أوكرانيا- استقالات وإقالات بعد أول فضيحة فساد منذ بدء الغزو
٢٤ يناير ٢٠٢٣
أعلنت الحكومة الأوكرانية إقالة عدد من كبار المسؤولين على خلفية قضية فساد تتعلق بعمليات شراء إمدادات للجيش بأسعار مبالغ بها، في أول فضيحة بهذا الحجم منذ بدء الغزو الروسي.
إعلان
أُقيل عدد كبير من المسؤولين الأوكرانيين الكبار اليوم الثلاثاء (24 كانون الثاني/يناير 2023) في تغيير قالت كييف إنه يُظهر تناغم الرئيس فولوديمير زيلينسكي مع المجتمع بعد اتهامات فساد.
واكتسبت حرب طويلة الأمد على الفساد في أوكرانيا أهمية كبرى، إذ جعل الغزو الروسي حكومة كييف تعتمد بشكل كبير على الدعم الغربي وتسعى إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأتت إقالة نحو 12 مسؤولا مع دخول غزو روسيا شهره الثاني عشر بعد أيام من اعتقال نائب وزير يشتبه في مشاركته في عمليات كسب غير مشروع ومزاعم نفتها وزارة الدفاع وأثارت استياءً.
وكتب ميخايلو بودولياك، أحد كبار مستشاري زيلينسكي، على تويتر "الرئيس يرى المجتمع ويسمعه. وهو يستجيب مباشرة لمطلب عام رئيسي، العدالة للجميع".
ومن بين المسؤولين المٌقالين خمسة حكام مناطق وأربعة نواب وزراء ومسؤول كبير بمكتب الرئاسة كان يُنظر له على أنه مقرب من زيلينسكي الذي أعلن أمس الاثنين أنه ستصدر "قرارات تتعلق بالموظفين، بعضها اليوم وبعضها غدا".
وقال فولوديمير فيسينكو المحلل السياسي المقيم بكييف إن بعض التغيرات خُطط لها منذ فترة، لكن حفزها انتشار عناوين الأخبار السلبية بشكل مفاجئ. وأضاف فيسينكو لرويترز "تزامن كل هذا مع تكثيف لمكافحة الفساد ورد فعل من الرئيس … على المقالات الانتقادية في وسائل الإعلام".
وبدت بعض البيانات متصلة باتهامات الفساد بينما كانت الأخرى لا صلة لها بها بالمرة.
وأصبح التغيير أكثر إثارة للدهشة لأنه جاء وسط تجمد السياسات الداخلية إلى حد بعيد، حيث تمت تنحية الخصومات السياسية إلى حد كبير للتركيز على القتال من الحفاظ على الوطن.
"تصرف نبيل"
قدم نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف استقالته بعدما اتهم تقرير إعلامي أوكراني وزارة الدفاع بأنها تدفع أسعارا مبالغا فيها للحصول على إمدادات الغذاء، وهي حيلة قديمة يستغلها المسؤولون الفاسدون لاختلاس الأموال.
وقالت الوزارة إن هذه الادعاءات بلا أساس لكن استقالة شابوفالوف، الذي كان مسؤولا عن إمدادات الغذاء بالجيش، "تصرف نبيل" من شأنه أن يساعد في الحفاظ على الثقة في الوزارة.
وفي ظل إعلان التغييرات في سلسلة من البيانات، قال رئيس الوزراء دينيس شميهال في اجتماع للحكومة إن أوكرانيا تحرز تقدما في حملتها لمكافحة الفساد. وأضاف "إنه عمل ممنهج ومتتابع أوكرانيا في أمّس الحاجة له وجزء لا يتجزأ من الاندماج مع الاتحاد الأوروبي".
وكان حكام مناطق دنيبروبيتروفسك وزابوريجيا وكييف وسومي وخيرسون من بين المسؤولين المُقالين. وبشكل عملي، يحتاج زيلينسكي إلى نشر مرسوم ينهي إجراءات إقالتهم.
وقال مكتب الرئيس إنه قبل استقالة كيريلو تيموشينكو من منصب نائب مديره. ولم يذكر تيموشينكو أي سبب لاستقالته. وعمل الشاب البالغ من العمر 33 عاما في الحملة الانتخابية لزيلينسكي وظل يشغل منصب نائب مدير مكتب الرئيس منذ عام 2019 وكان يشرف على المناطق والسياسات الإقليمية في أوكرانيا. وانتقدته وسائل إعلام أوكرانية لقيادته سيارات رياضية خلال الغزو لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات وقال إن السيارات مستأجرة.
وأُعفي كذلك من منصبه نائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو، الذي تعرض لانتقادات بعدما قالت وسائل إعلام إنه أمضى عطلة العام الجديد مع أسرته في مدينة مربيه الإسبانية خلال الحرب مع روسيا. ولم يعلق سيمونينكو علنا على هذه الانتقادات.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي أمس الاثنين إن المسؤولين لن يكون بوسعهم بعد الآن السفر إلى الخارج لأغراض لا علاقة لها بالعمل الحكومي.
وجعل الاتحاد الأوروبي من مكافحة الفساد أحد الإصلاحات الرئيسية التي كان ينبغي على أوكرانيا تنفيذها قبل الحصول على صفة مرشح للانضمام إلى التكتل الأوروبي.
وأعلن "مركز الاستراتيجية الاقتصادية" الأوكراني للأبحاث أنّ المبلغ الإجمالي للمساعدات الغربية (المالية والعسكرية وغيرها) لأوكرانيا يمكن أن يبلغ 100 مليار دولار في 2023، بينها أكثر من 40 مليارًا لقواتها المسلحة.
خ.س/ ص.ش (رويترز، أ ف ب)
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة