1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوكرانيا.. تحديات إعادة الإعمار على طاولة مؤتمر برلين

١١ يونيو ٢٠٢٤

فيما تستمر روسيا في تدمير محطات الطاقة والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا، تفكر كييف في إجراء الإصلاحات الطارئة والمستعجلة تمهيدا لتفعيل مقررات مؤتمر برلين لإعادة بناء أوكرانيا، والذي ينطلق مع تحديات وأسئلة صعبة.

آثار الدمار في دار للنشر في خاركيف بعد قصف روسي 23.05.2024
تركز روسيا في هجماتها على تدمير البنية التحتية المدنية وخاصة في المدن الكبيرة مثل خاركيفصورة من: Andrii Marienko/AP Photo/picture alliance

الهجوم الروسي على متجر كبير للأدوات والأجهزة المنزلية ومعدات الديكور والأعمال اليدوية ومواد البناء في حي سكني بمدينة خاركيف، يحمل دلالة رمزية ساخرة، وهي أن روسياتريد أن تقتل كل أمل في إعادة البناء. نشر وزير الخارجية الأوكراني صورا للمتجر المدمر على موقع إكس، تويتر سابقا، تظهر مواطنين وحرفيين يشترون مواد بناء لإعادة بناء منازل ومعامل صغيرة.

لكن رغم ذلك، تحاول الحكومة الألمانية بث الأمل في نفوس الأوكرانيين لإعادة البناء. ومع انطلاق مؤتمر برلين لإعادة إعمار أوكرنيا، اليوم الثلاثاء (11 يونيو حزيران 2024) توقعت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه أن يرسل المؤتمر إشارة قوية للتعاون.

فمنذ العام الماضي يحضر المسؤولون في برلين وكييف لمؤتمر "تعافي أوكرانيا 2024" الذي يعقد في برلين يومي 11 و12 يونيو/ حزيران المقبل، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبمشاركة 1500 شخص على الأقل من الدول الداعمة لأوكرانيا، بالإضافة إلى وفد كبير من المسؤولين الأوكرانيين.

لكن تكثيف روسيا لهجماتها وقصفها البينة التحتية المدنية وتدمير محطات توليد الطاقة والحرارة، منذ بداية مارس/ آذار، جعل الهوة تتسع أكثر وأكثر بين مؤتمر برلين القادم وما تحتاجه أوكرانيا الآن من مساعدات طارئة عاجلة.

مساعدة عاجلة لتأمين الطاقة

لا يمكن لأوكرانيا الآن سوى "الرد على الدمار" يقول الخبير الاقتصادي روبرت كيرشنر، في حوار مع DW، والذي يعمل لصالح وكالة برلين للاستشارات الاقتصادية منذ 15 عاما في أوكرانيا بما في ذلك بطلب من الحكومة الألمانية، وهو المستشار الأشهر لشؤون أوكرانيا في ألمانيا.

ويقول كيرشنر "ما ينبغي أن نفعله الآن هو دعم أوكرانيا للحفاظ على إمدادات الطاقة والبنية التحتية الحيوية، وأن نرى في نفس الوقت أن عجلة الاقتصاد تدور، ما أمكن ذلك". ويجب التركيز على قطاع الطاقة.

وأعلنت شركة DETEK الأوكرانية للطاقة أن روسيا دمرت حتى الآن 90 بالمائة من "قدرة التوليد الأحفوري" للشركة التي يملكها الملياردير الأوكرني رينات أخميتوف. وتؤمن محطات التوليد التابعة للشركة 40 بالمائة من حاجة أوكرانيا للكهرباء.

زيلينسكي يناشد الحلفاء الغربيين لتعزيز الدفاعات الجوية

02:00

This browser does not support the video element.

يجب أن تحدد أوكرانيا أولويات إمدادات الطاقة

قبل قصف روسيا للمتجر الكبير في خاركيف، عقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، اجتماعا في المدينة "للتحضير لفترة فصلي الخريف والشتاء".

يتعين على أوكرانيا أن تعود إلى تقنين إمدادات الكهرباء بعد فترة تشغيل طبيعية نهاية عام 2023. ويتعلق الأمر من جديد بتحديد من وفي أي أوقات يحصل على الكهرباء، ومتى لا. "المرافق الحيوية والمستشفيات والشركات العسكرية والشركات التي تنفذ مهام التعبئة، لها الأولوية في الحصول على الكهرباء" قال رئيس الوزراء الأوكراني بعد الاجتماع في خاركيف.

