تعيش أوروبا والولايات المتحدة أوقاتاً عصيبة في مواجهة جائحة كورونا، التي خلفت نحو 28 ألف وفاة في جميع أنحاء العالم، في وقت بدأت ووهان التي انتشر منها الوباء تخرج تدريجياً من العزل التام. أما روسيا فلجأت إلى إغلاق حدودها.
إعلان
ترتفع حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد في العالم بشكل متسارع، فقد تجاوزت أعداد الإصابات على مستوى العالم 600 ألف، كما ارتفعت الوفيات إلى نحو 28 ألف. ويمضي أكثر من ثلاثة مليارات شخص نهاية أسبوع جديدة قيد الحجر الصحي في العالم في مواجهة تسارع انتشار الفيروس.
وأعلِن رسمياً عن أكثر من 605220 إصابة، بينها 27989 وفاة في 183 دولة ومنطقة، منذ ظهور الوباء، حسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية السبت (28 آذار/مارس 2020).
إيطاليا وإسبانيا الأكثر تضرراً
وتعدّ أوروبا أكثر قارة متأثرة بوباء "كوفيد-19" مع تسجيلها 20059 وفاة بين 337 ألفاً و632 إصابة، بحسب حصيلة أعدتها فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية السبت. ومع بلوغ الوفيات 9134 في إيطاليا و5690 في اسبانيا، باتت البلدان الأكثر تأثّراً بالفيروس على صعيد العالم، بينما يتركز فيهما نحو ثلاثة أرباع الوفيات في أوروبا.
وفضلاً عن اعتماد الولايات المتحدة خطة إنعاش هائلة تتجاوز قيمتها الألفي مليار دولار لإنقاذ اقتصادها المهدد بالشلل، تعهدت دول مجموعة العشرين بضخ خمسة تريليونات لدعم الاقتصاد العالمي. أما أوروبا فقررت اتخاذ "إجراءات قوية" خلال أسبوعين، ما أثار خيبة أمل وغضب إيطاليا وإسبانيا، البلدين الأكثر تضرراً في القارة العجوز.
روسيا تقيد الحركة عبر الحدود
وفي روسيا، أعلنت السلطات السبت أنّها ستقيّد الحركة عبر كامل حدودها اعتباراً من الاثنين لمكافحة تفشي "كوفيد-19". ووفقاً لمرسوم حكومي، فإنّ روسيا "ستقيّد الحركة موقتاً" عبر كل معابرها الحدودية البرية والبحرية وسككها الحديدية بدءاً من منتصف ليل الاثنين بالتوقيت المحلي.
وأعلنت روسيا الخميس تعليق كافة الرحلات الجوية باستثناء تلك التي تعيد مواطنين روس عالقين في الخارج. وفي منتصف آذار/ مارس، أغلقت أيضاً حدودها أمام الأجانب، باستثناء المقيمين الدائمين في البلاد.
وفي حين أصبحت أوروبا البؤرة الجديدة للجائحة العالمية، يتراجع عدد المصابين الجدد بالفيروس في الصين، وفق بيانات رسمية. واليوم السبت، فقد فتحت مدينة ووهان الصينية، التي ظهر الفيروس فيها للمرة الأولى في كانون الأول/ ديسمبر، أبوابها تدريجاً على العالم الخارجي بعد شهرين من عزلة شبه تامة. وسُمح لأول قطار مسافرين بنقل عشرات السكان العالقين في المدينة منذ أواخر كانون الثاني/ يناير إلى خارجها.
م.ع.ح/ ي.أ (د ب أ – أ ف ب)
ممنوع اللمس: أين يختبئ فيروس كورونا؟
أخبار كورونا في كل مكان، وتزداد معها المخاوف من كل ما حولنا. هل الفيروس على الخضروات التي نأكلها؟ على الهاتف؟ على الحيوان الأليف؟ هل يمكننا لمس أي شيء الآن؟ أسئلة تدور في رأس الكثيرون، فبماذا يجيب العلماء؟
صورة من: picture-alliance/Kontrolab/IPA/S. Laporta
الحذر من مقابض الأبواب
فيروسات كورونا المعروفة للعلماء تبقى في المتوسط من أربعة إلى خمسة أيام على الأسطح المختلفة مثل مقابض الأبواب. ورغم إنه من غير الواضح بعد كيف ينتشر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إلا أن العلماء يرجحون انتشاره عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطاس. هذا الرذاذ ينتقل عادة من الأيدي إلى الأسطح المختلفة. لذلك من الضروري غسل اليدين دائماً.
