1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واشنطن وكييف تتفقان على خطة سلام "منقحة" مع روسيا

عماد حسن رويترز / د ب ا
٢٤ نوفمبر ٢٠٢٥

تعاود الولايات المتحدة وأوكرانيا صياغة خطة للسلام بعد تعديل المقترح الأولي الذي اعتُبر "استسلاماً"، وسط ضغوط أمريكية مباشرة على كييف وتقدم عسكري روسي بطيء. لكن التفاصيل تبقى غامضة وسط ضغوط الوقت على زيلينسكي.

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو (يمين) ورئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية أندريه جيرماك- جنيف، في 23 نوفمبر 2025.
اتفق الجانبان على تعديل مقترح سابق كان قد اعتُبر على نطاق واسع بأنه يميل بشدة لصالح موسكو. صورة من: Fabrice Coffrini/AFP/Getty Images

تواصل الولايات المتحدة وأوكرانيا اليوم الاثنين (24 نوفمبر/تشرين الثاني 2025) العمل على خطة لإنهاء الحرب مع روسيا، وذلك بعد أن اتفق الجانبان على تعديل مقترح سابق كان قد اعتُبر على نطاق واسع بأنه يميل بشدة لصالح موسكو. وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية المتسارعة في ظل ضغوط أمريكية مباشرة على كييف، ووسط تقدم عسكري روسي بطيء في بعض المناطق الأوكرانية.

اتفاق على "إطار عمل منقح"

وأعلن الجانبان في بيان مشترك أنهما صاغا "إطار عمل منقح للسلام" إثر محادثات مكثفة جرت في جنيف يوم الأحد، إلا أنهما لم يقدما أي تفاصيل حول محتوى هذا الإطار.

وأفاد البيت الأبيض بشكل منفصل أن الوفد الأوكراني أبلغه بأن الخطة الجديدة "تعكس مصالحهم الوطنية" و"تعالج متطلباتهم الاستراتيجية الأساسية"، على الرغم من أن كييف لم تصدر بياناً خاصاً بها بشأن الاتفاق.

ومن غير الواضح حتى الآن كيف ستتعامل الخطة المحدثة مع مجموعة من القضايا الجوهرية، بما في ذلك كيفية ضمان أمن أوكرانيا ضد التهديدات المستمرة من روسيا.

واتفقت الولايات المتحدة وأوكرانيا على مواصلة "العمل المكثف" قبل الموعد النهائي المحدد يوم الخميس، رغم مغادرة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي قاد الوفد الأمريكي خلال المحادثات، عائداً إلى واشنطن في وقت متأخر من يوم الأحد. ومن المرجح أن يسافر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت هذا الأسبوع لمناقشة الجوانب الأكثر حساسية من الخطة مع الرئيس ترامب.

"شروط بمثابة استسلام"

كان المقترح الأولي الذي طرحته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي يتكون من 28 نقطة، ودعا أوكرانيا إلى التنازل عن أراض وقبول قيود على حجم جيشها والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). واعتُبرت هذه الشروط بمثابة استسلام بالنسبة للكثير من الأوكرانيين بعد ما يقرب من أربع سنوات من القتال في الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

كان المقترح الأولي الذي طرحته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي يتكون من 28 نقطة، ودعا أوكرانيا إلى التنازل عن أراض وقبول قيود على حجم جيشها صورة من: Fabrice Coffrini/AFP/Getty Images

وجاءت الخطة الأصلية مفاجأة للمسؤولين في الإدارة الأمريكية، حيث ذكر مصدران أن الخطة صيغت في اجتماع عقد في أكتوبر/تشرين الأول في ميامي. هذا الاجتماع ضم المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر، والمبعوث الروسي كيريل دميترييف الذي يخضع لعقوبات أمريكية.

في واشنطن، انتقد أعضاء مجلس النواب من الديمقراطيين الخطة ووصفوها بأنها "قائمة أمنيات روسية"، إلا أن روبيو أصر على أن واشنطن وضعت الخطة بمساهمة من طرفي الحرب.

