أوزيل بعد صمت طويل: العنصرية أصبحت مشكلة في ألمانيا
١٨ أكتوبر ٢٠١٩
بعد 15 شهرا على اعتزاله اللعب مع المانشافت دافع مسعود أوزيل مجددا عن الصورة المثيرة للجدل مع الرئيس أردوغان. واعتبر لاعب أرسنال الإنجليزي، بعد الاعتداء على كنيس يهودي في هاله، أن ألمانيا تعاني من مشكلة كبيرة في العنصرية.
صورة من: picture-alliance/T. Eisenhuth
إعلان
ساد الهدوء طويلا حول شخصية مسعود أوزيل، الذي اختار الآن بعد نحو 15 شهرا على اعتزاله اللعب الدولي مع المنتخب الألماني لكرة القدم "المانشافت"، موقع "ذي أتلتيك" كمنصة للإفصاح عن أفكاره تجاه كرة القدم والمنتخب ووطنه ألمانيا. وأكد لاعب الوسط الألماني السابق مسعود أوزيل في هذه المقابلة أنه لم يندم على قرار اعتزال اللعب الدولي مع منتخب بلاده.
وأشار اللاعب ذو الأصول التركية أوزيل إلى أن قرار اعتزال اللعب الدولي جاء بسبب "أن العنصرية أصبحت مشكلة كبيرة في ألمانيا".
واعتزلأوزيل اللعب الدولي عقب كأس العالم 2018 في روسيا، مشيرا إلى أنه تعرض للاستهداف العنصري بعدما التقط صورة فوتوغرافية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل انطلاق المونديال. وقال أوزيل في مقابلة مع بوابة "ذي أتلتيك" اليوم الخميس (17 أكتوبر) "بعد مرور وقت وتأمل الموقف، أدرك أنني اتخذت القرار الصحيح".
وأضاف "كانت فترة عصيبة للغاية بالنسبة لي بما أنني لعبت تسعة أعوام مع منتخب ألمانيا وكنت أحد أنجح اللاعبين في الفريق، فزت معه بلقب كأس العالم وألقاب أخرى، خضت مباريات كثيرةوظهرت بشكل جيد في أغلبها وبذلت قصارى جهدي".
"تم شتمي بشكل عنصري"
وأشار "ولكن بعد الصورة (مع أردوغان) شعرت بعدم الاحترام وعدم الحماية، كنت أتعرض لاستهداف عنصري حتى من رجال السياسة والشخصيات العامة، دون أن يخرج أي شخص من المنتخب الوطني في ذلك الوقت ويقول /توقفوا عن فعل هذا، إنه لاعبنا، لا يمكن إهانته على هذا النحو/، الجميع التزم الصمت".
أردوغان يحضر حفل زفاف أوزيل في إسطنبولصورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
وشدد أوزيل المولود في ألمانيا لأبوين تركيين أن العنصرية أصبحت مشكلة خطيرة في ألمانيا، وقال "هناك مشاكل كبيرة في ألمانيا، انظروا فقط لما حدث في هاله الاسبوع الماضي، هجوم آخر معاد للسامية"، وذلك في إشارة للاعتداء الذي نفذه ألماني ذو ميول يمينية متطرفة ضد الكنيس اليهودي في مدينة هاله بشرق ألمانيا.
وأوضح نجم أرسنال أنه تعرض لسلسلة من وقائع "الاستهداف العنصري في كأس العالم بروسيا بعدما فشل المانشافت في تجاوز دور المجموعات". وتابع "عندما خرجنا من البطولة وكنت في طريقي لمغادرة الملعب، الجماهير الألمانية قالت لي عد إلى بلدك وكلام آخر"، وذلك في إشارة لأصوله التركية.
وكشف لاعب صانع ألعاب المنتخب الألماني أنه تعرض أيضا لخسائر مالية بسبب ما حدث له مع المانشافت وخروجه المبكر. وتابع "قبل المونديال كان من المفترض أن أبرم بعض العقود الإعلانية، لكن فجأة كل شيء توقف وتم محوي من حملاتهم الإعلانية، وبعض الهيئات الخيرية الألمانية استبعدتني كسفير لها ونصحوني بأن أنأى بنفسي عن الصور الخاصة بهم".
"الطفل المعجزة من غلزنكيرشن"
وأشار أوزيل "لكن أكثر شيء أغضبني هو رد فعل المدرسة التي زرتها في غيلزنكيرشن، دائما كنت أساندهم واتفقنا على تنفيذ برنامج معا يستمر لمدة عام، وفي النهاية كنت في طريقي لحضور مراسم الاحتفال ومقابلة كل الموظفين والأطفال ومن بينهم الكثير من المهاجرين".
وتابع بالقول "كل شيء كان مخطط له، لكن بعدها مدير المدرسة قال لفريقي إنه لا ينبغي حضوري بسبب الاهتمام الإعلامي وزيادة نفوذ حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني في المدينة ، لم أصدق ذلك ، بلدتي،مدرستي ، لقد مددت لهم يدي لكني في المقابل تعرضت لما لم أتعرض له من قبل". وأوضح أوزيل أنه سيبقى مع فريقه ارسنال الإنجليزي حتى نهاية عقده في 2021.
