اختتمت أولمبياد باريس "المذهلة" بحفل ذي نبرة كلاسيكية وعرض مميز لنجم هوليوود توم كروز. ومع ختام دورة باريس وتسليم الشعلة لمدينة لوس انجلس حيث ستقام الدورة القادمة، انطلقت المنافسة على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية.
إعلان
بعد 16 يوماً من المنافسات، اختتمت يوم الأحد (11 آب/ أغسطس 2024) ألعاب أولمبياد باريس 2024 التي وصفها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بـ"المذهلة"، خلال حفل بنبرة أكثر كلاسيكية، سُلِّم في نهايتها المشعل الى لوس أنجلس الأمريكية، مستضيفة الألعاب عام 2028.
بعد الحماس الذي خلّفته مراسم الافتتاح غير المسبوقة على نهر السين والتي تميّزت بالجرأة والشمولية لكن تعرّضت للانتقاد من قبل بعض السياسيين المحافظين، اتخذ حفل الختام منحى تقليدياً أكثر. قام السباح ليون مارشان، الرياضي الوحيد الفائز بأربع ذهبيات خلال هذه النسخة، بإطفاء المرجل الأولمبي بشكل رمزي في حديقة التويلري، وسط العاصمة باريس.
وبنبرة كلاسيكية أكثر، سبق الحفل خطابان لرئيسي اللجنة المنظمة توني إستانغيه واللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ الذي أشاد بألعاب أولمبية "مذهلة" وبـ"الأجواء التي لا تضاهى".
وأضاف الممثل الأمريكي توم كروز لمسة هوليودية بنزوله على حبل من سطح "ستاد دو فرانس"، أمام 71500 متفرج ليمسك بالعلم الأولمبي. غادر نجم فيلم "المهمة المستحيلة" على دراجة نارية قبل أن يظهر مقطع فيديو له ينقل العلم إلى أحرف هوليوود العملاقة في لوس أنجلس مضيفة اولمبياد 2028.
على المستوى الرياضي، تصدّرت الولايات المتحدة جدول الميداليات النهائي، رغم تساويها مع الصين بأربعين ذهبية. وأنهى الأمريكيون الألعاب برصيد 126 ميدالية بينها 44 فضية مقابل 91 للصين بينها 27 فضية. و انتهت الألعاب بحصول الأمريكيات على الميدالية الذهبية في كرة السلة أمام الفرنسيات.
وتمكن الجمهور الذي حضر بكثافة أمام المعالم السياحية الرائعة، من مشاهدة الفوز الباهر للهولندية سيفان حسن بذهبية سباق الماراثون بعد أيام قليلة من حصولها على برونزيتيها في سباقي 5 آلاف متر و10 آلاف متر. بعد ساعات قليلة من فوز نجوم "أن بي ايه" على فرنسا المضيفة 98-87 مساء السبت، حذا حذوه منتخب السيدات بفوزه على فرنسا أيضاً.
وباتت الأسطورة الأمريكية ديانا توراسي الرياضية الأكثر تتويجا في الرياضات الجماعية، سواء لدى الرجال أو السيدات، وذلك بعد إحرزاها في سن الثانية والأربعين الميدالية الذهبية السادسة.
و ستظل الهولندية سيفان حسن واحدة من الرياضيات البارزات في هذه الألعاب. إذ فازت بالماراثون الذي أقيم في منتزه ليزانفاليد، وأكملت مجموعتها من الميداليات بعد برونزيتي سباقي 5 الاف متر و10 الاف متر.
كما حقق ملك سباقات السرعة الهولندي هاري لافريسن الثلاثية في منافسات الدراجات عندما نال يوم الأحد ذهبية سباق كيرين. تفوق بطل العالم 13 مرة بينها 3 مرات في سباق كيرين، على الاسترالي ماتيو ريتشاردسون صاحب الفضية، فيما عادت البرونزية للأسترالية الآخر الاسترالي ماتيو غلايتزر.
وهذا هو اللقب الأولمبي الخامس للافريسين بعد ذهبيتي سباق السرعة (فردي وفرق) في طوكيو 2021 حيث لم يفلت منه سوى سباق كيرين (نال البرونزية). أصبح الرياضي الهولندي الأكثر تتويجا في التاريخ في فئتي الرجال والسيدات، في الألعاب الأولمبية الصيفية.
