أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن أمله في أن تغيير أوروبا سياستها إزاء اللجوء والهجرة حتى لا يتكرر في العام الجاري ما حدث في عام 2015. كما دعا أولاند برلين إلى زيادة مخصصات الدفاع في الحرب ضد الإرهاب.
إعلان
أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن أمله في أن ينتهج الأوروبيون خلال العام الجاري سياسة لجوء مغايرة للسياسة التي تم إتباعها عام 2015، محذرا من السياسات المنفردة على المستوى الوطني.
وقال أولاند في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء (السادس من نيسان/أبريل 2016): "لا ينبغي أن يتكرر في عام 2016 ما حدث في عام 2015 ... الحل لا يمكن أن يكون إلاّ أوروبيا. أي شيء آخر سيعني نهاية منطقة الانتقال الحر شينغن والعودة إلى الحدود القومية؛ أي انتكاسة تاريخية". وذكر أولاند أن الاتحاد الأوروبي عالج الأمر بصورة متأخرة، إلا أنه عثر في النهاية على حل دولي بالإجماع.
وعارض أولاند آراء منتقدين يرون أن الحدود الألمانية المفتوحة أدت إلى تدفق اللاجئين بصورة كبيرة، وقال: "هذا التدفق بدأ في ربيع عام 2015، أي قبل فترة طويلة من فتح (الحدود) المعلن لألمانيا".
وعزا أولاند الأسباب الحقيقية لتدفق اللاجئين إلى الحرب في سوريا وغارات النظام السوري وجرائم تنظيم "داعش". وذكر أولاند أنه والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تبنيا نفس الموقف في أزمة اللاجئين، والذي أفضى في النهاية إلى اتفاقية مع تركيا.
وأضاف أولاند أنه عمل مع ميركل على حل الأزمة المالية وإقرار الاتحاد المصرفي وإبقاء اليونان في منطقة اليورو، بحيث قال: "هذه الأزمات قربتنا على المستوى الشخصي، حتى إذا كنا لا نتبنى نفس التوجهات السياسية".
كما دعا أولاند الحكومة الألمانية إلى زيادة نفقات الدفاع والمشاركة بصورة أقوى في المهام الخارجية، وقال: "لنحرر أنفسنا من الإرهاب لا ينبغي لنا الاعتماد على قوة أخرى، حتى لو كانت هذه القوة لأصدقاء لنا".
وفي المقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار شكر أولاند برلين على الدعم العسكري الذي قدمته في مالي، حيث تساعد القوات الألمانية على دعم مهمة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة وكذلك في سوريا.
يذكر أن يوم غد الخميس سيشهد عقد مشاورات حكومية مشتركة بين باريس وبرلين التي تعقد في مدينة متز الفرنسية، حيث ستدور المواضيع المحورية في الاجتماع حول الاندماج وسياسة اللجوء ومكافحة الإرهاب والسياسة الأمنية والخارجية.
ح.ع.ح/ش.ع (د.ب.أ)
2015..عام اللجوء واللاجئين
لم يسبق وأن كان عدد البشر الفارين من ديارهم واللاجئين بمثل عددهم في عام 2015. كثيرون منهم جاؤوا إلى ألمانيا وأوروبا. وقالت المستشارة الألمانية واصفة موجات اللاجئين بأنها "اختبار تاريخي". شاهد تطور قضية اللاجئين بالصور.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
نجح هؤلاء الشبان السوريون بتخطي مرحلة خطيرة من رحلة اللجوء، بوصولهم الأراضي اليونانية وبالتالي إلى أوروبا. لكنهم لم يصلوا إلى هدفهم بعد وهو ألمانيا أو السويد، وهما هدف معظم اللاجئين في 2015.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطريق التي سلكوها محفوفة بالمخاطر. إذ كثيرا ما تغرق القوارب غير المهيأة لأعالي البحار، لكن هذا الأب السوري وأطفاله كانوا محظوظين، وأنقذهم صيادون يونانيون قبالة جزيرة ليزبوس.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطفل أيلان كردي وعمره ثلاث سنوات لم يكن من المحظوظين، ففي بداية سبتمبر غرق هو وأخوه وأمهما في بحر إيجه قرب شاطئ جزيرة كوس اليونانية. وقد انتشرت صورة هذا الطفل السوري بسرعة هائلة وهزت ضمير العالم.
