أعلنت ألمانيا عدم رغبتها بالمشاركة في أي مهمة عسكرية محتملة بأوكرانيا تزامنا مع كشف فرنسا عن التزام 26 دولة بتشكيل "قوة طمأنة". فما أهداف القوة؟ وبما ردت كييف؟
أكد فريدريش ميرتس خلال اجتماع "تحالف الراغبين" أن الأولوية يجب أن تتركز أولا على تمويل وتسليح وتدريب القوات المسلحة الأوكرانية.صورة من: Ludovic Marin/AFP
إعلان
أعلنت ألمانيا أنها لا ترغب في الوقت الحالي في الالتزام بالمشاركة في أي مهمة عسكرية محتملة في أوكرانيا بعد التوصل إلى حل تفاوضي لإنهاء الحرب، حسبما أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان كورنيليوس اليوم الخميس (الرابع من سبتمبر/أيلول 2025).
وقال الناطق إن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أكد خلال مشاورات حلفاء أوكرانيا في إطار "تحالف الراغبين" أن الأولوية يجب أن تتركز أولا على تمويل وتسليح وتدريب القوات المسلحة الأوكرانية.
وأضاف ميرتس أن ألمانيا أصبحت حاليا الشريك الأهم لكييف، وأنها مستعدة أيضا لتوسيع نطاق هذا الدعم.
وبشأن القيام بأي دور عسكري، أوضح كورنيليوس أن ألمانيا "ستقرر في الوقت المناسب، عندما تتضح الظروف الإطارية"، مشيرا إلى أن ذلك يتعلق بعدة أمور من بينها "طبيعة وحجم المشاركة الأمريكية وكذلك نتيجة العملية التفاوضية".
ولفت كورنيليوس مجددا إلى أن الكلمة الأخيرة في أي عملية يشارك فيها الجيش الألماني هي للبرلمان الألماني.
وأضاف المتحدث أن الشركاء الأوروبيين أعربوا عن أملهم في أن تواصل الولايات المتحدة مشاركتها بشكل فعال في "الجهود المشتركة لدعم أوكرانيا وصياغة ضمانات أمنية وتشكيل عملية دبلوماسية مثمرة".
قال الرئيس الفرنسي إن هدف تشكيل "قوة طمأنة" ليس أن "تخوض حربا ضد روسيا".صورة من: Ludovic Marin/AFP
"قوة طمأنة"، ما هي؟
تزامن هذا مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن 26 دولة، خصوصا أوروبية، التزمت بالمشاركة في "قوة طمأنة" في إطار وقف محتمل لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وذلك عبر نشر قوات في أوكرانيا أو من خلال المشاركة برا أو بحرا أو جوا.
إعلان
وقال الرئيس الفرنسي للصحفيين بعد الاجتماع إن "ليس هدف هذه القوة أن تخوض حربا ضد روسيا".
وبعد مباحثات عبر الفيديو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال ماكرون إن "الدعم الأمريكي" لهذه "الضمانات الأمنية" لكييف سيتبلور "في الأيام المقبلة"، وإن الأمريكيين "كانوا في غاية الوضوح" بشأن مشاركتهم.
وقال ماكرون إن ألمانيا وإيطاليا وبولندا "من بين الدول الـ26 المساهمة التي حددت دعمها، إما لتدريب الجيش الأوكراني، وإما لضمان الأمن براً وجواً وبحراً".
قالت أورزولا فون دير لاين إنه من الضروري أن تصبح أوكرانيا حصنا منيعا أمام المعتدين حاليا ومستقبلا.صورة من: Sarah Meyssonnier/REUTERS
التلويح بعصا العقوبات
وذكر ماكرون بأن الضمانات الأمنية "تهدف أولا إلى ضمان عدم وجود أي قيود على حجم أو قدرات الجيش الأوكراني خلال المفاوضات.. هذا ما ندافع عنه، وما سندافع عنه حتى النهاية".
وأوضح ماكرون أن الأوروبيين سيفرضون عقوبات جديدة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة" إذا واصلت موسكو رفض إحلال السلام في أوكرانيا، لافتا إلى أنه ستكون هناك "اتصالات جديدة بين الأمريكيين والروس".
من جانبه، أكد ميرتس أنه إذا واصلت روسيا اللعب على عنصر الوقت، فإن أوروبا ستزيد من الضغط عبر العقوبات لتعزيز فرص التوصل إلى حل دبلوماسي، بحسب الناطق باسم الحكومة.
ولقي كشف النقاب عن "قوة طمأنة" إشادة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اعتبر الأمر بمثابة خطوة "أولى ملموسة".
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي مشترك في باريس مع نظيره الفرنسي، لقد "وافقت 26 دولة على توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا. أعتقد أن هذه أول خطوة جدية ملموسة من هذا القبيل منذ مدة طويلة".
وقال زيلينسكي "إننا نعتمد على شبكة الأمان الأمريكية".
بدورها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين على ضرورة أن تصبح أوكرانيا حصنا منيعا أمام المعتدين حاليا ومستقبلا.
وأضافت المسؤولة الأوروبية في بيان عقب اجتماع مع "تحالف الراغبين" أن "هذا يعني وجود قوات مسلحة قوية وحديثة وجيدة التجهيز. وتسرع صناعاتنا الدفاعية من وتيرة التعاون لتحقيق ذلك".
تحرير: عادل الشروعات
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.