أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتكشف عن فساد يستهدف قطاع الدفاع
عارف جابو أ ف ب، د ب أ
٢ أغسطس ٢٠٢٥
أكدت أوكرانيا أنها ضربت أهدافا عسكرية وخط أنابيب للغاز في روسيا، فيما أعلنت السلطات المحلية الروسية مقتل ثلاثة أشخاص نتيجة للهجمات. كما أعلنت كييف عن توقيفات في قضية فساد استهدفت قطاع الدفاع الأوكراني.
شنت أوكرانيا عدة هجمات على أهداف داخل روسياصورة من: AP/picture alliance
إعلان
نفذت أوكرانياعدة هجمات في العمق الروسي ليل الجمعة – السبت، وقال جهاز الأمن الأوكراني (إس بي يو) إنه استخدم طائرات مسيّرة بعيدة المدى لاستهداف مطار بريمورسكو-أختارسك العسكري في منطقة كراسنودار في جنوب غرب روسيا. وأكد أن الهجوم تسبب في حريق في موقع لتخزين الطائرات المسيّرة من طراز شاهد التي تستخدمها روسيا لمهاجمة الأراضي الأوكرانية.
وأعلن جهاز الأمن الأوكراني أيضا أنه استهدف شركة "إليكتروبريبور" في منطقة بنزا (جنوب) والتي "تعمل لصالح المجمع الصناعي العسكري الروسي".
من جهتها، أعلنت السلطات الروسية المحلية عن مقتل ثلاثة أشخاص في هجمات أوكرانية ليلية بطائرات مسيّرة. وفي منطقة بنزا، قال الحاكم أوليغ ملنيتشنكو "هاجمت مسيرات العدو مرة جديدة باكرا هذا الصباح شركة". وأضاف "قتلت امرأة للأسف وأصيب شخصان آخران بجروح" لكن "وضعهما ليس خطيرا".
وفي حدث نادر، طال القصف منطقة سمارا على مسافة حوالى 800 كلم من الحدود الأوكرانية، حيث سقط أحد الضحايا وهو "رجل مسن"، على ما أوضح الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف فيدوريشتشيف.
وفي منطقة روستوف الحدودية مع أوكرانيا "صدّ الجيش هجوما ضخما خلال الليل ودمر مسيّرات" فوق عدد من المدن، على ما أورد الحاكم يوري سليوسار على تلغرام. وأضاف "في قرية أوغليرودوفسكي في منطقة كراسنوسولينسكي، اندلع حريق في أحد مباني موقع صناعي" مشيرا إلى "مقتل موظف كان يحرس المنشأة".
سكان العاصمة الأوكرانية كييف يعتادون على القصف الروسي
02:55
This browser does not support the video element.
من جانبه،أعلن الجيش الروسي أنه اعترض 112 طائرة مسيّرةأطلقتها أوكرانيا خلال الليل. وهاجمت روسيا أوكرانيا في تموز/يوليو بـ6297 مسيّرة، وهو أكبر عدد من المسيرات في شهر واحد منذ بدئها الغزو في شباط/ فبراير 2022، وفق تحليل لوكالة فرانس برس نشر أمس الجمعة. ويشمل العدد جزءا كبيرا من الطائرات المسيّرة "الخادعة" المخصصة لإغراق أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.
وأفاد مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية وكالة فرانس برس بأن هجوما أوكرانيا "ألحق أضرارا" بخط أنابيب غاز مركز آسيا الوسطى في منطقة فولغوغراد الروسية. وينقل هذا الخط الذي تديره شركة غازبروم الروسية العملاقة، الغاز الطبيعي من تركمانستان.
إعلان
كشف قضية فساد استهدفت قطاع الدفاع
من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الأوكرانية اليوم السبت (الثاني من آب/ أغسطس 2025) تنفيذ توقيفات على خلفية"نظام فساد واسع النطاق" تورط فيه قادة سياسيون في قطاع الدفاع. وأعلن المكتب الوطني لمكافحة الفساد أنه كشف بالتعاون مع مكتب المدعي العام المتخصص في مكافحة الفساد "نظام فساد واسع النطاق يضم عضوا في البرلمان، بشأن شراء مسيرات ومعدات حرب إلكترونية".
ويُتهم سياسيون وعناصر في الحرس الوطني بالتورط في هذه العمليات. وأعلنت المكتب توقيف أربعة أشخاص من دون تحديد مناصبهم أو هوياتهم.
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن "امتنانه لهيئات مكافحة الفساد على عملها"، مؤكدا أهمية أن تعمل "باستقلالية". ويشكل الفساد مشكلة مستشرية في أوكرانيا. ومنذ بدء الغزو، ظهرت قضايا تتعلق بالجيش ووزارة الدفاع. وأعلن وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو وقف عناصر الحرس الوطني الذين يُشتبه بتورطهم في قضية الفساد هذه عن العمل. ووفقا للتحقيق، اختلس المتهمون، بين عامي 2024 و2025، أموالا مخصصة للجيش.
تحرير: صلاح شرارة
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.