صورة من: Reuters/Stringer
جزيرة كوس اليونانية القريبة من الساحل التركي هي هدف الكثير من اللاجئين. وهنا حيث يكون السواح عادة، نجحت هذه المجموعة من الباكستانيين بالوصول إلى شاطئ النجاة اليوناني.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الوصول إلى جزيرة كوس لا يعني السماح للاجئين بالانتقال إلى اليابسة إلا بعد إتمام إجراءات التسجيل. وحدثت توترات في الصيف الماضي حين حبست السلطات اليونانية لاجئين في ملعب كرة قدم تحت الشمس الحارة وبدون مياه.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
ونظراً للحالة التي لا توصف للاجئين، حدثت أعمال شغب، ولتهدئة الوضع استأجرت السلطات اليونانية سفينة فيها 2500 سرير، واستخدمتها كمركز لإيواء اللاجئين وتسجيلهم.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الحدود اليونانية المقدونية: حرس الحدود لا يسمحون للاجئين بالعبور. أطفال يبكون بعد فصلهم عن ذويهم. وقد توجت هذه الصورة من منظمة اليونيسيف كصورة للعام وهي بعدسة جيورجي ليكوفسكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
في نهاية الصيف الماضي كانت بودابست رمزاً لفشل الحكومة وكراهية الأجانب. آلاف اللاجئين تجمعوا حول محطة القطارات في العاصمة المجرية والسلطات منعتهم من مواصلة السفر إلى غرب أوروبا، فقرر كثيرون منهم المشي إلى ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ليلة الخامس من سبتمبر كانت نقطة تحول في قضية اللاجئين: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فيمان تجاوز البيروقراطية والسماح للاجئين بمتابعة السفر من شرق أوروبا. وفعلاً وصلت قطارات عديدة إلى فينا وميونيخ محملة باللاجئين.
صورة من: picture alliance/landov/A. Zavallis
آلاف اللاجئين وصلوا ألمانيا خلال ساعات قليلة، بلغ عددهم نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 20 ألف لاجئ. وقد تجمع عدد لا يحصى من الأشخاص في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Stollarz
وبينما احتفى اللاجئون وطالبوا اللجوء السياسي بالمستشارة ميركل، أثارت قراراتها استياء في ألمانيا. وكان رد ميركل : "إذا توجب علينا الآن الاعتذار لأننا لطيفين وساعدنا أناساً في حالة طوارئ، فهذه البلاد ليست بلادي". لتصبح عبارة "نحن نستطيع فعل ذلك" شعار ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
في نهاية سبتمبر نشرت الشرطة الألمانية الاتحادية صورة حركت المشاعر. فتاة لاجئة رسمت الصورة وأهدتها إلى رجل شرطة من مدينة باساو في جنوب ألمانيا. ويظهر في الرسمة المعاناة التي عاشها الكثير من اللاجئين ومدى سعادتهم بأنهم الآن في أمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundespolizei
مع نهاية شهر أكتوبر كان أكثر من 750 ألف لاجئ قد وصلوا إلى ألمانيا. لكن موجات الهجرة لم تتوقف مما فاق قدرات دول ما يسمى بـ"طريق البلقان"، فقررت إغلاق حدودها والسماح فقط لمواطني سوريا وأفغانستان والعراق بالدخول. واحتجاجاً على هذه السياسة قام مواطنو دول أخرى بتخييط شفاههم.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
"ساعدينا يا ألمانيا"، كتب لاجئون عالقون في مقدونيا على ملصقاتهم خوفا من الشتاء الأوروبي القارس. وحتى السويد المعروفة بمواقفها إزاء الصديقة للاجئين، قررت التدقيق مؤقتاً في الهويات على حدودها. وتتوقع أوروبا وصول ثلاثة ملايين لاجئ جديد إليها في عام 2016.