كيف يتفاعل الباريسيون مع الألعاب الأولمبية؟
02:26
ابرز المرشحين لخلفة باخ في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية
أدى الإعلان عن رحيل الألماني توماس باخ إلى إطلاق سباق خلافته على رأس اللجنة الأولمبية الدولية بعد نهاية ولايته في آذار/مارس 2025: من المرشّح المعلن البريطاني سيباستيان كو إلى المرشّحين الأكثر تكتمًا في الدوائر الأولمبية، هنا لمحة أولى عن المتنافسين.
ليس من المستغرب أن يبدأ البريطاني سيباستيان كو المناوشات الأولى: أقرّ رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى يوم الأحد بأنه كان يفكر في الترشح لرئاسة الهيئة الأولمبية في آذار/ مارس المقبل، وهو أمر كان متوقعا منذ سنوات. وقال البطل الأولمبي مرتين في سباق 1500 م: "الفرصة أتت ومن الواضح أنني يجب أن أفكر فيها".
النائب المحافظ السابق البالغ من العمر 67 عامًا وهو ما سيفرض عليه، وفقًا لقواعد اللجنة الأولمبية الدولية، الترشح لولاية واحدة مدتها ثماني سنوات، نشر سيرته الذاتية: منظّم أولمبياد لندن 2012، ورئيس اللجنة الأولمبية البريطانية ثم رئيس "الرياضة الاولمبية الاولى، ألعاب القوى".
ورغم أن اللجنة الأولمبية الدولية لم ترأسها امرأة على الإطلاق، إلا أن الخبراء في لوزان يرشّحون اثنتين: نيكول هوفرتز، 60 عاما، هولندية من جزيرة أروبا الكاريبية، وكيرستي كوفنتري، 40 عاما، وزيرة الرياضة في زمبابوي.
المسؤولتان، كلاهما عضوان في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية، كانتا نشيطتين جداً خلال الجمعية العمومية الـ142 التي سبقت أولمبياد باريس، لأن هوفرتز ترأس لجنة التنسيق لدورة الألعاب الأولمبية 2028 في لوس أنجلس وكوفنتري لجنة التنسيق لدورة الألعاب الأولمبية 2032 في بريزبين.
نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، نيكول هوفرتز، متعدّدة اللغات ومحامية، تمامًا مثل توماس باخ، مثَّلت أروبا في السباحة الإيقاعية في دورة الألعاب الأولمبية عام 1984 في لوس أنجلس، ومرّت عبر جميع اللجان الرئيسية، ولا سيما تلك التي كلفت في الربيع بالمصادقة على مشاركة الرياضيين الروس والبيلاروس تحت العلم المحايد.
سباحة سابقة، كيرستي كوفنتري لديها سجل أولمبي أكثر إثارة (سبع ميداليات بينها ذهبيتان في خمس نسخ)، وترأست لجنة الرياضيين في اللجنة الأولمبية الدولية ولديها خبرة حكومية، لكنها تملك سجل خدمة أولمبية أكثر تواضعًا قليلاً من منافستها الأكبر منها سناً.
رئيس مجلس مقاطعة موربيهان والاتحاد الدولي للدراجات واللجنة الأولمبية والرياضية الفرنسية، أين سيتوقف طموح دافيد لابارتيان؟ لا يملك ابن منطقة بروتاني البالغ من العمر 51 عامًا، أي خلفية رياضية وليس عضوًا في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية، ولكنه يرأس لجنة الرياضة الإلكترونية التي منحت عشية ألعاب باريس استضافة أول دورة ألعاب أولمبية للرياضات الإلكترونية للمملكة العربية السعودية.
ع.ج/ح.ز (أ ف ب)
باريس 2024 : الألعاب الأولمبية بين برج أيفل وتاهيتي
في باريس التي تستضيف الألعاب الأولمبية 2024، تشكل بعض المعالم الشهيرة خلفية لأحداث رياضية هامة. لكن المنافسات لن تقتصر على عاصمة فرنسا، بل حتى في جنوب المحيط الهادئ ستُمنح ميداليات.
