أوكرانيا تعلن السيطرة على مواقع جديدة في الداخل الروسي
١٣ أغسطس ٢٠٢٤
أكدت أوكرانيا استمرار تقدمها في عمق الأراضي الروسية، بيد أنها شددت على أنها لا تنوي الاحتفاظ بشكل دائم بالأراضي الروسية وأنها ستوقف هجومها إذا وافقت موسكو على "سلام عادل".
إعلان
قالت أوكرانيا، الثلاثاء (13 آب/أغسطس 2024)، إن قواتها سيطرت على 74 منطقة سكنية في كورسك بجنوب روسيا وتوغلت عبر الحدود لمسافة تتراوح بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات خلال الساعات الـ24 الماضية. وكتب الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي على تلغرام: "رغم معارك صعبة وكثيفة، يستمر تقدم قواتنا في منطقة كورسك (...) أوكرانيا تسيطر على 74 بلدة". وأضاف أن أوكرانيا تمكنت من "تجديد" أعداد أسرى الحرب الروس لمقايضتهم بجنودها و"الاستعداد لخطواتنا التالية مستمر".
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي في إفادة للرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الجيش سيطر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على 40 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الجديدة.
وأكدت أوكرانيا الثلاثاء أنها ستوقف هجماتها عبر الحدود إذا وافقت موسكو على "سلام عادل". وقال الناطق باسم الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي في مؤتمر صحافي "سرعة موافقة روسيا على سلام عادل.. ستعجل في وقف هجمات قوات الدفاع الأوكرانية على روسيا".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي إن أوكرانيا لا تحتاج إلى أراض إضافية وترى أن هذه الأراضي بمثابة ورقة مساومة في المفاوضات السلمية المستقبلية. وتابع المتحدث: "نريد حماية أرواح شعبنا".
روسيا تخلي منطقة كورسك مع تقدم أوكرانيا
02:17
وأوضح تيخي أن العملية تهدف إلى منع الهجمات الروسية على منطقة سومي الأوكرانية المجاورة، وعرقلة اللوجستيات الروسية لمنع موسكو من نشر المزيد من القوات على الخطوط الأمامية الرئيسية في منطقة دونيتسك الأوكرانية.
فيما ردت القوات الروسية على القوات الأوكرانية بصواريخ وطائرات مسيرة وهجمات جوية، وهو تحرك قال عنه أحد كبار القادة إنه أوقف تقدم أوكرانيا بعد أكبر توغل في الأراضي الروسية منذ بدء الحرب. وكتب مدونون عسكريون من روسيا عن وقوع معارك ضارية عبر جبهة كورسك إذ حاولت القوات الأوكرانية توسيع نطاق سيطرتها في المنطقة رغم أنهم قالوا إن روسيا تستدعي جنودا وأسلحة ثقيلة وتصدت لكثير من الهجمات الأوكرانية.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لقاذفات سوخوي سو-34 وهي تضرب ما قالت إنها قوات أوكرانية في منطقة كورسك الحدودية، وقالت إنها صدت هجمات على قرى على بعد 26-28 كيلومترا من الحدود. وقالت إن القوات الروسية دمرت في المجمل 35 دبابة أوكرانية و31 ناقلة جند و18 مركبة مشاة قتالية و179 مركبة مدرعة خلال القتال المستمر منذ أسبوع.
مساعدات إضافية من بروكسل
وقامت المفوضية الأوروبية بتحويل مساعدات مالية إضافية لأوكرانيا بقيمة 2ر4 مليار يورو (6ر4 مليار دولار). وذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين على منصة إكس (تويتر سابقا) أن التمويل يستهدف "استمرار عمل الدولة الأوكرانية"، في الوقت الذي تخوض فيه كييف معركة بقاء ضد روسيا. وأضافت أن "أوروبا تقف بشكل راسخ مع أوكرانيا".
وتندرج المساعدات في إطار "خطة أوكرانيا" التي أقرها الاتحاد الأوروبي رسمياً في نيسان/أبريل الماضي وتنص على تقديم مساعدات مالية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو حتى نهاية عام 2027. وبإضافة المبالغ الجديدة، تكون قيمة المبالغ التي حصلت عليها أوكرانيا بموجب هذا البرنامج حتى الآن قد وصلت إلى 12 مليار يورو.
الغاز الروسي يتدفق رغم الحرب
قالت شركات غاز ومؤسسات لتشغيل شبكات نقل اليوم الثلاثاء إن المواجهة العنيفة بين القوات الأوكرانية والروسية بالقرب من خط أنابيب تستخدمه روسيا لتزويد دول أوروبية بالغاز لم يعطل الإمدادات.
وقلص الاتحاد الأوروبي اعتماده على الغاز الروسي بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، فيما ظلت النمسا الدولة الأكثر اعتماداً على الإمدادات الروسية في الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم شركة غازكونيكت النمساوية "لسنا على علم بأي تقلبات في الضغط، وكل التدفقات تمضي وفقا للمتوقع ولا توجد مؤشرات على أي مخالفات".
وذكرت شركة غازبروم اليوم الثلاثاء أن إمدادات الغاز إلى أوكرانيا عبر سودجا الروسية الواقعة على الحدود لا تزال جارية.
ولم يتضح أي جانب يسيطر على بلدة سودجا التي تضخ موسكو من خلالها الغاز من غرب سيبيريا عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
خ.س/ ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.