروبا والعالم حضروا مراسم تأبين هيلموت كول.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J.-F. Badias
فيلم تسجيلي
خلال مراسم التأبين في البرلمان الأوروبي، تم عرض فيلم يسلط الضوء على حياة كول، الذي تولى منصب مستشار ألمانيا لمدة 16 عاما.
صورة من: DW/B. Riegert
توفي المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول عن 87 عاماً في منزله بلودفيغسهافن في جنوب غرب ألمانيا، تاركاً إرثاً سياسياً ضخماً أبرزه توحيد شطري ألمانيا ووضع الأسس العملية لتوحيد القارة الأوروبية.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أصبح هيلموت كول مستشارا لألمانيا في أول أكتوبر/ تشرين الأول 1982، وبقي في منصبه 16 عاماً، وهي أطول مدة لمستشار ألماني. وخسر الانتخابات عام 1998، فاستقال من رئاسة حزبه.
صورة من: dapd
بدأ ظهور كول على الساحة السياسية في عهد المستشار آديناور. فانضم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي عام 1947، ودرس القانون أولا ثم التاريخ وعلم نظم الدولة.
صورة من: picture alliance / dpa
1966 أصبح رئيسا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية راينلاند بفالتس وبعدها بعامين حل محل رئيس وزراء الولاية ثم حصل لحزبه على الأغلبية المطلقة في انتخابات 1971.
صورة من: AP
في يونيو/ حزيران 1973 انتخب رئيسا للحزب الديمقراطي المسيحي، وبقي في هذا المنصب 25 عاماً. ابتسامة تعبر عن سعادته عند اختياره في بون، وبجواره الأمين العام الجديد للحزب كورت بيدنكوبف.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 1982 حدث خلاف بين شركاء الحكم، الحزب الاشتراكي والحزب الليبرالي. وتحالف الليبراليون مع المسيحيين فأسقطوا المستشار هيلموت شميت، الذي توجه لتهنئة خليفته هيلموت كول.
صورة من: picture-alliance/dpa
صورة لتصالح تاريخي. كول يضع يده في يد الرئيس الفرنسي ميتران خلال احتفال بالمصالحة الألمانية الفرنسية عام 1984 في مقبرة الجنود قرب فيردون، التي شهدت 1916 قتالا عنيفا بين جنود البلدين.
صورة من: MARCEL MOCHET/AFP/Getty Images
بعد سقوط جدار برلين في 1989 نجح كول في إعادة توحيد ألمانيا في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1990. وفي أكبر لحظاته السياسية يلوح كول وزوجته آنذاك هانيلورا إلى الجماهير من شرفة مبنى البرلمان المحلي في برلين.
صورة من: picture alliance/dpa
في التسعينات كان كول يستقبل بحماس أسطوري في شرق ألمانيا، كصانع للوحدة. لكنه بعد ذلك لاقي انتقادات عديدة بسبب عدم تنفيذ وعده بأن يجعل من "شرق ألمانيا" أرضا مزدهرة من جديد.
صورة من: picture alliance/dpa
بدون هيلموت كول، كان سيصعب تصور النجاح الحالي للمستشارة أنغيلا ميركل، فقد كان مرشدا لها، وعين ميركل القادمة من الشرق وزيرة للأسرة ثم بعدها وزيرة للبيئة.
صورة من: picture alliance / dpa
في سبتمبر/ أيلول 1998 خسر المسيحيون بقيادة كول الانتخابات البرلمانية، تاركا السلطة لأول حكومة من الخضر والاشتراكيين بزعامة غيرهارد شرودر، ليودع كول منصبه باستعراض عسكري كبير.
صورة من: picture-alliance/dpa
أثرت فضيحة تبرعات داخل الحزب عام 2000 على كول بشدة. وتعرض الحزب بسببها لغرامة قدرها 40 مليون مارك. ووقع خلاف داخله، فتخلى كول عن رئاسته الشرفيه للحزب.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 2001 انتحرت زوجته هانيلورا كول التي كانت تعاني من مرض شدة الحساسية تجاه الضوء. دام زواجهما 41 عاما أسفر عن ولدين هما فالتر وبيتر اللذين أحاطا بوالدهما أثناء الجنازة.
صورة من: AP
وبعد أربع سنوات من موت هانيلورا وجد كول شريكة حياة جديدة هي مايكه ريشتر التي تصغره بـ 34 عاما. وتزوجا عام 2008 خلال إقامة كول في مستشفى للتأهيل الصحي.
صورة من: AP
في زيارته لألمانيا في سبتمبر/ أيلول 2012 كان البابا السابق بنديكت السادس عشر يريد زيارة شخص واحد في ألمانيا هو مستشار الوحدة هيلموت كول. والتقى الرجلان ومعهما مايكه كول.
صورة من: dapd
لأجل جهوده لصالح ألمانيا وأوروبا تم تكريم هيلموت كول عام 2012 بإصدر طابع بريدي يحمل صورته. شرف كبير، فأشخاص قليلون جدا هم من أصدرت طوابع بصورهم وهم على قيد الحياة.