صورة من: picture alliance/dpa/Xinhua
برج أيفل ـ كرة الطائرة الشاطئية
يجلب منظمو أولمبياد باريس الرياضة الأولمبية إلى قلب المدينة. تقام مسابقات كرة الطائرة الشاطئية مباشرة عند برج إيفل. وكمعظم الملاعب، فإن الساحة مؤقتة فقط. سيتم تفكيكها بعد الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية. بالمناسبة سيكون برج إيفل، رمز باريس، مفتوحًا خلال الألعاب - باستثناء مساء حفل الافتتاح.
صورة من: Mohamad Salaheldin Abdelg Alsayed/Anadolu/picture alliance
ساحة شامب دي مارس ـ الجودو والمصارعة
المشهد من الأعلى مثير للإعجاب: يمكنك من خلال منظار متابعة تبادل الكرة بين لاعبي كرة الطائرة الشاطئية من المنصات العليا لبرج إيفل. في نهاية ساحة مارس، تقع ساحة شامب دي مارس. كما أن هذه القاعة المخصصة للجودو والمصارعة، والتي تُسمى أيضًا القصر الكبير المؤقت، هي مؤقتة فقط وسيتم تفكيكها بعد الألعاب.
صورة من: Blondet Eliot/ABACA/imago
ساحة لاكونكورد ـ سكيتبورد وكرة السلة
على الجانب الشمالي من نهر السين الذي يتدفق عبر باريس يقع المركز الأولمبي للرياضات "الشابة" التي لم تصبح جزءًا من الألعاب منذ فترة طويلة. حول المسلة الشهيرة، تُحسم هنا العديد من المنافسات والفوز بالميداليات في مساحة ضيقة جدًا. كان قصر المسافات القصيرة هو الشعار الأساسي لمنظمي الأولمبياد: في الواقع، يمكن الوصول إلى جميع أماكن المنافسات في المدينة سيرًا على الأقدام.
صورة من: Blondet Eliot/ABACA/imago
نهر السين ـ السباحة الحرة والترياثلون
العنصر الرابط هو نهر السين حيث تُقام حفلة الافتتاح وأيضًا المنافسات. في السباحة وفي الترياثلون يقوم الرياضيون بقطع مسار دائري في النهر عدة مرات: 500 متر مع التيار، ثم 500 متر عكس التيار. يبدأ وينتهي السباق ومنطقة التبديل للترياثلون عند جسر بونت ألكسندر الثالث، مباشرة بجوار القصر الكبير.
صورة من: Aurelien Meunier/Getty Images
القصر الكبير ـ المبارزة والتكواندو
تم بناء المبنى الكبير ذو القبة الزجاجية على طراز بيل إيبوك لمعرض إكسبو العالمي لعام 1900. خلال الألعاب الأولمبية يصبح القصر الكبير الذي يعمل عادة كمكان لمعارض متاحف باريس الحكومية موطنًا لمنافسات المبارزة - كما كان الحال في بطولة العالم 2010. بالإضافة إلى ذلك تُقام هنا أيضًا منافسات التايكوندو.
صورة من: FRANCK FAUGERE/DPPI/picture alliance
إسبرلاند ليزانفاليد ـ رماة السهام
على الجانب الجنوبي من نهر السين بين ضفاف النهر وفندق ليزانفاليد مع قبة ليزانفاليد في الخلف يقع ميدان رماة السهام. إسبرلاند ليزانفاليد التي تكون عادةً مساحة خضراء بدون زخارف هي أيضًا نقطة الانطلاق لسباق الدراجات ونقطة نهاية سباقات الماراثون.
صورة من: Blondet Eliot/ABACA/imago
ملعب فرنسا ـ ألعاب القوى وروكبي
الملعب الأولمبي المركزي هو ملعب فرنسا (Stade de France) الذي تم بناؤه في ضاحية سان دوني لكأس العالم لكرة القدم 1998. يستوعب الملعب أكثر من 80.000 مشاهد وهو أكبر ملعب رياضي في فرنسا. يقام هنا أيضًا حفل الختام في 11 أغسطس/ آب 2024.
