أوكرانيا وروسيا تعلنان عن مكاسب ميدانية في جبهات القتال
٢٢ أغسطس ٢٠٢٤
أعلنت روسيا وأوكرانيا تحقيق مكاسب جديدة في ساحة المعركة، إذ أشادت كييف بالسيطرة على قرية أخرى بالأراضي الروسية، لكن مئات الأوكرانيين فروا من مدينة بوكروفسك بشرق البلاد مع تقدم القوات الروسية صوبها.
إعلان
يتواصل الهجوم الأوكراني داخل الأراضي الروسية، حيث أعلنت كييف عن تحقيق مزيد من المكاسب على الأراض في منطقة كورسك. وفي السادس من أغسطس/آب حين زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منطقة الحدود التي توغلت منها القوات الأوكرانية في كورسك بغرب روسيا، أشار إلى الاستيلاء على قرية جديدة لم يحددها. وقال إن التوغل ساعد في الحد من القصف الروسي لمنطقة سومي في شمال شرق البلاد.
وقالت السلطات الروسية إن عبارة غرقت بعد هجوم أوكراني على ميناء القوقاز في جنوب روسيا، والذي يزود شبه جزيرة القرم المحتلة بالوقود. وذكرت كييف أنها شنت هجوما بطائرات مسيرة على قاعدة جوية في جنوب روسيا وشنت ضربة على بعد نحو 240 كيلومترا من موقع توغلها في كورسك. وقال زيلينسكي بعد عودته إلى كييف إن أحدث تحرك عسكري أوكراني جزء من الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب بشروط أوكرانيا وليس روسيا.
وعلى الرغم من أن التوغل يمثل إحراجا لروسيا، تواصل قوات موسكو تقدمها التدريجي على مدى الأشهر القليلة الماضية على حساب القوات الأوكرانية شرقا بعدما أنهكتها المعارك العنيفة على مدى عامين ونصف العام. وقالت موسكو إن قواتها سيطرت على قرية ميزهوف في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وإنها صدت محاولة من جانب قوة أوكرانية للتوغل في حدودها من منطقة أخرى.
وتقول السلطات الأوكرانية إن القوات الروسية أصبحت الآن على بعد 10 كيلومترات فقط من أطراف بوكروفسك، وهي مركز نقل مهم في شرق أوكرانيا، وبدأت هذا الأسبوع إجلاء السكان من كبار السن والأطفال. وسيطرة موسكو على بوكروفسك الواقعة عند تقاطع طرق وخط سكك حديدية، من شأنها أن تمنح روسيا خيارات للتقدم في اتجاهات جديدة، كما ستقطع طرق الإمداد التي يستخدمها الجيش الأوكراني في منطقة دونيتسك.
حرب التوغل والتوغل المضاد بين روسيا وأوكرانيا.. لمن الغلبة؟
32:01
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس (22 أغسطس/ آب 2024) أن التوغل الكبير الذي نفذته قوات بلاده في منطقة كورسك الروسية كان خطوة ضمن جهود منهجية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 30 شهرا، بشروط كييف. وأضاف خلال مناسبة في كييف أن التوغل الذي حدث في السادس من أغسطس/آب، إضافة للدفاعات الأوكرانية في شرق البلاد حيث تركز روسيا هجومها هناك، هو جزء من مسار "لإنهاء الحرب بشروط أوكرانيا المستقلة".
إعلان
إجلاء عشرات الآلاف من كورسك
وقالت السلطات في كورسك إنها بدأت في تركيب ملاجئ خرسانية للمساعدة في حماية المدنيين من التوغل الأوكراني. وقال أليكسي سميرنوف، القائم بأعمال حاكم مقاطعة كورسك، في مؤتمر عبر تقنية الفيديو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن حوالي 133 ألف شخص تركوا منازلهم حتى الآن بسبب الهجوم الأوكراني على المقاطعة الروسية. ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن سميرنوف قوله إن حوالي 20 ألف شخص ما زالوا في ثمانية أحياء صدرت أوامر بإخلائها. وقال بوتين، خلال اجتماع لبحث الوضع في كورسك: "أحثكم على إيلاء اهتمام خاص للاستعدادات للعام الدراسي الجديد".
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بمحاولة ضرب محطة كورسك النووية في هجوم خلال الليل وقال إن موسكو أبلغت الوكالة الدولية للطاقة النووية بالوضع. لكنه لم يقدم دليلا على اتهامه ولم يصدر أي تعليق بعد من أوكرانيا. ولم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل من الهجوم أو التقارير الواردة من ساحة المعركة.
ف.ي/ص.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.