أوكرانيا تتهم روسيا بقصف ميناء لتصدير الحبوب في أوديسا
٢ أغسطس ٢٠٢٣
اتهمت كييف موسكو بقصف ميناء لتخزين وتصدير الحبوب في منطقة أوديسا، وهو المنفذ الذي تعول عليه كييف لتصدير المنتجات الزراعية بعد انهيار اتفاق لتصدير الحبوب. وقفزت أسعار القمح والذرة في أسواق دولية بعد الإعلان عن الهجوم.
إعلان
أعلنت أوكرانيا الأربعاء (الثاني من آب/أغسطس 2023) أن روسيا قصفت بنى تحتية تابعة لميناء في منطقة أوديسا (جنوب)، في إطار استهدافها منشآت تستخدم لتصدير الحبوب منذ انهيار اتفاق تاريخي يسمح بمغادرة الشحنات من البحر الأسود.
وجاء في بيان للنيابة العامة الأوكرانية: "ليل الثاني من آب/أغسطس، نفّذت القوات المسلحة الروسية هجومًا بمسيّرات على أوديسا.. هاجم العدو منشآت تابعة للميناء وبنى تحتية صناعية مطلة على الدانوب". وأفاد المصدر أن الهجوم أحدث أضرارًا أو دمارًا في مصعد مستخدم للحبوب وصوامع حبوب ومستودعات. وذكر البيان بأن مكتب المدعي العام في مدينة "إسماعيل" فتح تحقيقًا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تليغرام: "للأسف وقعت أضرار... والأبرز في جنوب البلاد".
من جهته قال سيرهي براتشوك المتحدث باسم إدارة أوديسا العسكرية في بيان عبر الفيديو: "العدو... يحاول إتلاف الحبوب الأوكرانية بمهاجمة البنية التحتية الصناعية والموانئ. للأسف هناك ضربات وصلت لأهدافها وللأسف لحقت أضرار بصومعة واندلعت حرائق في الموقع"، وأضاف: "روسيا تحاول فصل أوكرانيا عن أي اتفاق حبوب مستقبلي والأهم أنها استراتيجيًا تحاول إزالة بلادنا من سوق الغذاء العالمية".
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن الطائرات المسيرة جاءت من ناحية البحر الأسود ثم اتجهت صوب ميناء "إسماعيل" وهو ميناء رئيسي في دلتا نهر الدانوب تُنقل منه الحبوب الأوكرانية إلى ميناء كونستانتسا الروماني المطل على البحر الأسود لنقل شحنات الحبوب منه بعد ذلك.
استهداف موسكو مرة أخرى بمسيرات
02:16
ولم تؤكد روسيا أو تنفي الاتهامات الأوكرانية بقصفها للميناء، لكن موسكو أعلنت الاثنين بأنها ستكثّف ضرباتها على البنى التحتية العسكرية الأوكرانية ردا على الهجمات بالمسيّرات التي تطال أراضيها وحمّلت كييف مسؤوليتها. وآخر تلك الهجمات كان يوم أمس، حيث قالت موسكو إنها أسقطت عددا من المسيّرات الأوكرانية أستهدف موسكو والقرم وسفنا في البحر الأسود . وتعرّضت ناطحة سحاب في الحي المالي في موسكو إلى هجوم للمرة الثانية خلال أيام.
وتقصف روسيا مدينة أوديسا الساحلية والمنطقة المحيطة بها منذ رفضت موسكو تجديد اتفاق للحبوب الشهر الماضي كان يسمح بمواصلة كييف تصدير الحبوب عبر البحر الأسود رغم الحرب. وبات ميناء "إسماعيل" المطل على نهر الدانوب الآن طريق التصدير الرئيسي للمنتجات الزراعية الأوكرانية، حيث تدرس أوكرانيا حاليًا سبل الحفاظ على تدفق صادرات المحاصيل.
وبعد الإعلان عن الهجوم الروسي على الميناء، قفزت أسعار القمح والذرة. وقفزت العقود الآجلة للقمح في شيكاغو بنسبة 7,4% لتصل قيمتها إلى 8275,6 دولار للبوشل (نحو 27 كيلوغرام) ، قبل أن يتم تداولها بواقع 74,6 دولار بحلول الساعة 1245 مساء في سنغافورة. كما ارتفعت أسعار محاصيل الذرة بنسبة 2%.
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في إبرام الاتفاق قبل عام بما سمح لأوكرانيا بمواصلة التصدير عبر الموانئ المطلة على البحر الأسود بهدف تخفيف أزمة غذاء عالمية. وانسحبت روسيا من الاتفاق في 17 يوليو تموز وعزت ذلك إلى عدم تخفيف عقوبات تعرقل صادراتها من الحبوب والأسمدة وحذرت من أن السفن المتجهة للموانئ البحرية الأوكرانية قد تعتبر أهدافًا عسكرية. وقال محللون أمس الثلاثاء إن انهيار الاتفاق أسفر عن تراجع حاد في صادرات الحبوب الأوكرانية في يوليو تموز بنسبة 40 بالمئة مقارنة مع حزيران/يونيو.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
في صور.. باخموت مدينة تنزف ..حصن أوكرانيا المنيع أمام روسيا
تحتدم المعارك حول وسط مدينة باخموت شرق أوكرانيا مع تبادل أوكرانيا وروسيا التصريحات بخوض معارك ضارية. الجولة المصورة تسرد قصة المدينة الاستراتيجية منذ بداية الحرب.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
معارك ضارية
مع احتدام المعارك في باخموت شرق أوكرانيا، تبادلت أوكرانيا وروسيا التصريحات بإيقاع خسائر فادحة في صفوف الطرف الآخر..فما قصة المدينة؟ ولماذا تعد حصن أوكرانيا المنيع أمام الروس؟
صورة من: Narciso Contreras/Anadolu Agency/picture alliance
مدينة قبل الكارثة
تعود هذه الصورة إلى ربيع العام الماضي وترمز إلى العائلة والطفولة في باخموت. بيد أنه في مايو / آيار الماضي، اقتربت المعارك من المدينة وتعرضت لهجمات بالمدفعية وغارات جوية من قبل القوات الروسية ما خلف دمارا كبيرا لحق بالكثير من المباني.
صورة من: JORGE SILVA/REUTERS
"فقدنا كل شيء"
تعرضت التجمعات السكنية في شرق باخموت للقصف الروسي للمرة الأولى في ربيع العام الماضي. وبسبب المعارك، نزح الكثير من سكان باخموت ومنهم السيدة هالينا التي قالت للصحافيين وهي تقف أمام منزلها المدمر " لقد شُرّدنا وفقدنا كل شيء وجرى تدمير كل شيء ولا مجال للعودة".
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
عناق أمام أنقاض المدارس
استهدفت الهجمات الروسية المدارس في باخموت. وفي يوليو / تموز الماضي، تعرضت مدرسة للتدمير، لكن لحسن الحظ لم يسفر القصف عن سقوط ضحايا. وأمام أنقاض المدرسة، تبادلت معلمتان العناق وسط حالة من الأسى.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
المباني التاريخية لم تسلم من القصف
خلال القصف الروسي، تعرضت الكثير من البنايات التاريخية في باخموت للتدمير مثل قصر الثقافة وبناية تعود إلى القرن التاسع عشر ومدرسة ثانوية عريقة خاصة بالفتيات. وجرى تدمير الكثير من المباني الحديثة التي تعد أبرز ملامح باخموت.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
النزوح عن باخموت
مع اشتداد المعارك، بقى قرابة أربعة آلاف شخص من باخموت بحلول السابع من مارس / آذار الجاري فيما كان يصل تعداد سكان المدينة قبل الحرب إلى 73 ألفا. وكان ألكسندر هافريس من بين السكان الذين قرروا النزوح عن باخموت حيث توجه وعائلته إلى العاصمة كييف بحثا عن الأمان.
صورة من: Metin Aktas/AA/picture alliance
هدنة هشة
غادر أكثر من 90 في المائة من سكان باخموت والمناطق المحيطة بها. لكن من اضطر إلى البقاء معظمهم مرضى وكبار السن واجهوا ظروفا مأساوية إذ لا يوجد سوى صيدلية واحدة ومحلات تجارية قليلة تفتح أبوابها لساعات قليلة خلال أوقات الهدنة. وعلى وقع ذلك، قدمت منظمات إغاثة ومتطوعون مساعدات إنسانية لمن بقي في باخموت.
صورة من: ANATOLII STEPANOV/AFP/Getty Images
حياة تحت القصف
رغم اشتداد المعارك، اضطر البعض للبقاء داخل باخموت ومنهم هذه السيدة الحامل وزوجها حيث التقطت هذه الصورة لهما أواخر يناير / كانون الثاني الماضي أمام أحد الملاجئ في المدينة. ويحتاج من يريد الدخول إلى باخموت للحصول على تصريح.
