أوكرانيا تعتبر رئاسة روسيا لمجلس الأمن "صفعة" للمجتمع الدولي
١ أبريل ٢٠٢٣
ترى أوكرانيا أن تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر نيسان/أبريل يمثّل "صفعة في وجه المجتمع الدولي"، فيما وصفت دول غربية الأمر بأنه "كذبة أبريل". فيما شبه سياسي ألماني مخضرم الأمر بمن يولي المسؤولية "للشخص الخطأ".
إعلان
قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن "رئاسة روسيا لمجلس الأمن الدولي صفعة في وجه المجتمع الدولي".
وتولت روسيا اليوم السبت رئاسة مجلس الأمن الذي تتبدل رئاسته بشكل دوري على نحو شهري. وكانت آخر مرة تولت فيها موسكو رئاسة المجلس في فبراير شباط 2022 حينما بدأت قواتها غزوا شاملا لأوكرانيا.
ودعا كوليبا عبر تويتر "الأعضاء الحاليين" للمجلس إلى "التصدي لأي محاولة روسية لإساءة استخدام هذه الرئاسة". وكان كوليبا قد وصف الخميس رئاسة روسيا للمجلس بـ"المزحة السيئة"، قائلا إن "روسيا اغتصبت مقعدها، وهي تشن حربا استعمارية، ورئيسها مجرم حرب مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة خطف أطفال".
زيلينسكي: إفلاس تام
فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لأمر سخيف أن تتولى روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مضيفا أن ذلك يكشف عن "إفلاس تام" للمؤسسة الدولية. وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه في مساء السبت عبر الاتصال المرئي "للأسف... لدينا بعض الأنباء السخيفة والسيئة" مضيفا أن قصفا روسيا أودى بحياة رضيع يبلغ من العمر خمسة أشهر أمس الجمعة. وتابع "في الوقت نفسه تترأس روسيا مجلس الأمن بالأمم المتحدة. من الصعب تصور شيء يبرهن أكثر من ذلك الإفلاس التام لمثل هذه المؤسسات".
لكن هذه الانتقادات لم تمنع موسكو من التأكيد أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف سيقود وفدها إلى الأمم المتحدة هذا الشهر خلفا لموزمبيق. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين الخميس "الحدث الرئيسي الآخر للرئاسة الروسية هو المناقشة المفتوحة رفيعة المستوى لمجلس (الأمن) حول ’تعددية أطراف فعّالة من خلال الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة’. وسيرأس هذا الاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف". ولفتت زاخاروفا إلى أن لافروف يعتزم أيضا ترؤس جلسة مناقشات حول الشرق الأوسط في 25 نيسان/أبريل.
وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة من داعمي كييف الدبلوماسيين، ولا سيما الولايات المتحدة. وعلقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار الخميس "نتوقع أن تواصل روسيا استخدام مقعدها لنشر معلومات مضللة ومحاولة تشتيت الانتباه عن محاولاتها لتبرير أفعالها في أوكرانيا وجرائم الحرب التي يرتكبها أفراد قواتها المسلحة". وأضافت أن "دولة تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بصفاقة وتغزو جارتها لا مكان لها في مجلس الأمن".
كما اعتبرت دول البلطيق الثلاث الداعمة بشدة لأوكرانيا، أن تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي هو "كذبة نيسان". وقالت وزارة الخارجية الليتوانية ساخرة "يوم كذبة نيسان (أبريل) هو يوم مثالي" بالنسبة لروسيا، مضيفة أن "روسيا التي تشن حربا وحشية على أوكرانيا، يمكنها فقط قيادة +مجلس انعدام الأمن+".
وقالت البعثة الدبلوماسية الإستونية لدى الأمم المتحدة إنه من "المخزي والمهين" أن يقود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة روسيا التي يترأسها فلاديمير بوتين وهو "مجرم حرب صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية". من جانبها، تقول روسيا في الأمم المتحدة إنها تواجه "الغرب الجماعي" الذي منعها من التعامل مع دول العالم منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. تأتي الرئاسة الروسية لمجلس الأمن الدولي بعد أسبوع من إعلان فلاديمير بوتين رغبته في نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، حليفه الدبلوماسي الأوروبي الوحيد، ما يعزز مخاوف الغرب.
كما انتقد السياسي الألماني المخضرم يورغين تريتين، تولّي روسيا رئاسة مجلس الأمن، وقال اليوم السبت: إن "الدولة التي تهاجم جارتها أوكرانيا منذ أكثر من عام سترأس الهيئة العليا للحفاظ على السلام العالمي". واستخدم متحدث شؤون السياسة الخارجية للكتلة البرلمانية لحزب الخضر مثلا ألمانيا يقول: "هكذا يُجعَل التيسُ بستانياً"، في إشارة إلى تولي الشخص الخطأ المسؤولية عن أمر ما، لأن التيس سيأكل الأخضر واليابس ويعربد في البستان.
ف.ي/ص.ش (ا.ف.ب، رويترز، د.ب.ا)
في صور.. باخموت مدينة تنزف ..حصن أوكرانيا المنيع أمام روسيا
تحتدم المعارك حول وسط مدينة باخموت شرق أوكرانيا مع تبادل أوكرانيا وروسيا التصريحات بخوض معارك ضارية. الجولة المصورة تسرد قصة المدينة الاستراتيجية منذ بداية الحرب.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
معارك ضارية
مع احتدام المعارك في باخموت شرق أوكرانيا، تبادلت أوكرانيا وروسيا التصريحات بإيقاع خسائر فادحة في صفوف الطرف الآخر..فما قصة المدينة؟ ولماذا تعد حصن أوكرانيا المنيع أمام الروس؟
صورة من: Narciso Contreras/Anadolu Agency/picture alliance
مدينة قبل الكارثة
تعود هذه الصورة إلى ربيع العام الماضي وترمز إلى العائلة والطفولة في باخموت. بيد أنه في مايو / آيار الماضي، اقتربت المعارك من المدينة وتعرضت لهجمات بالمدفعية وغارات جوية من قبل القوات الروسية ما خلف دمارا كبيرا لحق بالكثير من المباني.
صورة من: JORGE SILVA/REUTERS
"فقدنا كل شيء"
تعرضت التجمعات السكنية في شرق باخموت للقصف الروسي للمرة الأولى في ربيع العام الماضي. وبسبب المعارك، نزح الكثير من سكان باخموت ومنهم السيدة هالينا التي قالت للصحافيين وهي تقف أمام منزلها المدمر " لقد شُرّدنا وفقدنا كل شيء وجرى تدمير كل شيء ولا مجال للعودة".
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
عناق أمام أنقاض المدارس
استهدفت الهجمات الروسية المدارس في باخموت. وفي يوليو / تموز الماضي، تعرضت مدرسة للتدمير، لكن لحسن الحظ لم يسفر القصف عن سقوط ضحايا. وأمام أنقاض المدرسة، تبادلت معلمتان العناق وسط حالة من الأسى.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
المباني التاريخية لم تسلم من القصف
خلال القصف الروسي، تعرضت الكثير من البنايات التاريخية في باخموت للتدمير مثل قصر الثقافة وبناية تعود إلى القرن التاسع عشر ومدرسة ثانوية عريقة خاصة بالفتيات. وجرى تدمير الكثير من المباني الحديثة التي تعد أبرز ملامح باخموت.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
النزوح عن باخموت
مع اشتداد المعارك، بقى قرابة أربعة آلاف شخص من باخموت بحلول السابع من مارس / آذار الجاري فيما كان يصل تعداد سكان المدينة قبل الحرب إلى 73 ألفا. وكان ألكسندر هافريس من بين السكان الذين قرروا النزوح عن باخموت حيث توجه وعائلته إلى العاصمة كييف بحثا عن الأمان.
صورة من: Metin Aktas/AA/picture alliance
هدنة هشة
غادر أكثر من 90 في المائة من سكان باخموت والمناطق المحيطة بها. لكن من اضطر إلى البقاء معظمهم مرضى وكبار السن واجهوا ظروفا مأساوية إذ لا يوجد سوى صيدلية واحدة ومحلات تجارية قليلة تفتح أبوابها لساعات قليلة خلال أوقات الهدنة. وعلى وقع ذلك، قدمت منظمات إغاثة ومتطوعون مساعدات إنسانية لمن بقي في باخموت.
صورة من: ANATOLII STEPANOV/AFP/Getty Images
حياة تحت القصف
رغم اشتداد المعارك، اضطر البعض للبقاء داخل باخموت ومنهم هذه السيدة الحامل وزوجها حيث التقطت هذه الصورة لهما أواخر يناير / كانون الثاني الماضي أمام أحد الملاجئ في المدينة. ويحتاج من يريد الدخول إلى باخموت للحصول على تصريح.
