أوغندا تقطع التعاون العسكري مع ألمانيا وتتهم سفيرها بالتدخل
علاء جمعة أ ف ب
٢٥ مايو ٢٠٢٥
في خطوة مفاجئة، علّقت أوغندا تعاونها العسكري مع ألمانيا متهمة سفيرها بـ"أنشطة تخريبية"، في تصعيد جديد وسط تزايد الانتقادات الدولية لسجل أوغندا في قمع المعارضة قبل الانتخابات المقبلة.
كتب المتحدث باسم الجيش الأوغندي كريس ماغيزي على منصة إكس: "علقت قوات الدفاع الشعبية الأوغندية على الفور جميع أنشطة الدفاع والتعاون العسكري الجارية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية".صورة من: Nicholas Kajoba/AA/picture alliance
إعلان
أعلن الجيش الأوغندي اليوم الأحد (25 آيار/ مايو 2025) تعليق كل أشكال التعاون العسكري مع ألمانيا، متهما السفير الألماني بـ"الانخراط في أنشطة تخريبية" في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
وأتى هذا التصعيد في أعقاب بيان آخر للجيش الجمعة، اتهم عددا من البعثات الدبلوماسية الأوروبية بدعم "مجموعات سلبية وخائنة" معارضة للحكومة، مشيرا خصوصا إلى السفير الألماني ماتياس شاور. كذلك، أتى فيما تواجه أوغندا إدانة دولية متزايدة بسبب معاملتها للمعارضة.
شرط أوغندي لإلغاء القرار
وكتب المتحدث باسم الجيش كريس ماغيزي على منصة إكس: "علقت قوات الدفاع الشعبية الأوغندية على الفور جميع أنشطة الدفاع والتعاون العسكري الجارية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية".
وأضاف أن هذه الخطوة جاءت ردا على "تقارير استخباراتية موثوقة تفيد بأن سعادة السفير الألماني الحالي في أوغندا ماتياس شاور ينخرط بنشاط في أنشطة تخريبية في البلاد".
وأشار ماغيزي إلى أن التعليق "سيظل ساري المفعول حتى تحلّ بشكل كامل مسألة ضلوع السفير مع قوى سياسية عسكرية معادية تعمل في البلاد ضد الحكومة الأوغندية".
ولم تعلق السفارة الألمانية في أوغندا علنا على المسألة.
حملة قمع للمعارضة الأوغندية
من جهتها، تقول منظمات حقوقية إن أوغندا عزّزت حملتها القمعية على المعارضين بينما تستعد لتنظيم الانتخابات الرئاسية في الأشهر السبعة المقبلة. وقد هدد ابن الرئيس ووريثه المحتمل موهوزي كينيروغابا نشطاء المعارضة بشكل متكرر، وقال قبل فترة قصيرة إنه خطف الحارس الشخصي لزعيم المعارضة الرئيسي في البلاد وعذبه في قبو منزله.
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن لقاء عقد مؤخرا بين دبلوماسيين أوروبيين، من بينهم شاور، وشقيق الرئيس يويري موسيفيني. وورد أنه خلال الاجتماع انتقد شاور منشورات كينيروغابا على وسائل التواصل الاجتماعي، علما أنه يشغل أيضا منصب قائد الجيش الأوغندي.
تقيم ألمانيا وأوغندا علاقات منذ أمد طويل، وتصفها السفارة الألمانية على موقعها الإلكتروني بأنها قائمة على "الاستقرار والثقة". ويشغل شاور منصبه منذ عام 2020.
وناهزت قيمة التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 335 مليون دولار، وفقا للسفارة الألمانية التي أشارت إلى أن أوغندا تستورد بشكل رئيسي "الآلات والمنتجات الكيميائية" من ألمانيا.
تحرير: صلاح شرارة
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
ربما يعرف القليلون أن لألمانيا ماضيا استعماريا، وخصوصا في القارة الإفريقية. المتحف التاريخي في برلين يستضيف وللمرة الأولى معرضاً يكشف فصولاً مؤلمة من تاريخ ألمانيا الاستعماري.
صورة من: public domain
"مستقبلنا على الماء"
في عهد المستشار أوتو فون بيسمارك، تأسست الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية على الأراضي التي تدعى في يومنا الحاضر: ناميبيا، كاميرون، توغو، وأجزاء من تنزانيا وكينيا. سعى الإمبراطور ويليام الثاني، الذي توج في عام 1888 إلى توسيع المستعمرات من خلال إنشاء أساطيل جديدة، الظاهرة في الصورة. فقد أرادت الإمبرطورية الألمانية (مكاناً لها في الشمس)، كما أعلن المستشار برنارد فون بولوف في عام 1897.