صورة من: picture-alliance/dpa Themendienst/F. Gabbert
الأكل في الخارج ليس شهياً دائماً!
ينبغي الحرص عند الأكل في المطاعم وغيرها من الأماكن العامة. فقد ينتقل الفيروس من شخص مصاب إلى آخرين عن طريق السعال أو العطس مباشرة على الصحون أو أدوات المائدة. وفقاً للمعهد الاتحادي لتقييم المخاطر لم يُثبت حتى الآن انتقال المرض بهذه الطريقة. لكن من الأفضل حالياً توخي الحرص وتناول الطعام المُعد في المنزل.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
هل أخاف من البضائع المستوردة؟
مع إغلاق المدارس ومكوث الأطفال في المنزل، يحتاجون إلى الألعاب لتسليتهم. فهل تمثل الألعاب المستوردة من بلاد أخرى خطراً؟ يجيب المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر بالنفي، فحتى الآن لا توجد حالات انتقال للعدوى عبر بضائع مستوردة. كما يقول الخبراء إن الفيروس يظل على الأسطح لمدة أطول كلما زادت برودة الجو وارتفعت الرطوبة، وهو ما لا يحدث بالضرورة مع البضائع حيث تتعرض لعدة تغيرات جوية حتى تصل إلى وجهتها الأخيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
هل التسوق الإلكتروني خطر؟
في ظل عمل الكثيرين من المنزل هذه الأيام وتفاديهم المتاجر، تزدهر التجارة الإلكترونية بشكل كبير. فهل من الممكن الإصابة بالعدوى من خلال لمس الطرود؟ بشكل عام فإن فيروسات كورونا لا تعيش طويلاً على الأسطح الجافة. بما أن بقاء الفيروس مرتبط بعدة عوامل بيئية مثل درجة حرارة الجو والرطوبة، فإن المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر يرى أن انتقال الفيروس عن طريق الطرود أو البريد "مستبعد".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
هل "صديق الإنسان" ناقل للفيروس؟
العزل المنزلي يصيب الكثيرين بالملل، وتكون الحيوانات الأليفة في هذه الحالة مبعثاً للتسلية. لكن هل من الممكن أن تنتقل العدوى من الحيوان للإنسان أو العكس؟ رغم تأكيدات الخبراء أن احتمالية إصابة الحيوانات بالعدوى "ضئيلة جداً"، إلا أنهم لا يستبعدون هذا الاحتمال تماما. فالحيوانات لا تًظهر أي أعراض، وبالتالي فهي لا تمرض. لكن لا يعني ذلك أنها غير حاملة للفيروس وقد ينتقل للإنسان برذاذ الحيوان أو إفرازاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/A. Tarantino
هل نعزل الخضروات؟
يعلم الجميع أن الخضروات مفيدة للصحة، ولكن هل صارت خطراً علينا؟ يُصنف المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر احتمالية انتقال فيروس كورونا عن طريق الخضروات على إنها "ضئيلة جداً". فحتى الآن لا توجد حالات إصابة بالعدوى عبر هذا الطريق. أهم ما يُنصح به هو غسل اليدين قبل تحضير الطعام، وهو الأمر الذي يجب المواظبة عليه حتى بدون وجود خطر كورونا. كما يمكن تقليل احتمال العدوى عن طريق الطبخ أو التسخين.
صورة من: picture-alliance/Kontrolab/IPA/S. Laporta
ماذا عن الأغذية المجمدة؟
إذا كانت فيروسات كورونا المعروفة لنا مثل السارس (SARS) والميرس (MERS) لا تتأثر بالبرودة، فهل يعني ذلك وجود فيروس كورونا المستجد على أسطح الأغذية المجمدة؟ هذه الفيروسات قد تظل معدية لمدة عامين في درجة حرارة -20. لكن المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر يُطمئن الجميع: فحتى الآن لا توجد أي حالات معروفة عن انتقال كورونا عن طريق الأغذية، حتى المُجمدة منها.
صورة من: picture-alliance /imageBROKER/J. Tack
ممنوع أكل الحيوانات البرية!
الخبر الوحيد الجيد منذ بدء أزمة كورونا هو أن الصين منعت أكل الحيوانات البرية. فجميع الدلائل تشير إلى أن المرض انتقل من الخفاش للإنسان. ولم يكن هذا ذنب الخُفاش، فالإنسان هو من اختار أكله. لذلك لا يُنصح أبداً بأكل أي حيوانات برية.