دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند روسيا للتوقف عن إيذاء المدنيين في سوريا، مجددا الدعوات للرئيس السوري بشار الأسد للرحيل عن السلطة. بدورها اتهمت الولايات المتحدة روسيا بـ"تأجيج" النزاع في سوريا عبر دعمها لقوات النظام.
إعلان
دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الخميس (11 شباط/ فبراير 2016) إلى وقف القصف الروسي دعما للرئيس بشار الأسد الذي اتهمه بأنه "يرتكب مجزرة بحق جزء من شعبه"، معربا عن الأمل برحيل الرئيس السوري عن السلطة.
وتتزامن تصريحات أولاند مع بدء الأطراف المعنية بالملف السوري مساء الخميس في ميونيخ مباحثات صعبة حول اقتراح روسي بوقف لإطلاق النار على خلفية ريبة متبادلة وتحذيرات روسية من نشوب حرب عالمية جديدة.
وقال أولاند للتلفزيون الفرنسي "علينا التحرك ليتنحى بشار الأسد عن السلطة. وهو يقوم حاليا، بمساعدة من الروس، بارتكاب مجزرة بحق قسم من شعبه حتى لو انه يتحرك أيضا ضد عدد من الإرهابيين"، مضيفا "أطالب بوقف العمليات الروسية".
مخيم اليرموك - جوع وحصار وبراميل متفجرة
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري. وهو ما ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشهد مخيم اليرموك منذ أول مايو/ آيار اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش). كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام السوري.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
بعد دخول "داعش" مخيم اليرموك، هربت منه حوالي 500 عائلة، وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
تراجع عدد سكان مخيم اليرموك من نحو 160 ألف شخص قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى نحو 18 ألفا يعيشون منذ عامين تقريبا في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد.
قتل في هجوم "داعش" الأربعاء الماضي على المخيم 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري. وحتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات القتال، الذي يزيد مأساة سكان المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
أدى هجوم تنظيم "داعش" في الأسبوع الماضي إلى نزوح نحو 2500 من السكان إلى الاحياء المجاورة فيما لا يزال الآلاف محاصرين داخله وبحاجة إلى إغاثة ومساعدات إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
مخيم اليرموك، الذي أضحى رمزا للمعاناة والحرمان في النزاع السوري، أغرقه هجوم "داعش" عليه في مأساة جديدة، من أبرز ما فيها سوء التغذية ونقص الأدوية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا يزال يعيش في مخيم اليرموك حوالي 18 ألف شخص بينهم 3500 طفل، في أوضاع إنسانية صعبة. كما أنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والدواء والخدمات الصحية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
"حفرة جحيم" هكذا وصف متحدث باسم وكالة "أونروا" مخيم اليرموك. وتطالب منظمات مساعدة إنسانية بوقف فوري للقتال حتى تتمكن من إيصال مساعداتها لسكان المخيم.
صورة من: Reuters
يعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات المساعدة لم تعد قادرة على الدخول إلى اليرموك بسبب استمرار القتال والغارات الجوية للنظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
غادر العديد من الأطباء ومنظمات الرعاية الصحية المخيم بعد احتدام المعارك. وهو ما ينذر بكارثة خطيرة وسط تردي الوضع الإنساني في المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بثمانية كيلومترات فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
وروسيا متهمة بالسعي لتأخير وقف إطلاق النار من اجل تحقيق مزيد من المكاسب العسكرية والدبلوماسية وتعزيز موقع نظام الرئيس السوري قبل استئناف محتمل لمفاوضات جنيف. ويأخذ الغربيون على روسيا أنها قوضت مفاوضات السلام بين السوريين عبر شن غارات جوية كثيفة على الفصائل المقاتلة. وتطالب المعارضة السورية بوقف لإطلاق النار قبل أن توافق على استئناف المفاوضات في 25 شباط/فبراير في جنيف.
واشنطن تتهم موسكو بـ"تأجيج" النزاع في سوريا
بدورها، اتهمت الولايات المتحدة الخميس روسيا ب"تأجيج" النزاع في سوريا عبر الدعم العسكري لقوات النظام، في وقت تستضيف ميونيخ مؤتمرا دوليا في محاولة لايجاد مخرج للازمة في هذا البلد. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر "انه الدعم الروسي لنظام (الرئيس بشار) الأسد في الأشهر الأخيرة، وفي الآونة الأخيرة خلال حصار حلب، الذي أجج النزاع وصعده". وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف حذر من أن أي هجوم بري أجنبي في سوريا يهدد باندلاع "حرب عالمية جديدة".