صورة من: picture alliance/dpa/K-D.Gabbert
المستعمرات الألمانية
كانت معظم المستعمرات تتمركز في منطقة المحيط الهادئ (شمال غينيا الجديدة، أرخبيل بيسمارك، جزر مارشال وسليمان، ساموا) وفي الصين. حدد المؤتمر الذي عقد في بروكسل عام 1890 ضم مملكتي رواندا وبوروندي إلى الإمبراطورية الألمانية في شرق أفريقيا الألماني. وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت المستعمرات الألمانية في أوجها.
صورة من: picture-alliance / akg-images
العنصرية
كان البيض يشكلون أقلية ذات امتيازات عالية في المستعمرات، أقل من 1% من السكان. عاش حوالي الـ 25 ألف ألماني في المستعمرات في عام 1914، أقل من نصفهم بقليل في جنوب غرب أفريقيا الألمانية. أعتبر الـ13 مليون من السكان الأصليين على أنهم أتباع مجردين من حقوقهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/arkivi
الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين
تعتبر الإبادة الجماعية ضد هيريرو وناما في جنوب غرب أفريقيا الألماني ( ناميبيا في الوقت الحاضر)، من أخطر الجرائم في تاريخ ألمانيا الاستعمارية. هرب معظم ثوار هيريرو خلال معركة واتربيرغ في عام 1904 عبر الصحراء، حيث قطعت القوات الألمانية وصولهم إلى المياه بشكل ممنهج. قدر عدد الذين لقوا حتفهم هناك ما يفوق الـ 60 ألف من السكان الأصليين.
صورة من: public domain
الجريمة الألمانية
لم ينج سوى ما يقارب الـ 16 ألف شخصاً من الهيريرو من الإبادة الجماعية، إلا أنهم احتجزوا في معكسرات اعتقال حيث مات منهم الكثير. وما زال العدد الحقيقي للضحايا يشكل نقطة جدلية. كم من الوقت نجوا بعد هروبهم عبر الصحراء بالرغم من نحولهم؟ بجميع الأحوال، فقدوا كل ممتلكاتهم الشخصية وسبل العيش وأية تطلعات مستقبلية.
صورة من: public domain
حرب استعمارية مع عواقب قريبة المدى
تصاعد تحالف من المجموعات العرقية ضد الحكم الاستعماري في شرق أفريقيا الألمانية. وقدر عدد الذين ماتوا في ثورة ماجي ماجي بـ 100 ألف شخص. بالرغم من تجنب مناقشتها أو ذكرها فيما بعد بألمانيا، إلا أنها تشكل جزءً هاماً من تاريخ تنزانيا.
صورة من: Downluke
الإصلاحات 1907
في أعقاب الحروب الاستعمارية، أعيدت هيكلة الإدارة في المستعمرات الألمانية بهدف تحسين شروط المعيشة. عُيّن رجل الأعمال الناجح برنارد ديرنبرغ وزيراً لشؤون المستعمرات في عام 1907 الذي قدم مجموعة من الإصلاحات في السياسات الاستعمارية لألمانيا.
صورة من: picture alliance/akg-images
علوم ومستعمرات
جنباً إلى جنب مع إصلاحات ديرنبرغ، أنشئت المؤسسات العلمية والتقنية للتعامل مع القضايا الاستعمارية وأسست الكليات في الجامعات التي تعرف اليوم بـ جامعة هامبورغ وجامعة كاسل. حضّر روبرت كوخ بعثة علمية إلى شرقي أفريقيا في عام 1906. في الصورة أعلاه تظهر العينات المجهرية التي جمعت هناك.
صورة من: Deutsches Historisches Museum/T. Bruns
خسارة المستعمرات
بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وقعت ألمانيا معاهدة السلام في مؤتمر فرساي عام 1919 التي تنص على أن البلاد تتخلى عن سيادتها في مستعمراتها. تظهر الملصقات الظاهرة في الصورة مخاوف ألمانيا من تبعات الخسارة: ضعف القوة الاقتصادية والفقر والحياة البائسة في الوطن.
صورة من: DW/J. Hitz
الطموحات الإستعمارية للرايخ الثالث
عادت الطموحات الاستعمارية بالظهور في عهد النازيين، ولا تقتصر على تلك المنصوص عليها في (الخطة الرئيسية للشرق) التي تمثلت بالإبادة الجماعية والعرقية في وسط وشرق أوروبا. وهدف النازييون أيضاً لاستعادة المستعمرات التي خسروها في أفريقيا، كما توضح هذه الخريطة المدرسية من عام 1938. كانت المستعمرات لتوفير الموارد اللازمة لألمانيا.
صورة من: DW/J. Hitz
نهج شائك
تدخل المفاوضات من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية في هيريرو وناما مرحلة صعبة. في حين تماطل ألمانيا فيما يتعلق بالتعويض المالي، هناك تخاذل أيضاً في البنية السياسية في نامبيا. رفع ممثلوا هيريرو مؤخراً شكوى رسمية للأمم المتحدة اعتراضاً على إقصائهم من المفاوضات الحالية. جوليا هيتز/ ريم ضوا.