على الصعيد الأوروبي، قال الحلفاء إنهم لم يشاركوا في صياغة الخطة الأصلية. وطرحت الدول الأوروبية مقترحا موازيا يوم الأحد من شأنه تخفيف بعض التنازلات المقترحة بشأن الأراضي، ويشمل ضماناً أمنياً لأوكرانيا على غرار حلف شمال الأطلسي في حال تعرضت لهجوم.

ألمانيا: المحادثات حققت نجاحاً هائلاً

 وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن المحادثات التي جرت في جنيف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن تعديل خطة من 28 نقطة لإنهاء الحرب بين كييف وموسكو حققت "نجاحاً هائلاً" للأوروبيين.

وقال فاديفول لإذاعة دويتشلاند فونك "تم حذف جميع النقاط المرتبطة بأوروبا، بما في ذلك تلك المتعلقة بحلف شمال الأطلسي، من هذه الخطة. وهذا نجاح هائل حققناه أمس". وأضاف "كان واضحا منذ البداية، مثلما قلنا مرارا، أنه ينبغي عدم إبرام أي اتفاق دون موافقة الأوروبيين والأوكرانيين".

خطة ترامب لأوكرانيا.. مكافأة موسكو ومعاقبة كييف؟

30:03

This browser does not support the video element.

ضغوط ترامب وأزمة داخلية لزيلينسكي

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق. وفي تصريح له يوم الأحد، قال ترامب إن أوكرانيا لم تُظهر "أي امتنان" للجهود الأمريكية بشأن الحرب، مما دفع المسؤولين الأوكرانيين إلى التأكيد على شكرهم لدعم ترامب. وكان ترامب قد حدد في وقت سابق يوم الخميس موعداً نهائياً للرئيس زيلينسكي لقبول خطة سلام، رغم أن روبيو أشار إلى أن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول.

على الصعيد الداخلي، يتعرض الرئيس زيلينسكي لضغوط شديدة، حيث طالت فضيحة فساد كبيرة بعض وزرائه، الأمر الذي أثار غضباً جديداً من تفشي الفساد. وقد أدى ذلك إلى تعقيد جهود البلاد لتأمين التمويل اللازم للحفاظ على صمود اقتصادها. يُذكر أن كييف شعرت بالارتياح في الأسابيع الماضية بعد أن شددت الولايات المتحدة العقوبات على قطاع النفط الروسي، الذي يُعد المصدر الرئيسي لتمويل الحرب.

تقدم روسي وتدمير للبنية التحتية بأوكرانيا

تأتي هذه المحادثات الدبلوماسية في الوقت الذي تحقق فيه روسيا تقدماً بطيئاً في بعض المناطق. كما تتعرض منشآت الطاقة والغاز في أوكرانيا لهجمات متواصلة بالطائرات المسيرة والصواريخ، مما تسبب في حرمان ملايين الأشخاص من الماء والتدفئة والكهرباء لساعات يومياً.

تتعرض منشآت الطاقة والغاز في أوكرانيا لهجمات متواصلة بالطائرات المسيرة والصواريخصورة من: Vyacheslav Madiyevskyy/REUTERS

وفي جنوب أوكرانيا، دمر مشغلو طائرات مسيرة من اللواء 72 التابع لمجموعة قوات "الجنوب" الروسية ثلاثة هوائيات اتصالات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من كوستيانتينوفكا. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن هذه العمليات جاءت بعد أن "اكتشفت الاستطلاعات معدات توفر الاتصالات بين الوحدات الأوكرانية، وتم دك الأهداف بضربات دقيقة من طائرات مسيرة، مما أدى إلى فقدان العدو نقاط الاتصال في القطاع المحدد".

وفي سياق متصل، صرح دينيس بوشيلين، القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، بأن القوات المسلحة الروسية وسعت نطاق سيطرتها في كونستانتينوفكا، لا سيما في الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية من المدينة.

تحرير: حسن زنيند

عماد حسن كاتب في شؤون الشرق الأوسط ومدقق معلومات ومتخصص في العلوم والتقنية.
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW