أوكرانيا ـ واشنطن تسمح باستخدام أسلحة أمريكية لضرب روسيا
٣١ مايو ٢٠٢٤
سمحت واشنطن لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية ضد أهداف على الأراضي الروسية للدفاع عن مدينة خاركيف. وتعهدت ألمانيا بتقديم مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 500 مليون يورو لأوكرانيا.
إعلان
أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا لضرب أهداف في الأراضي الروسية بالقرب من منطقة خاركيف، ضمن شروط معينة، بعدما كان معارضاً لذلك، وفق ما أعلن مسؤول أميركي الخميس (30 أيار/مايو 2024).
وقال المصدر إن "الرئيس كلّف فريقه التأكّد من قدرة أوكرانيا على استخدام أسلحة أميركية لشنّ هجوم مضادّ في منطقة خاركيف، وذلك للردّ عندما تهاجمها القوات الروسية أو تستعدّ لمهاجمتها"، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة لا تزال تعارض تنفيذ ضربات أوكرانية في عمق الأراضي الروسية. وتابع "موقفنا من حظر استخدام صواريخ أتاكمس ومنع الضربات في عمق روسيا لم يتغيّر".
ويصل مدى صواريخ أتاكمس البعيدة المدى التي زوّد بها الأميركيون أوكرانيا إلى 300 كلم.
وباتت خاركيف الواقعة شرقي أوكرانيا هدفاً لقصف شبه يومي يُشنّ خصوصاً من الأراضي الروسية. وروسيا التي شنّت هجوماً في هذه المنطقة في أوائل أيار/مايو تحرز تقدما ميدانياً في مواجهة الجيش الأوكراني الذي يعاني من نقص في العديد والذخائر.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ألمح الأربعاء إلى أنّ الولايات المتّحدة غيّرت موقفها في ما يتعلق بالضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية. وقال للصحافيين خلال زيارة لمولدافيا، الدولة المتاخمة لأوكرانيا، إنّه "في وقت تغيّرت فيه الظروف، وتغيّرت فيه ساحة المعركة، وبينما غيّرت روسيا الطريقة التي تدير بها عدوانها، فإنّنا قد تكيّفنا وأنا مقتنع بأنّنا سنواصل القيام بذلك".
ويأتي تبديل بايدن لموقفه بعد أسابيع من مباحثات لم يكشف عنها بين البيت الأبيض ومسؤولين كبار في الجيش الأميركي ووزارة الخارجية، في أعقاب بدء الهجوم الروسي على منطقة خاركيف في 10 أيار/مايو. وطلبت كييف في 13 منه السماح لها باستخدام أسلحة أميركية لضرب أهداف في الأراضي الروسية، وأعطى بايدن موافقة مبدئية على ذلك في 15 أيار/مايو.
وعقد الرئيس الأميركي بعد ذلك اجتماعاً مع وزير خارجيته الذي زار كييف في وقت سابق من أيار/مايو، قبل أن يثبت في الأيام الماضية قراره الذي بقي سرياً الى أن أصبح نافذاً الخميس.
أوكرانيا تطالب حلف الناتو بتوفير مظلة دفاع جوية تشمل أغلب أراضيها، وألمانيا متحفظة
01:30
وأكد البيت الأبيض لأوكرانيا أن الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الأميركية ضد أراضي روسيا يرتبط حصراً بأهداف قريبة من الحدود بين البلدين والتي قد تكون موسكو تستخدمها لشنّ هجمات. وشدد المسؤولون الأميركيون على أنهم كانوا يتوقعون شنّ روسيا هجوماً جديداً، لكن تمّت عرقلته بفضل تدفق الأسلحة الأميركية الجديدة، ما يحول دون امكانية سقوط مدينة خاركيف.
ماذا عن مواقف الحلفاء؟
وتزايدت في الآونة الأخيرة المطالبات بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب الأراضي الروسية. ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مستهل اجتماع يستمر يومين لوزراء خارجية دول الحلف الخميس إلى السماح لكييف بذلك. وقال "في الأسابيع والأشهر الأخيرة، وقعت غالبية المعارك العنيفة على امتداد الحدود بين روسيا وأوكرانيا". وأضاف "لذا أعتقد أن الوقت حان لإعادة النظر في بعض تلك القيود لتمكين الأوكرانيين من الدفاع حقاً عن أنفسهم".
وبدا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدّل موقفه الثلاثاء عندما قال إنه ينبغي السماح لأوكرانيا بـ"تحييد" قواعد في روسيا تستخدم لشن ضربات. في المقابل، تؤكد دول حليفة من بينها بريطانيا وهولندا إن لكييف الحق في استخدام أسلحة تلك الدول لضرب أهداف عسكرية في روسيا.
غير أن المستشار الألماني أولاف شولتس أكد أن على أوكرانيا التحرّك ضمن حدود القانون، وأن برلين لم تزوّد كييف بالأسلحة لاستخدامها في ضرب روسيا.
وتعهّد وزير الدفاع الألماني الخميس تقديم حزمة مساعدات عسكريّة جديدة بقيمة 500 مليون يورو لأوكرانيا التي تُكافح في ساحة المعركة ضدّ القوّات الروسيّة، حسب ما قال متحدّث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس.
وذكر المتحدّث أنّ وزير الدفاع بوريس بيستوريوس أعلن عن هذه المساعدة خلال زيارة غير مُعلنة لمدينة أوديسا الساحليّة جنوبي أوكرانيا حيث أجرى محادثات مع نظيره رستم أوميروف. وأشار المتحدّث إلى أنّ الحزمة تشمل عمليّات تسليم في مجال "المدفعيّة والدفاع الجوّي والطائرات بلا طيّار والحماية (...)".
وبحسب تصريحات لبيستوريوس نقلتها وسائل إعلام ألمانيّة، فإنّ هذه الحزمة من الأسلحة، وبعضها جاهز للتسليم، تشمل عدداً كبيراً من الصواريخ لأنظمة الدفاع الجوّي المتوسّطة المدى من طراز إيريس-تي إس إل إم.
خ.س/ح.ز(أ ف ب، د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.