توقعات كارثية بالنسبة للشتاء

يخشى الخبير في شؤون أوكرانيا روبرت كيرشنر، أن يكون إصلاح محطات توليد الحرارة صعبا حتى ذلك الحين. ويشير إلى أنه في مدن أوكرانيا الكبيرة تلعب محطات الطاقة الحرارية دورا كبيرا منذ الحقبة السوفياتية قبل استقلال البلاد. ويقول "من المتوقع أن نواجه مشكلة مع إمدادات التدفئة في الشتاء، لقد تم تدمير جزء كبير منها" ويضيف "نحن لا نلاحظ ذلك الآن، أو ربما لأنه لا يزعجنا الآن في الصيف. لكن يمكن أن تحدث مشكلة كبيرة في الشتاء. وإذا لم يتم حل المشكلة، فربما سيتعين علينا التعامل مع حركة نزوح جديدة".

فبعدهجمات روسيا الأخيرة على شمال خاركيف، نزح أكثر من 11 ألف شخص لإنقاذ حياتهم. وتظهر صور الأقمار الصناعية عشرات الجثث في شوارع قرية في المناطق التي سيطرت عليها روسيا.

"لا يريد المرء تصور ما سيحدث، في حال انهيار إمدادات الصرف الصحي في مدينة كبيرة. هنا يجب تحضير خطط طوارئ"، يقول خبير الاقتصاد والطاقة روبرت كيرشنر، قبل انعقاد مؤتمر إعادة البناء في برلين.

روبرت كيرشنر: الهجمات مستمرة، والدمار مستمر. هذا يعني أن تكاليف إعادة البناء تستمر في الارتفاعصورة من: Berlin Economics

"مبادرة العمالة الماهرة" من أجل أوكرانيا

في الواقع، يأمل منظمو المؤتمر الألمان في وضع الخطوط الرئيسية خلال يومي المؤتمر في برلين، لإعادة بناء أوكرانيا بعد النهاية المأمولة للحرب. وتحت عنوان "الأبعاد الإنسانية" سيركز المؤتمر على "الارتقاء الاجتماعي ورأس المال البشري لمستقبل أوكرانيا".

كما تم إدراج قضية كيفية حشد رأس المال الخاص لإعادة البناء في صدارة أجندة وزيرة مساعدات التنمية سفينيا شولتسه، التي تنظم وزارتها المؤتمر بالتعاون مع وزارة الخارجية الألمانية. وقالت شولتسه في برلين في نهاية أبريل/ نيسان إنها ملتزمة بـ "مبادرة دولية للعمالة الماهرة من أجل أوكرانيا". وأضافت "لا يمكنك تدمير معرفة المرء كيفية إعادة بناء شبكة الكهرباء" في إشارة منها إلى الهجمات الروسية المتواصلة على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.

لا رد على مبادرة باتريوت الألمانية

خلال التحضير لمؤتمر تأهيل العمالة المتخصصة في برلين، ألح سفير أوكرانيا على تزويد بلاده بالمزيد منأنظمة الدفاع الجوي من 50 دولة داعمة لأوكرانيا بقيادة الولايات المتحدة. وقال إن بلاده تحتاج "على الأقل سبعة أنظمة باتريوت جديدة".

فالبنية التحتية التي تتم حمايتها بنجاح بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الغربية، يجب ألا يعاد بناؤها. وبالضبط هنا تتعثر الأمور بين كييف والداعمين الغربيين.

وجهت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وزميلها وزير الدفاع بوريس بيستوريوس نداء مشتركا إلى الشركاء في الناتو لإرسال المزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا، لحماية المزيد من المدن الكبرى مثل خاركيف. ومضت ألمانيا قدما بإرسال نظام باتريوت آخر، لكن منذ ذلك الحين يسود الهدوء.

مضت ألمانيا قدما في تزويد أوكرانيا بنظام باتريوت آخر للدفاع الجوي رغم تردد الحلفاء الغربيين صورة من: BildFunkMV/IMAGO

تكاليف إعادة البناء تواصل الارتفاع

قبل فترة وجيزة من الهجوم الروسي على مناطق سكنية ومتجر مواد البناء في خاركيف، بدا وزير الدفاع الألماني،بوريس بيستوريوس، في حيرة من أمره بشأن هذا الموضوع. فعلى هامش زيارته إلى ليتوانيا المجاورة لروسيا والتي هي عضو في الناتو، سألته صحافية: لماذا لا تزال دول أخرى في أوروبا تنتظر تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي؟ فأجاب "ليس لدي أي فكرة! ليس لدي أي فكرة لماذا يتردد الجميع".

وهكذا سيخيم السؤال الحقيقي على مؤتمر برلين لإعادة بناء أوكرانيا في يونيو/ حزيران، وهو: كيف يمكن لأوكرانيا أن تدافع عن نفسها بنجاح ضد الهجمات الجوية الروسية؟ بالنسبة للخبير في شؤون أوكرانيا روبرت كيرشنر الأمر واضح: "الهجمات مستمرة، والدمار مستمر. هذا يعني أن تكاليف إعادة البناء تستمر في الارتفاع، حتى ونحن نتحدث هنا".

اعده للعربية: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW