"أوشن فايكينغ" تنقذ مهاجرين من الغرق في البحر المتوسط
١٣ أكتوبر ٢٠١٩
قالت منظمة "إس أو إس ميديتريني" في تغريدة الأحد إن السفينة "أوشن فايكينغ" التابعة لها انقذت ليلة السب/الأحد نحو 176 مهاجرا كانوا على وشك الغرق قبالة السواحل الليبية، حيث كانوا على متن قاربين متهالكين وسط البحر.
إعلان
أنقذت سفينة الإنقاذ "أوشن فايكينغ" 176 مهاجرا كانوا في زورق في عرض البحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا ليلة السبت/الأحد، حسبما غردت منظمة الإغاثة "إس.أو.إس. ميديترينيي" على موقع "تويتر" للتواصل. وذكرت المنظمة عبر حسابها على تويتر أن عمال الإنقاذ انتشلوا 102 من المهاجرين، بينهم تسعة أطفال وأربع نساء حوامل، من قارب مطاطي قبالة ساحل ليبيا اليوم الأحد(13 تشرين أول/أكتوبر 2019)، بعدما تم إنقاذ 76 آخرين من قارب آخر ليلا.
وقالت المنظمة اليوم الأحد: "رغم أنهم جميعا منهكون جراء عملية هروبهم الخطيرة، تبدو حالة جميع الناجين مستقرة حتى الآن". ولم يتضح إلى أين ستحمل السفينة المهاجرين.
ورغم الجهود التي يبذلها قادة أوروبا، لا توجد آلية حتى الآن بشأن كيفية توزيع المهاجرين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وعلى مدار الأشهر الماضية، اضطر المهاجرون الذين أنقذتهم سفن إغاثة خيرية إلى البقاء في عرض البحر، حيث رفضت إيطاليا ومالطا استقبالهم حتى توافق دول أخرى في الاتحاد استقبال بعضهم.
في غضون ذلك، كشفت بيانات الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين والمهاجرين الذين قدموا إلى أوروبا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي تجاوز 80 ألف شخص. وكتبت المفوضية العليا للاجئين التابعة للمنظمة الأممية في بيان يُنْشَر غدا الاثنين أنه يُعْتَقَد أن 1041 شخصا لقوا حتفهم أو دخلوا في عداد المفقودين خلال سفرهم عبر البحر.
ويمثل هذا العدد تراجعا ملحوظا مقارنة بعدد من قدموا خلال نفس الفترة من العام الماضي والذي كان قد تجاوز 102 ألف لاجئ ومهاجر. وكان التراجع في أوضح صورة في إيطاليا حيث بلغ عدد الوافدين إليها في العام الحالي نحو 7600 شخص مقابل نحو 21 ألف شخص وصلوا في نفس الفترة من العام الماضي، ووصلت نسبة التراجع إلى نحو 46% في إسبانيا إذ بلغ عددهم 23 ألف و200 شخص.
في المقابل، ارتفعت نسبة الوافدين إلى اليونان ولاسيما منذ تموز/يوليو الماضي، ووصل عددهم من 37 ألف و300 في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي إلى نحو 46 ألف و100 طالب في نفس الفترة من العام الحالي، ووصل عدد القادمين إلى اليونان في الشهر الماضي وحده إلى أكثر من 12 الف لاجئ ومهاجر، وهو ما لم يحدث في أي شهر آخر خلال العامين الماضي والحالي.
وذكر التقرير أن "الخط البحري بين ليبيا وأوروبا لا يزال هو الخط الأكثر فتكا، إذ أن عدد من لقوا حتفهم في هذا الخط قد سجل زيادة بنسبة 63%".
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو