1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوضاع متوترة داخل العاصمة الليبية وسط تحشيد لقوى عسكرية

علاء جمعة أ ف ب
١٤ مايو ٢٠٢٥

عادت الاشتباكات العنيفة لتهز العاصمة الليبية طرابلس بين فصائل مسلحة متنافسة، حيث امتدت المواجهات من الليلة الماضية إلى الأربعاء، مخلفة ضحايا ودمارًا في أحياء سكنية، وسط دعوات دولية وأممية لوقف التصعيد.

جماعات مسلحة في ليبيا  - أرشيف
يأتي هذا التصعيد بعد إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، حل "هيئة دعم الاستقرار"صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia

فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن دعمه القوي للإعلان الأخير عن الهدنة في طرابلس وما تلاها من تخفيف حدة التوتر في العاصمة الليبية، إلا أن هناك معارك وتحشيد لقوى عسكرية. وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد أعرب عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بوقوع إصابات في صفوف المدنيين والدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية بالمناطق السكانية، وعن تعاطفه مع جميع الضحايا وأسرهم. ولفت إلى أنه من الضروري المحافظة على الهدنة وانخراط جميع الأطراف المعنية - دون تأخير - في حوار حقيقي لحل جميع الخلافات العالقة بطريقة سلمية وبناءة. وعلى وجه الخصوص، وحث الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف على دعم جهود الوساطة والتهدئة الجديرة بالإشادة التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، الأربعاء (14 أيار/ مايو)، تجددًا للاشتباكات العنيفة بين فصائل مسلحة متنافسة، حيث امتدت المواجهات من الليلة الماضية مخلفة حالة من التوتر في عدة أحياء سكنية. وتأتي هذه الاشتباكات بعد أيام من القتال الذي أودى بحياة ستة أشخاص على الأقل، وسط دعوات دولية وأممية لوقف إطلاق النار.

واندلعت المواجهات بين "جهاز الردع لمكافحة الإرهاب" التابع للمجلس الرئاسي، و"اللواء 444" التابع لوزارة الدفاع، واتسعت رقعتها لتشمل أحياء حيوية مثل طريق السكة، حيث يقع مقر رئاسة الحكومة، والميناء البحري. وقال مسؤول بوزارة الداخلية لوكالة فرانس برس إن "الاشتباكات مستمرة باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة، مع استهداف الأسلحة الثقيلة للمقار العسكرية".

وأفادت تقارير بأن الهلال الأحمر الليبي انتشل جثة من أحد الشوارع الرئيسية، بينما لم تصدر حصيلة رسمية للضحايا. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تبادل إطلاق النار في أحياء سكنية، مع تضرر منازل ومركبات جراء القصف العشوائي.

تصعيد عسكري وقرارات مثيرة للجدل

يأتي هذا التصعيد بعد إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، حل "هيئة دعم الاستقرار"، وهي مجموعة مسلحة نافذة كانت تسيطر على مناطق رئيسية في طرابلس. وأطلق اللواء 444 عمليات عسكرية استهدفت هيئة دعم الاستقرار في منطقة أبو سليم، أسفرت عن مقتل عبد الغني الككلي، القيادي البارز في الهيئة، إلى جانب ستة آخرين.

خلافات متصاعدة.. هل مازال حفتر حليف القاهرة؟

21:13

This browser does not support the video element.

ووصف المسؤول الأمني الوضع بـ"حرب الشوارع"، مشيرًا إلى وصول تعزيزات مسلحة من مدينة الزاوية لدعم قوات الردع. وأشار الخبير جلال حرشاوي إلى أن الوضع الحالي "أكثر خطورة من النزاعات السابقة"، محذرًا من احتمال تحول الصراع إلى "معركة طويلة ومدمرة" إذا فشلت الأطراف في تحقيق حسم سريع.

 

دعوات دولية وأممية للتهدئة

دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبياإلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار"، مطالبة بفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين، وعبرت عن قلقها إزاء تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين. كما طالبت تركيا بـ"هدنة دون تأخير"، داعية إلى حوار شامل لتسوية النزاعات.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة وقف إطلاق النار على جميع الجبهات لحماية المدنيين، ونشرت قوات لاستعادة الهدوء. فيما أمر المجلس الرئاسي بوقف القتال ومنع استخدام السلاح في المناطق المدنية. ومع ذلك، ما زالت أصوات الرصاص تُسمع بشكل متقطع في ضواحي العاصمة.

واقع ليبيا المعقد

تعاني ليبيا من انقسام سياسي وأمني منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، حيث تتنافس حكومتان: واحدة في الغرب بقيادة الدبيبة، وأخرى في الشرق بدعم المشير خليفة حفتر. وتُعد طرابلس ساحة رئيسية للصراعات بين المجموعات المسلحة التي تتصارع على النفوذ والموارد.

ورغم الهدوء النسبي الذي شهدته العاصمة منذ توقف هجوم حفتر في 2020، إلا أن الاشتباكات المتقطعة تُظهر هشاشة الوضع الأمني. ومع استمرار التوترات، يبقى المواطن الليبي الضحية الأولى لصراعات لا تبدو أنها ستنتهي قريبًا.

تحرير: فلاح الياس

علاء جمعة صحافي وخبير اعلامي يعمل في DW وله مقالات متعددة عن الشأن الألماني والشأن الأوروبي
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW