"أوكرانيا غيت" ـ دبلوماسي بارز يكشف عن ضغوط ترامب على كييف
٢١ نوفمبر ٢٠١٩
كشف دبلوماسي أمريكي تفاصيل جديدة عن ضغوط إدارة الرئيس ترامب لحمل أوكرانيا على إجراء تحقيقات ضد بايدن ونجله. وبينما قال الديمقراطيون إن شهادة السفير عززت قضيتهم في عزل ترامب، قال البيت الأبيض وترامب نفسه إن الشهادة برأته.
إعلان
قال السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي جوردون سوندلاند في شهادته أمام التحقيق الذي يقوده الديمقراطيون ضد ترامب إنه "اتبع أوامر الرئيس" بالعمل مع رودي جولياني المحامي الشخصي لترامب، الذي كان بدوره يدفع أوكرانيا لفتح تحقيقين قد يساعدان ترامب في حملة إعادة انتخابه في 2020.
وأضاف سونلاند إنه أرسل رسالة بالبريد الإلكتروني لمسؤولين من بينهم بومبيو والقائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني ووزير الطاقة ريك بيري في 19 يوليو تموز، مفادها بأن الرئيس الأوكراني الجديد (فولوديمير زيلينسكي) مستعد لطمأنة ترامب بأنه "سيجري تحقيقا كاملا وشفافا" ضد جو بايدن وابنه هنتر و"سيسلك كل الطرق".
وقال سوندلاند عن رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها قبل الاتصال الهاتفي في 25 يوليو تموز بين ترامب وزيلينسكي الذي أدى إلى فتح التحقيق في القضية "الجميع كان جزءا من الأمر. لم يكن سرا".
ويركز التحقيق على المكالمة الهاتفية التي طلب فيها ترامب من زيلينسكي فتح تحقيق فساد مع بايدن وابنه هنتر وفي أمر نظرية لا تستند إلى أساس بأن أوكرانيا وليست روسيا، هي التي تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016. وعمل هنتر بايدن في مجلس إدارة شركة بوريسما الأوكرانية.
وبايدن من المرشحين الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لمواجهة ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني 2020. واتهم ترامب بايدن بالفساد دون تقديم أدلة. ونفى بايدن ارتكاب أي مخالفات.
مسائية DW: هل تطيح قضية "المكالمة الهاتفية" بترامب؟
23:13
ترامب يجب أن ينتهي التحقيق
وردا على ما قاله سوندلاند، قالت ستيفاني جريشام المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان "على الرغم من أن معظم إفادة السفير سوندلاند تتعلق بافتراضاته ومعتقداته، بدلا من الحقائق الصلبة، فقد شهد بأن الرئيس ترامب لم يخبره أبدا أن هناك صلة بين اجتماع في البيت الأبيض أو المساعدات لأوكرانيا والحصول على تصريح علني من الرئيس زيلينسكي".
فيما اعتبر ترامب نفسه منتصرا في أعقاب شهادة سوندلاند أمام الكونجرس، وقال ترامب في تكساس: "لم نفز فقط اليوم بل انتهى الأمر". وأضاف: "أعتقد أن الأمر كان رائعا، وأعتقد أنه يتعين عليهم إنهاؤه الآن". وأكد ترامب على تويتر أن سوندلاند على العكس قد برأه، وطالب بالإنهاء الفوري للتحقيق بهدف عزله. وقال "حملة مطاردة العزل انتهت الآن .. يجب أن تنتهي حملة المطاردة الآن. انها سيئة جدا لبلدنا".
أما الديمقراطيون فقد اعتبروا ان شهادة سوندلاند تدعم بقوة مزاعم اساءة استخدام السلطة التي تبرر عزل ترامب. وقال آدم شيف رئيس اللجنة التي تقود التحقيق "شهادة اليوم هي من بين أهم الأدلة حتى الآن .. فهي تمس قلب مسألة الرشوة إضافة إلى جرائم خطيرة أو مخالفات محتملة".
ويحقق الديمقراطيون أيضا فيما إذا كان ترامب أساء استغلال سلطات منصبه بحجب مساعدات أمنية لأوكرانيا بقيمة 391 مليون دولار كوسيلة للضغط عليها لإجراء التحقيقات التي تصب في صالحه. وقدمت الأموال لكييف في وقت لاحق. وكان الكونجرس قد أقر المبلغ لمساعدة أوكرانيا على محاربة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في الجزء الشرقي من البلاد.