أوزيل يسجل هدفا في شباك إيطاليا في عام 2016، أرشيف.صورة من: Getty Images/A. Hassenstein
وشارك أوزيل في مباراتين فقط من أصل 11 مباراة مع فريقه الإنجليزي أرسنال في الموسم الحالي تحت قيادة يوناي إيمري، موضحا أنه "مشاهدة المباريات من المنزل" جعلته يشعر بالعزلة. وشدد أوزيل على أنه باق في صفوف أرسنال، مضيفا "لدي عقد حتى 2021 وسأبقىحتى ذلك الحين". وأضاف "عندما جددت عقدي مع الفريق فكرت في الأمر بحذر لأنه أحد أهمالقرارات في مسيرتي الكروية".
وأشار "لم أرغب في البقاء لمجرد عام أو اثنين، أريد أن أرهن مستقبلي لأرسنال والنادي يريد مني الشيء ذاته". وختم النجم الألماني بالقول "من الممكن أن تمر ببعض الأوقات العصيبة مثل هذه، لكن لا يوجد سبب للهروب، سأبقى هنا حتى 2021 على الأقل".
يوشا فيبر/ م.أ.م
أوزيل ـ "عازف ليل" رمى مزماره بسبب صورة مع أردوغان
بعدما ساهم في تربع ألمانيا على عرش كرة القدم وفي صنع أمجادها الرياضية، فجر مسعود أوزيل قنبلة اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت"، وسط جدل كبير على خلفية صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مسيرة أوزيل الكروية في صور
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
الطفل المعجزة
في فترة طفولته، حمل مسعود أوزيل قمصان عدة أندية كروية في مدينة "غيلزنكيرشن" الألمانية، التي ولد فيها، ثم لعب بعد ذلك لمدة خمس سنوات برفقة فريق "روت فايس إيسن". في سنة 2005 انضم أوزيل إلى فريق شالكه، وفي 2009 لعب مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة وحصل معه على بطولة أوروبا.
صورة من: Imago/Team 2
التألق دولياً ـ البداية من جنوب إفريقيا
سنة 2008 انتقل "عازف الليل" إلى فريق فيردر بريمن، بسبب خلافات بشأن تجديد عقده بين فريق شالكه، ووالد مسعود أوزيل (مصطفى)، الذي كان آنذاك وكيلا لأعمال ابنه. لكن صاحب القدم اليسرى جلب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بعدما قدم أداء رائعا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث انتقل أوزيل إلى ريال مدريد، الذي لعب معه ثلاث سنوات، ليحط الرحال بعدها في فريق أرسنال في صفقة بلغت 50 مليون يورو.
صورة من: Imago/Sven Simon
نموذج للاندماج
سنة 2010 فاز مسعود أوزيل بجائزة "بامبي" الإعلامية الشهيرة كمثال ناجح للاندماج. في نهاية 2007 تنازل أوزيل عن جنسيته التركية، بيد أنه لم يخف أبدا فخره بجذوره التركية. سنة 2016 نشر مسعود صورا لرحلة حج في مكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
بطل القلوب
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الصورة) مسعود أوزيل، على الانتصار الذي حققه منتخب "المانشافت" على نظيره التركي، في مباراة برسم التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبعد مونديال البرازيل 2014 تبرع أوزيل بمكافأة الفوز لصالح الأطفال البرازيليين، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، وهو ما جعل صانع الألعاب ينال استحسان الكثير من الناس، كما زار أوزيل الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
صانع الفرص بعد ميسي
شارك مسعود أوزيل في جميع مباريات المنتخب الألماني (سبع مباريات) في رحلته نحو الفوز بكأس العالم 2014، حيث يُعد صاحب القدم اليسرى الساحر ليس فقط صانع ألعاب منتخب "المانشافت"، بل أيضا حلقة وصل مهمة بين المدرب يواخيم لوف وباقي اللاعبين في المنتخب. كما نجح أوزيل في مونديال البرازيل 2014 في الحلول ثانيا بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأكثر لاعب يخلق الفرص.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gillar
الصورة المثيرة للجدل
ليست المرة الأولى ( مايو/أيار 2018)، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام. وفيما أنتقد البعض أوزيل لدعمه حاكم سلطوي، أتهمه البعض الآخر بعدم الولاء لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
كبش فداء لفشل المانشافت؟
في مونديال روسيا ودع منتخب "المانشافت" البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم. على إثر ذلك أعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب. تصريحات غريندل قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي أما أوزيل فقد أعتبر أنه يتم استخدامه كـ"كبش فداء".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
"ألماني عند الفوز ومهاجر حال الخسارة"
في بيان مثير للانتباه، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن مسعود أوزيل (29 عاما) في ( 22 يوليو/تموز 2018) اعتزاله اللعب رسميا مع المنتخب الألماني. أوزيل الذي لعب 92 مباراة مع "المانشافت" وسجل 23 هدفا وساهم في صنع 40 هدفا، كتب قائلا: "أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر". الكاتب : شوماخر إليزابيث/ر.م