أوكرانيا ـ تصعيد عسكري متبادل قبيل محادثات السلام في جدة
١١ مارس ٢٠٢٥
في أجواء من التفاؤل الحذر استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كلا من الرئيس الأوكراني ووزير الخارجية الأمريكي قبيل اجتماع مفصلي تشارك فيه روسيا حول الحرب، وسط تصعيد ميداني وهجمات متبادلة خلال الساعات الماضية.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في استقباله للرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي (العاشر من مارس 2025)صورة من: Saudi Press Agency/REUTERS
إعلان
أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن تفاؤله قبيل المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن إنهاء الحرب التي بدأتها روسيا قبل أكثر من ثلاث سنوات. وقال روبيو إنه يشعر بـ"التفاؤل" قبل المحادثات المقررة اليوم (الثلاثاء 11 مارس/ آذار 2025) في مدينة جدة السعودية.
وأضاف في حديثه لصحفيين مرافقين له خلال رحلته إلى جدة: "أشعر بالتفاؤل حيال ذلك، أعني أننا لم نكن لنأتي إن لم نكن كذلك." وأوضح أن العامل الحاسم في الاجتماع سيكون مدى استعداد الأوكرانيين لـ "اتخاذ قرارات صعبة"، تماما كما سيكون على الروس فعل ذلك لإنهاء الحرب.
وناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اجتماعه الاثنين مع ماركو روبيو الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وذكرت وكالة الانباء السعودية "واس" ان ولي العهد استعرض مع وزير الخارجية الامريكي "العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وفرص تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات."
وبحث الجانبان السعودي والأمريكي "مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر بشأنها، والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار". وهذه هي الزيارة الثانية لوزير الخارجية الأمريكي إلى السعودية، خلال أقل من شهر، وبحسب المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، فإن الوزير سيلتقي مع الوفد الأوكراني، لبحث تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.
كييف ستطرح هدنة جزئية مع موسكو
من المتوقع أن تعرض كييف في محادثات جدة اليوم الثلاثاء خطة لوقف إطلاق نار جزئي مع روسيا، في مبادرة تأمل منها كييف أن تستعيد دعم البيت الأبيض الذي يطالبها، منذ عاد إليه الرئيس دونالد ترامب، بتقديم تنازلات مريرة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. ويعتبر المراقبون هذه المحادثات الأكثر أهمية منذ المشادة الكلامية الصادمة في البيت الأبيض في 28 شباط / فبراير، عندما وبّخ ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسبب ما اعتبره نكرانا للجميل الأميركي.
وقال مسؤول أوكراني لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر اسمه "لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو ووقف إطلاق النار في البحر، لأنّ هذين هما خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما ومن الممكن البدء بهما". وقال مارك روبيو "لا أقول إن هذا الأمر وحده يكفي، لكنه نوع من تنازل ضروري بهدف وضع حدّ للنزاع". وتابع "لن تحصل على وقف إطلاق النار ونهاية لهذه الحرب ما لم يقدم الجانبان تنازلات". وقال روبيو "لا يمكن للروس احتلال كل أوكرانيا ومن الواضح أنه سيكون من الصعب للغاية على أوكرانيا في أي فترة زمنية معقولة إجبار الروس على العودة إلى حيث كانوا في عام 2014"، في إشارة إلى وقت الهجوم الجزئي والاستيلاء الروسي على شبه جزيرة القرم.
ومنذ تلك المشادة الكلامية في البيت الأبيض، علّقت واشنطن المساعدات العسكرية لأوكرانيا وكذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الصناعية في محاولة منها لإجبار كييف على الجلوس على طاولة المفاوضات. غير أن روبيو قال إن الولايات المتحدة لم تقطع المعلومات الاستخباراتية عن العمليات الدفاعية. وغادر زيلينسكي البيت الأبيض دون التوقيع على اتفاق طالب به ترامب من شأنه أن يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى قدر كبير من الثروة المعدنية في أوكرانيا كتعويض عن إمدادات الأسلحة السابقة. وقال زيلينسكي إنه لا يزال على استعداد للتوقيع، رغم أن روبيو قال إنّ الأمر لن يكون محور محادثات الثلاثاء.
إعلان
تصعيد عسكري متبادل بين روسيا وأوكرانيا
قال رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين اليوم الثلاثاء إن الدفاعات الجوية الروسية صدت أكبر هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على العاصمة الروسية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 337 طائرة مسيرة أوكرانية الليلة الماضية، من بينها 91 فوق منطقة موسكو. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن أوكرانيا نفذت الهجوم قبل زيارة الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للعاصمة الروسية اليوم الثلاثاء. وسقط قتيل واحد على الأقلّ وثلاثة جرحى في الهجوم الأوكراني "الضخم" حسب التوصيف الروسي.
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.
صورة من: Ukraine Presidency/ZUMA/picture alliance
15 صورة1 | 15
من جهتها، أعلنت روسيا الأحد السيطرة على قرية في منطقة سومي بشمال أوكرانيا، في أول تقدم من نوعه منذ 2022، في وقت تواجه قوات كييف وضعا صعبا في منطقة كورسك الروسية المقابلة عبر الحدود. كذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعادة أربع قرى في منطقة كورسك التي تسيطر أوكرانيا على جزء صغير منها منذ هجوم شنته في صيف 2024، على أمل استخدامه كورقة مقايضة في مفاوضات مع روسيا.