صورة من: Raphael Lafargue/abaca/picture alliance
حالة خوف مستمرة
بسبب الهجمات الروسية المتواصلة، يضطر الكثير من سكان باخموت إلى الاختباء داخل الملاجئ خاصة كبار السن ومنهم السيدة المسنة فالينتينا بوندانيركو البالغة من العمر 79 عاما التي لا تستطيع النظر من شرفة منزلها لفترات طويلة خوفا على حياتها.
صورة من: Daniel Carde/Zumapress/picture alliance
الحياة اليومية في القبو
رغم مغادرة أفراد الأسرة إلى أوروبا، إلا أن نينا وزوجها قررا البقاء في باخموت. وفي ذلك، قالت نينا "لقد اعتدنا على سماع صوت دوي الانفجارات". وأكدت نينا أنها وزوجها لن يغادرا المدينة ما دام الجيش الأوكراني موجودا في باخموت.
صورة من: Oleksandra Indukhova/DW
تدهور الوضع الإنساني
تفاقم الوضع الإنساني في باخموت مع بدء القوات الروسية هجومها في الأول من أغسطس / آب الماضي. وعلى وقع ذلك، تعرضت شبكات الكهرباء والهواتف المحمولة للتدمير بسبب القصف فيما بات الحصول على مواد غذائية أمرا صعبا حتى أن بعض المتطوعين أصيبوا في الهجمات.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
هجمات بالمدفعية الثقيلة
أبرز المعارك حول باخموت دارت بين وحدات المدفعية. وحسب تقديرات الجيش الأوكراني فإنه جرى استخدام المدفعية والذخيرة الثقيلة خلال المعارك. وتعرضت باخموت لهجمات من مجموعة "فاغنر" الروسية. ورغم ذلك، يبدي الجيش الأوكراني مقاومة باسلة.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
علم أوكرانيا.. من باخموت إلى الكونغرس الأمريكي
تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 20 من ديسمبر / كانون الأول الجنود الأوكرانيين في باخموت. وقد أخذ معه علما أوكرانيا يحمل توقيعات الجنود الأوكرانيين الذين يحاربون في باخموت. وبعد يومين، زار واشنطن حيث قام بإهداء العلم إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي.
صورة من: Carolyn Kaster/AP Photo/picture alliance
علاج المصابين على جبهات القتال
تواجه الأطقم الطبية التابعة للجيش الأوكراني ظروفا صعبة حيث تضطر إلى علاج المصابين على جبهات القتال. وتعمل هذه الأطقم على إنقاذ المصابين رغم نقص الإسعافات والإمدادات الطبية. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل تعمل هذه الأطقم على ضمان نقل الحالات الحرجة إلى المناطق الآمنة.
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP Photo/picture alliance
مدينة تحت الأنقاض
بسبب القصف واحتدام المعارك، تعرضت 80 في المائة من المنازل في باخموت للتدمير، وفقا للسلطات الأوكرانية. هذه الصورة التقطت في أواخر ديسمبر / كانون الأول الماضي وتظهر تصاعد الأدخنة من المباني المدمرة.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
دمار هائل
في يناير/ كانون الأول الماضي، التقطت الأقمار الاصطناعية صورا لمدينة باخموت تظهر حجم الدمار الذي لحق بها. وجاء في التعليق: "ظلت المدينة مركزا لمعارك طاحنة بين الوحدات الروسية والأوكرانية خلال الأشهر الماضية وتكشف هذه الصور حجم الدمار الذي لحق بالبنايات والبنية التحتية في باخموت".
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
مدينة أشباح
تضررت معظم مباني مدينة باخموت كثيرا بسبب التدمير حيث انهارت الأسقف وجدران المنازل ولم تنجو من القصف إلا واجهات الأبنية. وتظهر هذه الصورة التي التقطت من طائرة مسيرة في 13 من فبراير / شباط الماضي حجم الدمار الذي لحق بالمدينة والتي تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح فيما تغطي الثلوج الأنقاض.
صورة من: AP Photo/picture alliance
الدفاع عن "قلعة باخموت"
مع اشتداد المعارك، تعهد زيلينسكي بالدفاع عن "قلعة باخموت" وهو الأسم الذي أطلقه على المدينة حيث هدد "بتدمير" القوات الروسية التي تطوق المدينة. ورغم ذلك، لم يستبعد مسؤولو حلف "الناتو" احتمال سقوط باخموت في أيدي الروس. دميترو كانيفسكي/ م.ع/ م.أ.م