ع.ج.م/ح.ز (أ ف ب، رويترز)
أشهر فضائح رؤساء الولايات المتحدة
لم تكن فضائح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتتالية هي الأولى في تاريخ رئاسات الولايات المتحدة، إذ سبقه في ذلك عدة رؤساء، من بينهم كلنتون وعلاقاته العاطفية في المكتب البيضاوي ونيكسون الذي استقال بعد فضيحة "ووتر غيت".
صورة من: Getty Images/O. Douliery
توماس جفرسون هو الرئيس الثالث للولايات المتحدة (من سنة 1801 ولغاية سنة 1809)، ويعتقد أنه كان يقيم علاقة مع إمرأة من العبيد إسمها سالي هيمينغ وأنه أنجبت منه طفلا واحد على الأقل. وبينت تحاليل الحمض النووي "دي أن أي DNA" أجريت بعد نحو مائتي عام من ولادة الأطفال أن أبوة جفرسون لطفل واحد على الأقل من سالي هيمينغ مرجحة جدا.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archivo
وارن هاردينغ كان الرئيس الـ 29 للولايات المتحدة وشغل المنصب لفترة قصيرة من 1921 ولغاية وفاته في عام 1923. وعرف عن هاردينغ بأنه كان زير نساء حقيقي. وكان مهتما في إقامة العديد من العلاقات العاطفية مع صديقات العائلة. وكان له علاقة مع زوجة أحد أصدقائه القدامى، وللتغطية على ذلك كان يتبرع بسفرات سياحية لعشيقته ولزوجها.
صورة من: picture-alliance/akg-images
ريتشارد نيكسون من الحزب الجمهوري هو الرئيس الوحيد الذي تنحى عن الرئاسة بعد فضيحة "ووترغيت" الشهيرة التي تعد أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا. وبدأت الفضيحة عندما تم الكشف عن عملية تجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى "وتترغيت". واستقال نيكسون في سنة 1974 بعد اكتشاف دوره كمخطط وعارف بالقضية. وفي هذه الصورة الشهيرة لنيكسون يظهر رافعا علامة الانتصار بعد أقل من ساعة من إعلان استقالته.
صورة من: picture-alliance/dpa
حرص رونالد ريغان على جعل الولايات المتحدة "عظيمة" حرفيا، عندما اتخذ سياسات صارمة تجاه الاتحاد السوفيتي. لكنه تعثر سياسيا عندما تم الكشف عن أن وكالة المخابرات الأمريكية كانت تراقب لسنوات تمويل قوات "كونترا" المعارضة في نيكاراغوا والمدعومة من الولايات المتحدة. وكان مصدر هذا التمويل هو تهريب الهيروين إلى بلاده. لكن الكشف عن التفاصيل لم يؤدِ إلى فضيحة رئاسية. ولم يعرف دور ريغان في القضية لغاية اليوم.
صورة من: Reuters/Ronald Reagan Presidential Library
على الرغم من الكشف عن الفضائح الجنسية لبيل كلنتون داخل المكتب الرسمي للرئيس الأمريكي (المكتب البيضاوي) إلا أنه ما زال من أكثر الناشطين في الحياة العامة في الولايات المتحدة. وكادت علاقته الساخنة بالمتدربة مونيكا لوينسكي "أثناء العمل" أن تطيح به من منصبة كرئيس للولايات المتحدة، بيد أن كلنتون نجح سياسيا في تخطي الفضيحة. لكن ماذا تفكر زوجته هيلاري بهذا الخصوص؟
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
أما الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب فيعد ظاهرة فريدة، إذ أنه يتحدث ويتصرف ضد جميع أعراف العمل السياسي – الدبلوماسي تقريبا. ولا يمكن حاليا معرفة فيما إذا كان ترامب "مهرجا – سياسيا" أو "محرضا- خطرا" أو أنه مجرد رجل "مختل عقلي" في السلطة. ومازال ترامب في بداية مرحلته الرئاسية، لكنه من المذهل أن مصطلح "سحب الثقة" أو (Impeachment) صار متداولا منذ الآن في واشنطن.
الكاتب: فالكر فاغينر/ زمن البدري