أوكرانيا.. قتال شرس مع دخول الاستفتاءات الروسية يومها الأخير
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٢
يوم حاسم في مسار الحرب في أوكرانيا، فالثلاثاء يصادف اليوم الأخير لاستفتاء دعت إليه روسيا لضم أربع مناطق تسيطر عليها كليّاً أو جزئيّاً في بلادٍ غزتها، مثيرة غضب الدول الغربية التي وعدت بردٍّ قوي في حال ضمها.
إعلان
منذ الجمعة الماضية، تجرى استفتاءات في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا في الشرق الخاضعتين للاحتلال الروسي، وذلك لضم هذه المناطق رسميا وسط تنديد أوكرانيا وحلفاؤها باستفتاءات "زائفة".
من جهتها، تعهدت دول مجموعة السبع بـ"عدم الاعتراف مطلقاً" بنتائج هذه الانتخابات، كما تعهدت واشنطن، بردٍّ "سريع وقاس" من خلال فرض عقوبات اقتصادية إضافية في حال ضمّ هذه المناطق على غرار ما حصل مع شبه جزيرة القرم في آذار/مارس 2014.
أما الصين شريكة موسكو الكبرى فقد دعت إلى احترام "وحدة أراضي كل الدول" من دون أن تندد بهذه الاستفتاءات.
إلا أن هذه الانتقادات والتهديدات لم تردع موسكو التي نظمت على عجل الأسبوع الماضي هذه الاستفتاءات ردّاً على المكاسب العسكرية الأوكرانية بما في ذلك استعادة الجزء الأكبر من منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، وفتحت مئات مراكز اقتراع في المناطق الأربع وفي روسيا لكي يصوّت النازحون.
وأكدت السلطات الروسية أن "نتائج مؤقتة" ستعلن مساء الثلاثاء (27 سبتمبر/ أيلول 2022)، ومن المنتظر أن يلي ذلك تصويت البرلمان الروسي على قانون يشرّع ضمّ المناطق الأربع.
قتال عنيف
إلى ذلك، رافق قتال عنيف هذه الاستفتاءات في مناطق مختلفة من أوكرانيا، اشتدت حدته الثلاثاء. فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن منطقة دونيتسك في الشرق لا تزال تمثل أولوية استراتيجية قصوى لبلاده، ولروسيا أيضا، وسط محاولات للقوات الروسية التقدم جنوباً وغرباً.
ووقعت اشتباكات أيضا في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، محور هجوم أوكرانيا المضاد هذا الشهر. وواصلت القوات الأوكرانية حملة لإخراج أربعة جسور ومعابر نهرية أخرى من الخدمة بهدف تعطيل خطوط الإمداد للقوات الروسية في الجنوب.
وفقاً معلومات غير موثقة، قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية الثلاثاء إن هجومها المضاد في خيرسون "كبّد العدو خسائر بلغت 77 جنديا وست دبابات وخمسة مدافع هاوتزر وثلاثة أنظمة مضادة للطائرات و14 عربة مدرعة".
موازاة لذلك تواصلموسكوتعبئة جزئية لجنود الاحتياط من أجل تجنيد نحو 300 ألف عسكري لتعزيز صفوفها. وعلى الأرض تكثفت الهجمات الروسية بمسيّرات إيرانية في الأيام الأخيرة ولا سيما فوق أوديسا التي تضم مرفأ كبيراً على البحر الأسود حيث ضربت طائرتان "انتحاريتان" منشآت عسكرية الاثنين ما تسبب بحريق كبير وانفجار ذخائر وفقاً لما أعلنت عنه القيادة العسكرية الأوكرانية.
روسيا تنظم "استفتاءات صورية".. ما الذي سيترتب عنها؟
27:11
مساعدات أمريكية إضافية
وفي ذات السياق، أشارت تقارير إعلامية متطابقة إلى أن الكونغرس الأمريكي يتجه نحو المصادقة على إمداد كييف بمساعدات عسكرية واقتصادية جديدة استجابة لطلب تقدمت به إدارة الرئيس جو بايدن.
وتحدثت التقارير عن تمويل بقيمة 4.5 مليار دولار لتوفير قدرات دفاعية وعتاد لأوكرانيا، بالإضافة إلى 2.7 مليار دولار لمواصلة الدعم العسكري والاستخباراتي وغيره من أشكال الدعم الدفاعي. كما سيشمل 4.5 مليار دولار لمواصلة تقديم دعم مباشر لميزانية حكومة كييف خلال الربع القادم.
وكان بايدن قد طلب هذا الشهر من الكونغرس تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية طارئة جديدة لأوكرانيا بمجموع 11.7 مليار دولار ضمن مشروع قانون الإنفاق المؤقت.
و.ب/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
أوكرانيا.. الحرب تهدد سبعة مواقع للتراث الإنساني
مع استمرار الحرب المدمرة في أوكرانيا، دعت اليونسكو إلى حماية التراث الثقافي لأوكرانيا، بما في ذلك المواقع السبعة المدرجة على قائمتها للتراث العالمي. نتعرف على هذه المواقع في هذه الجولة المصورة!
صورة من: Brendan Hoffman/Getty Images
كييف: كاتدرائية القديسة صوفيا ودير بيشيرسك لافرا
بُنيت الكاتدرائية التي تعود إلى القرن الحادي عشر لتنافس آيا صوفيا، الواقعة في إسطنبول. الفسيفساء واللوحات الجدارية مازالت تحتفظ بكامل رونقها وروعتها حتى يومنا هذا. كان لكاتدرائية القديسة صوفيا في كييف تأثير كبير على الطراز المعماري للكنائس الأخرى. ساعدت ودير بيشيرسك لافرا الكهفي القريب منها على أن تصبح كييف مركزاً للديانة الأرثوذكسية.
صورة من: Brendan Hoffman/Getty Images
تشيرنيفتسي: مقر أبرشية بوكوفينا ودالماتيا
يُظهر مقر الزعيم الروحي لأبرشية بوكوفينا ودالماتيا الأرثوذكسية التأثيرات البيزنطية والقوطية والباروكية. يعكس المبنى الهوية الدينية والثقافية المتنوعة للإمبراطورية النمساوية-المجرية. تم بناء المجمع من 1864 إلى 1882.
صورة من: maxpro/imago images
لفيف: مركز تاريخي
تقع لفيف في غرب أوكرانيا، تأسست المدينة في العصور الوسطى المتأخرة وكانت لعدة قرون مركزاً مهماً للإدارة والدين والتجارة. يتضح هذا من خلال دور العبادة لمختلف الطوائف الدينية. المباني الباروكية متميزة؛ إذ تعكس التناغم بين طراز أوروبا الشرقية في البناء والتأثيرات الألمانية والإيطالية عليه.
صورة من: CSP_OleksandrLysenk/imago images
قوس ستروف الجيوديسي
يمتد قوس ستروف على مسافة 2821 كيلومتراً من البحر الأسود في أوكرانيا إلى هامرفست بالنرويج. على طول هذا الطريق، قام عالم الفلك فيلهلم ستروف بقياس الكرة الأرضية واستنبط الشكل الدقيق للأرض، الأمر الذي اعتبر إنجازاً علمياً عظيماً تم تكريمه باعتباره تراثاً ثقافياً عالمياً. تُظهر الصورة النصب التذكاري للقوس في النرويج.
صورة من: The Print Collector/Heritage-Images/picture alliance
خيرسونيس: "مكة الروسية"
تأسست مدينة خيرسونيس في القرن الخامس قبل الميلاد. تقع أطلالها بالقرب من سيفاستوبول في جنوب غرب شبه جزيرة القرم، والتي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014. يشتمل الموقع على آثار مسيحية وبقايا مستوطنات من العصرين الحجري والبرونزي. كروم العنب محفوظة بشكل جيد حتى اليوم. ونقلت مواقع إعلامية عن بوتين نيته تحويل خيرسونيس إلى "مكة الروسية"، وذلك يعود إلى أن اعتناق روسيا للديانة المسيحية قد بدأ منها.
صورة من: OLGA MALTSEVA/AFP/Getty Images
كنائس خشبية في جبال الكاربات
يتكون موقع التراث العالمي هذا من إجمالي 16 كنيسة أو كنيسة "تسركفاس"، تتوزع في سلسلة جبال الكاربات، التي تمتد عبر أوكرانيا وبولندا. تم بناء كنائس "تسركفاس" الخشبية بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر من قبل الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية-اليونانية. إنها مثال على تقاليد البناء بالخشب في البلدان السلافية. كما تشتهر أيضاً بتصاميمها الداخلية.
صورة من: Serhii Hudak/Ukrinform/imago images
غابات الزان في جبال الكاربات
يوجد أيضاً في غرب أوكرانيا تراث طبيعي عالمي، وهي غابات الزان وغابات الزان البدائية. يشمل التراث الطبيعي العالمي لليونسكو بأكمله 94 موقعاً في 18 دولة. انتشرت غابات الزان هنا بعد العصر الجليدي الأخير منذ 11000 عام وهي الآن جزء مهم من النظام البيئي الطبيعي والمعقد في جبال الكاربات.
كريستينا بوراك/خ.س