أوكرانيا.. إجلاء مئات الجنود المحاصرين من مجمّع أزوفستال
١٧ مايو ٢٠٢٢
بعد مفاوضات عسيرة، الجيش الأوكراني يعلن إجلاء نحو 260 جنديا من مصنع آزوفستال للصلب المحاصر في مدينة ماريوبول الساحلية وذلك بعد أسابيع من محاصرتهم بداخله. هذا المصنع بات حسب الأوكرانيين رمزا للمقاومة ضد الغزو الروسي.
إعلان
أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء (17 مايو/ أيار 2022)، أنّ أكثر من 260 عسكرياً أوكرانياً، بينهم 53 جريحاً، تمّ إجلاؤهم الإثنين من مجمّع آزوفستال للصلب، آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية (جنوب شرق) التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار في رسالة مصوّرة إنّه "في 16 أيار/مايو تمّ إخلاء 53 (عسكرياً) جريحاً إصاباتهم خطرة من آزوفستال إلى نوفوازوفسك لتلقّي الرعاية الصحّية، ونُقل 211 آخرون إلى أولينيفكا عبر ممرّ إنساني".
ونُقل 53 مقاتلا أصيبوا بجروح خطيرة إلى منشأة طبية في نوفوازوفسك، حسبما ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية على فيسبوك يوم الاثنين. كما نُقل 211 آخرون إلى قرية أولينيفكا، التي تحتلها القوات الروسية،وسيجري إعادتهم إلى أوكرانيا في وقت لاحق ضمن تبادل للأسرى.
وتتواصل الجهود لإجلاء المقاتلين المتبقين في المصنع.
وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت الأسبوع الماضي أنّ أكثر من ألف مقاتل أوكراني، من بينهم 600 جريح وفق أحد قادتهم، ما زالوا في قاعات تحت أرض مجمّع الصلب الشاسع الذي بات رمزاً للمقاومة الأوكرانية للغزو الروسي الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.
وقد لجأ هؤلاء إلى آزوفستال بعد أن ظلّوا أكثر من شهر يقاتلون في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا والتي صارت مدمرة وتحت السيطرة الروسية بشكل شبه كامل.
ولم تخاطر روسيا بمحاولة شن هجوم صريح على المصنع، لكنها أغلقت جميع نقاط الوصول إليه وتعرضت المنطقة للقصف المتكرر.
يذكر أنه جرت أيام من المفاوضات بشأن انسحاب الجنود، الذين أصيب بعضهم بجروح خطيرة ولم يتبق لديهم تقريبا أي إمدادات من الماء أو الغذاء.
وكانت وزارة الدفاع الروسية في موسكو قد أعلنت في وقت سابق التوصل إلى اتفاق لإجلاء الجنود، مع وقف إطلاق النار ساري المفعول وإنشاء ممر آمن للسماح للمقاتلين المصابين بمغادرة مصنع الصلب.
وعلى الرغم من المطالب الأوكرانية المتكررة بنقلهم إما إلى أراضٍ تسيطر عليها كييف أو دولة أخرى قالت الوزارة إن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم سيتلقون الرعاية الطبية في مدينة نوفوازوفسك الموالية لروسيا التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا.
وفي وقت لاحق اليوم الثلاثاء قالت وزارة الدفاع الروسية "على مدى الساعات الـ24 الماضية، ألقى 265 مسلحا أسلحتهم واستسلموا، بينهم 51 ممن أصيبوا بجروح بالغة".
وفي وقت سابق أمس الاثنين أفاد انفصاليون موالون لروسيا بأن مجموعة من المقاتلين الأوكرانيين استسلموا وغادروا مصنع الصلب وهم يلوحون بالرايات البيضاء. ونفى الجانب الأوكراني ذلك في وقت لاحق.
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)
بالصور.. هكذا كانت ماريوبول وهكذا حولتها الحرب لمكان لا يصلح للعيش!
كانت ماريوبول مدينة ساحلية مزدهرة يبلغ عدد سكانها حوالي 440.000 نسمة. حولها الجيش الروسي إلى أنقاض ودمار. مقارنة لحالة المدينة الأوكرانية ماريوبول قبل الحرب الروسية على أوكرانيا وبعد اندلاعها.
صورة من: Maximilian Clarke/ZUMA Wire/IMAGO
ماريوبول قبل الحرب وبعدها
صور التقطتها أقمار صناعية للمدينة الساحلية "ماريوبول"، التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، والمطلة على بحر آزوف. الصورة على اليسار في يونيو/ حزيران 2021 والصورة على اليمين بعد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط 2022.
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
ميناء ماريوبول
صورة لميناء ماريوبول تعود إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2018: وكانت هذه المنطقة مكانا للاسترخاء والتنزه، بالإضافة لمناطق استحمام بالماء الدافئ الخارج من الأرض. كما كان الميناء عاملاً اقتصاديًا مهمًا لماريوبول، من هنا صدرت أوكرانيا الحديد والصلب والحبوب والآلات إلى العالم.
صورة من: Ivanov Stanislav/Ukrinform/IMAGO
"تلغيم" الميناء بعد الهجوم الروسي
بعد شهرين من بدء الحرب من قبل روسيا، لم تعد هناك سفن ترسو تقريبًا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لوكالة إنترفاكس للأنباء: "كل الأشياء المهمة في البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك الميناء البحري والممر المائي تم تلغيمها وحظر الدخول إليها"، هذا ما يبدو عليه ميناء ماريوبول اليوم.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
متنزه داخل المدينة
يلعب الأطفال تحت مياه النافورات في حديقة وسط المدينة. التقطت هذه الصورة في 20 يونيو/ حزيران 2019. الأشجار خضراء. ويمكن رؤية برج الكنيسة بين الأشجار في خلفية الصورة.
صورة من: Thomas Imo/photothek/IMAGO
المتنزه الآن
أعدنا اكتشاف منطقة الكنيسة نفسها في صور أخرى. تم التقاط هذه الصورة في أول أبريل/ نيسان 2022. ولا يمكن للمرء أن يخمن أن هذا المكان كان مخصصا للاسترخاء في يوم من الأيام.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
مسرح مدينة ماريوبول
اكتسب مسرح ماريوبول للدراما شهرة كبيرة خلال هجوم القوات الروسية على أوكرانيا. تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها في 30 أغسطس/ آب 2014 شبابًا يحتجون على هجمة روسية - حتى في ذلك الوقت كان هناك قتال وتوتر في شرق أوكرانيا. لكن المسرح كان لا يزال مكان للقاءات والحوارات الثقافية.
صورة من: EST&OST/IMAGO
المسرح بعد قصف المدينة
المكان أمسى مختلفا تماما اليوم. هذه الصورة تظهر المسرح بعد الغارة الجوية المدمرة التي شنها الجنود الروس في منتصف مارس/ آذار 2022. واحتمى عدة مئات من المدنيين بالمبنى، ولقي كثير مصرعهم.
صورة من: Nikolai Trishin/ITAR-TASS/IMAGO
مجمع "أزوفستال" للحديد والصلب
في ماريوبول، تدير شركة "أزوفستال" (Azovstal) واحدا من أكبر مصانع الحديد والصلب في أوروبا. هنا في مجمع "أزوفستال" كان يجري بشكل أساسي صناعة المنتجات من الفولاذ والحديد. وبالإضافة إلى الميناء، كان المصنع مركز تشغيل مهم بالنسبة للسكان هناك. صورة من عام 2017.
صورة من: Musienko Vladislav/Ukrainian News/IMAGO
الحرب جعلته أطلالا و"خردة"
هكذا أصبح المكان الآن نتيجة القصف الروسي. صورة بتاريخ 17 أبريل/ نيسان 2022. الجنود الأوكرانيون صمدوا طويلا متحصنين بهذا المصانع في مجمع أزوفستال، وهنا سقط مئات القتلى. ومازال هناك ألف جندي أوكراني يتحصنون داخل المجمع، حسب رواية كييف. بينما يقول بوتين إنهم ألفان، وأمر بعدم اقتحام المجمع والاكتفاء بتطويق المنطقة وحصارها. تُظهر الصورة هنا جنديًا يقاتل في صفوف الروس.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
طرق وشوارع حديثة
هذه الصورة من صيف 2017 تعطي لمحة عن طرق وشوارع ماريوبول قبل بدء الحصار والقصف الروسي للمدينة.
صورة من: MAXPPP/picture alliance
ماريوبول كيف أصبحت
الصور التي تصل إلينا الآن من ماريوبول تظهر الدمار التام. تم حرق جميع الأشجار تقريبًا ، ودُمرت الشقق والمنازل وبنايات أخرى. لم تعد مدينة ماريوبول مكانا صالحا للعيش. إعداد ( غيرتا هيرمان/ علاء جمعة)