أوكرانيا ـ انتهاء الهدنة وسط اتهامات متبادلة بين موسكو وكييف
٨ يناير ٢٠٢٣
تزامنا مع إعلان موسكو إنهاء وقف إطلاق النار، أكدت كييف أن الجيش الروسي واصل اعتداءاته واستهدف باخموت ومواقع أوكرانية أخرى، فيما لا يزال الجدل متواصلا في ألمانيا حول نجاعة إرسال برلين لدبابات قتالية إلى كييف.
إعلان
قال مسؤولون أوكرانيون محليون اليوم الأحد (الثامن من يناير/ كانون الثاني 2023) إن قصف روسيا لمناطق بشرق أوكرانيا خلال الليل أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وذلك بعد أن أنهت موسكو وقفا لإطلاق النار أعلنته بمناسبة عيد الميلاد وتعهدها بمواصلة القتال حتى الانتصار على جارتها.
وأمر الرئيس فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضي بوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة على طول خط التماس للاحتفال بعيد الميلاد عند الأرثوذكس في روسيا وأوكرانيا والذي صادف أمس السبت. ورفضت أوكرانيا الهدنة كما تعرض خط المواجهة لعمليات قصف.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فشل وقف إطلاق النار المؤقت الذي أمر به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقال في رسالة عبر الفيديو مساء السبت: "لقد قالوا شيئا عن وقف مفترض لإطلاق النار، لكن الحقيقة هي أن القذائف الروسية ضربت مرة أخرى باخموت ومواقع أوكرانية أخرى". وأضاف زيلينسكي "لقد تم التأكيد مرة أخرى على أن طرد المحتلين الروس من الأراضي الأوكرانية والقضاء على كل الفرص المتاحة لروسيا لممارسة الضغط على أوكرانيا وكل أوروبا هو فقط ما سيعني استعادة وقف إطلاق النار والأمن والسلام".
ويحتفل معظم المسيحيين الأرثوذكس الأوكرانيين تقليديا بعيد الميلاد في السابع من يناير/ كانون الثاني وكذلك المسيحيون الأرثوذكس في روسيا. ولكن الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا سمحت هذا العام أيضا بإقامة احتفال في 25 ديسمبر/ كانون الأول. ومع ذلك، احتفل الكثيرون بالعيد أمس السبت وتوافدوا على الكنائس والكاتدرائيات. وأكد الكرملين من جهته، أن موسكو ستمضي قدما فيما تصفه "بعملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا والتي وصفتها كييف وحلفاؤها الغربيون بأنها عدوان غير مبرر للاستيلاء على الأراضي.
جدل ألماني حول إرسال دبابات لأوكرانيا
من جانب آخر، قال لارس كلينغبايل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، إنه لا يزال متشككا في مطالب تزويد كييف بدبابات ليوبارد الألمانية دون التنسيق بين الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو). وتابع كلينغبايل في مقابلة مع تلفزيون "إر.تي.إل / إن.تي.في" أمس السبت: "لا توجد دولة تقدم دبابات قتال ثقيلة تماثل ليوبارد 1 أو 2".
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم بتحركات وحشية للغاية في أوكرانيا، وأنه ومنذ فترة طويلة يصف الدول الغربية مثل ألمانيا بأنها أطراف في الحرب. وأضاف كلينغبايل "في هذا الصدد، من الصواب أن الأمريكيين والفرنسيين، ونحن أيضا كحكومة اتحادية لألمانيا أن نقيم مرارا وتكرارا مشاركتنا في هذه الحرب".
واعتبر أنه بالنسبة للحكومة الألمانية كان من المهم دائما عدم القيام بذلك بمفردها عندما يتعلق الأمر بالمساعدات العسكرية لأوكرانيا. وفي تحول كبير في السياسة هذا الأسبوع، قال المستشار أولاف شولتس إن برلين ستزود أوكرانيا بحوالي 40 ناقلة جند مدرعة من طراز ماردير وبطارية صواريخ باتريوت بعد أن أمضت شهورا في رفض الطلب المقدم من كييف.
جاء هذا الإعلان في بيان مشترك مع الولايات المتحدة، بعد أن أجرى شولتس محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن. لكن شولتس ، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، لم يصل إلى حد التعهد بتقديم دبابات ليوبارد القوية، حتى مع قيام بعض أعضاء حكومته الائتلافية الثلاثية بتكثيف الضغط في هذا الصدد.
ح.ز/ ع.غ (رويترز/ د.ب.أ)
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة