يطالب سياسيون محافظون في المعارضة الفرنسية باعتماد قانون جديد بحظر لباس البحر الذي ترتديه مسلمات (البوركيني) على مستوى فرنسا. وقد رفض أولاند هذه الفكرة وقال إن الإسلام يمكنه التأقلم مع العلمانية في بلده.
إعلان
رفض الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اعتماد تشريع لحظر الوركيني على مستوى فرنسا. وقال في باريس الخميس (الثامن من سبتمبر/ أيلول 2016) خلال ندوة حول موضوع "الديمقراطية في مواجهة الإرهاب": "لن تكون هناك تشريعات ظرفية، وهي غير قابلة للتطبيق وغير دستورية في آن واحد"، في إشارة إلى الدعوات لإصدار قانون جديد حول ما يعرف بلباس البحر الإسلامي (البوركيني).
ورأى الرئيس أولاند أن العلمانية والإسلام متوافقان في فرنسا ضمن احترام القانون وقال إن السبيل الوحيد "المحق والمجدي، هو دولة القانون" موجها انتقادات الى اليمين. وتساءل "هل يمكن للإسلام التأقلم مع العلمانية مثلما فعلت من قبله الكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية؟" متابعا "جوابي هو نعم، بالتأكيد نعم".
وفي وقت تعرضت فرنسا في 2015 و2016 لاعتداءات إرهابية ارتكبها منتسبون للإسلام، وأثارت توترا داخل المجتمع حول مكانة الإسلام والمسلمين، ذكر أولاند بأن المسلمين كانوا الضحايا الأوائل لـ"لإرهاب الإسلامي"، وقال: "إن المسلمين يدفعون أيضا ثمن الإرهاب".
وتجدر الإشارة إلى أنه كانت هناك مدن فرنسية يحكمها محافظون قد حظرت ارتداء البوركيني. كما طالب المحافظون الفرنسيون بحظر العلامات الخارجية الدالة على الانتماء الديني، قاصدين بذلك الزي في المدارس والجامعات والشركات والإدارات العامة.
ص.ش/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)
مصير النقاب والبوركيني في أوروبا
بعد قرار بعض المدن الفرنسية حظر الـ"بوركيني" أو إعلان اعتزامها فرض منعه، تجدد النقاش حول "اللباس الإسلامي" في أوروبا، خاصة مع احتدام الجدل في ألمانيا حول منع النقاب بشكل كلي ومدى توافق ذلك مع مبادئ الدستور الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
قررت ثلاث مدن فرنسية منع لباس "البوركيني" للسباحة الذي ترتديه بعض المسلمات والذي يغطي كامل الجسم. ومن بين هذه المدن مدينة "كان" التي وقع محافظها ديفيد ليسنار في نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي قرارا يلزم بأن تحترم ملابس البحر "الأخلاق الحميدة" وتحترم "فصل الدين عن الدولة"، وكذلك قوانين النظافة وأمن السباحة في سواحل الريفييرا.
صورة من: picture-alliance/abaca
كانت السلطات الفرنسية قد أصدرت قانونا يُحظر بموجبه ارتداء النقاب أو البرقع في الأماكن العامة عام 2010. ويفرض هذا القانون الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2011 عقوبة على المخالفات قدرها 150 يورو.
صورة من: Getty Images
اتبعت بلجيكا خطى مشابهة لفرنسا، وأقرت عام 2011 قانوناً يحظر النقاب، وأي نوع من الملابس يمكنها أن تخفي وجوه النساء في الأماكن العامة. ويمكن أن تتعرض المرأة المخالفة للسجن لمدة تصل إلى سبعة أيام، أو دفع غرامة تصل إلى 1378 يورو.
صورة من: DW/T. Schultz
وفي سويسرا منع النقاب أو البرقع في الأماكن العامة في سبع مدن في منطقة كانتون تشينو الواقعة جنوب شرق سويسرا اعتبارا من الأول من يوليو/ تموز 2016.
صورة من: imago/Geisser
الحكومة الهولندية بدورها قررت العام الماضي فرض حظر جزئي للنقاب، حيث يمنع على النساء تغطية وجوههن في المدارس والمستشفيات ووسائل النقل العامة.
صورة من: Fariborz
بعد مرور ست سنوات على استصدار فرنسا لقانون منع النقاب، وصل النقاش حول النقاب أو البرقع إلى ألمانيا. وبالرغم من أن المراقبين لا يتوقعون حظرا شاملا له، إلا أن هذا الموضوع يثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية الألمانية.
صورة من: Imago/R. Peters
ترى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن البرقع (النقاب) يحول دون دمج المهاجرين واللاجئين في المجتمع. وقالت ميركل في تصريحات لصحف شبكة التحرير الصحفي بألمانيا في عددها الصادر الجمعة (19 آب/ أغسطس): "من وجهة نظري قلما تمتلك سيدة تغطي وجهها تماما في ألمانيا أية فرصة للاندماج".
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير دعا الجمعة (19 آب/ أغسطس 2016) في ختام اجتماع مع وزراء داخلية الولايات إلى منع جزئي للنقاب ولاسيّما أثناء القيام بمعاملات إدارية وفي قاعات الدروس. وقال دي ميزيير "إننا متفقون على رفض النقاب، كما أننا متفقون على فرض مبدأ كشف الوجه، حيث يكون ذلك ضروريا في مجتمعنا: خلف مقود السيارة، خلال الإجراءات الإدارية (...).