صورة من: Raphael Lafargue/abaca/picture alliance
حالة خوف مستمرة
بسبب الهجمات الروسية المتواصلة، يضطر الكثير من سكان باخموت إلى الاختباء داخل الملاجئ خاصة كبار السن ومنهم السيدة المسنة فالينتينا بوندانيركو البالغة من العمر 79 عاما التي لا تستطيع النظر من شرفة منزلها لفترات طويلة خوفا على حياتها.
صورة من: Daniel Carde/Zumapress/picture alliance
الحياة اليومية في القبو
رغم مغادرة أفراد الأسرة إلى أوروبا، إلا أن نينا وزوجها قررا البقاء في باخموت. وفي ذلك، قالت نينا "لقد اعتدنا على سماع صوت دوي الانفجارات". وأكدت نينا أنها وزوجها لن يغادرا المدينة ما دام الجيش الأوكراني موجودا في باخموت.
صورة من: Oleksandra Indukhova/DW
تدهور الوضع الإنساني
تفاقم الوضع الإنساني في باخموت مع بدء القوات الروسية هجومها في الأول من أغسطس / آب الماضي. وعلى وقع ذلك، تعرضت شبكات الكهرباء والهواتف المحمولة للتدمير بسبب القصف فيما بات الحصول على مواد غذائية أمرا صعبا حتى أن بعض المتطوعين أصيبوا في الهجمات.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
هجمات بالمدفعية الثقيلة
أبرز المعارك حول باخموت دارت بين وحدات المدفعية. وحسب تقديرات الجيش الأوكراني فإنه جرى استخدام المدفعية والذخيرة الثقيلة خلال المعارك. وتعرضت باخموت لهجمات من مجموعة "فاغنر" الروسية. ورغم ذلك، يبدي الجيش الأوكراني مقاومة باسلة.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
علم أوكرانيا.. من باخموت إلى الكونغرس الأمريكي
تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 20 من ديسمبر / كانون الأول الجنود الأوكرانيين في باخموت. وقد أخذ معه علما أوكرانيا يحمل توقيعات الجنود الأوكرانيين الذين يحاربون في باخموت. وبعد يومين، زار واشنطن حيث قام بإهداء العلم إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي.
صورة من: Carolyn Kaster/AP Photo/picture alliance
علاج المصابين على جبهات القتال
تواجه الأطقم الطبية التابعة للجيش الأوكراني ظروفا صعبة حيث تضطر إلى علاج المصابين على جبهات القتال. وتعمل هذه الأطقم على إنقاذ المصابين رغم نقص الإسعافات والإمدادات الطبية. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل تعمل هذه الأطقم على ضمان نقل الحالات الحرجة إلى المناطق الآمنة.
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP Photo/picture alliance
مدينة تحت الأنقاض
بسبب القصف واحتدام المعارك، تعرضت 80 في المائة من المنازل في باخموت للتدمير، وفقا للسلطات الأوكرانية. هذه الصورة التقطت في أواخر ديسمبر / كانون الأول الماضي وتظهر تصاعد الأدخنة من المباني المدمرة.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
دمار هائل
في يناير/ كانون الأول الماضي، التقطت الأقمار الاصطناعية صورا لمدينة باخموت تظهر حجم الدمار الذي لحق بها. وجاء في التعليق: "ظلت المدينة مركزا لمعارك طاحنة بين الوحدات الروسية والأوكرانية خلال الأشهر الماضية وتكشف هذه الصور حجم الدمار الذي لحق بالبنايات والبنية التحتية في باخموت".
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
مدينة أشباح
تضررت معظم مباني مدينة باخموت كثيرا بسبب التدمير حيث انهارت الأسقف وجدران المنازل ولم تنجو من القصف إلا واجهات الأبنية. وتظهر هذه الصورة التي التقطت من طائرة مسيرة في 13 من فبراير / شباط الماضي حجم الدمار الذي لحق بالمدينة والتي تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح فيما تغطي الثلوج الأنقاض.
صورة من: AP Photo/picture alliance
الدفاع عن "قلعة باخموت"
مع اشتداد المعارك، تعهد زيلينسكي بالدفاع عن "قلعة باخموت" وهو الأسم الذي أطلقه على المدينة حيث هدد "بتدمير" القوات الروسية التي تطوق المدينة. ورغم ذلك، لم يستبعد مسؤولو حلف "الناتو" احتمال سقوط باخموت في أيدي الروس. دميترو كانيفسكي/ م.ع/ م.أ.م