صورة من: Fred Dugit/Maxppp/dpa/picture alliance
ملعب رولان غاروس ـ التنس والملاكمة
يستخدم منظمو الأولمبياد العديد من المرافق الرياضية الموجودة بالفعل. من المنطقي أن تُقام مسابقات التنس على ملاعب ملعب رولان غاروس حيث تُقام بطولة فرنسا المفتوحة كل عام. بالمقابل سيتم تحويل ملعب سوزان لنغلين، ثاني أكبر ساحة في المجمع، إلى قاعة ملاكمة خلال الأولمبياد.
صورة من: Robert Szaniszlo/NurPhoto/picture alliance
ملعب بارك دي برينس ـ كرة القدم
في الجوار المباشر لمجمع التنس يقع ملعب بارك دي برينس، موطن بطل فرنسا في كرة القدم باريس سان جيرمان. هنا ستقام المباراة النهائية لدورتي السيدات والرجال. بخلاف ذلك، سيتم توزيع بطولة كرة القدم الأولمبية على (تقريباً) كافة أنحاء فرنسا لتشمل مباريات في بوردو، وليون، ومارسيليا، ونانت، ونيس وسانت إتيان.
صورة من: Christophe Ena/AP/picture alliance
حوض السباحة ـ الكرة المائية، والقفز المائي والسباحة الإيقاعية
حوض السباحة هو أحد المباني الجديدة القليلة الخاصة بالأولمبياد - ولكن مع فكرة موجهة: يقع المركز المائي في سان دوني، بجانب ملعب فرنسا مباشرة. تتمتع ضاحية باريس بارتفاع نسبة الأطفال والشباب الذين لا يجيدون السباحة، وستحصل بعد الألعاب على حوض سباحة حديث للغاية مع مركز رياضي متكامل يشمل كرة القدم، والتسلق، وكرة السلة واللياقة البدنية.
صورة من: Fred Dugit/MAXPPP/imago
قاعة بيرسي ـ كرة السلة وترامبولين
على النقيض من ذلك فإن القاعة التي يتنافس فيها، من بين آخرين، أبطال كرة السلة الألمان على الميداليات الأولمبية، تُعد قديمة إلى حد ما. تم افتتاحها في عام 1984 باسم باليه أومنيسبورت، وتمت إعادة تأهيلها بشكل جذري في عام 2015. خلال الأربعين عامًا من وجودها، استضافت القاعة متعددة الأغراض على ضفاف نهر السين العديد من الفعاليات الرياضية.
صورة من: Bruno Levesque/dpa/MAXPPP/picture alliance
لوبورجي ـ التسلق الرياضي
المنافسات في باريس لا تقتصر على وسط المدينة فقط، بل تُقام أيضًا في الضواحي ومدن أخرى في فرنسا. لوبورجي وهي بلدية تقع في منطقة الضواحي حول باريس، تستضيف منافسات التسلق. تُقام مسابقات الرماية في بلدة ديو التي تبعد 250 كيلومترًا جنوب باريس، بينما تُقام منافسات الغولف وركوب الدراجات الجبلية وسباق الدراجات على المضمار في فرساي.
صورة من: Olivier Arandel/MAXPPP/imago
منتزه فيرساي ـ السباق الحديث الخماسي والقفز على الحواجز
على مرمى البصر من قصر فرساي، يتنافس الفرسان والفارسات في قفز الحواجز والترويض من أجل الميداليات الأولمبية. تم بناء هذا المبنى الباروكي كقصر صيد للملك لويس الرابع عشر ويعتبر جزءًا من التراث العالمي لليونسكو. كما يُقام في فرساي أيضًا السباق الحديث الخماسي الذي كان قفز الحواجز جزءًا من مسابقاته في باريس للمرة الأخيرة.
صورة من: BERTRAND GUAY/AFP/Getty Images
بحيرة مارسيليا ـ التجديف وكرة قدم
يتمتع البحارة بالحظ: بدلاً من التنافس على القناة الإنجليزية غير المريحة أحيانًا في الشمال أو المحيط الأطلسي في غرب فرنسا، سيتمكنون من إقامة مسابقاتهم على البحر الأبيض المتوسط قبالة مرسيليا. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مدينة مرسيليا مع ملعب فيلودروم، أيضًا مكانًا لمباريات كرة القدم. هناك ستخوض لاعبات المنتخب الألماني أولى مبارياتهن الجماعية ضد أستراليا والولايات المتحدة.
صورة من: Daniel Cole/AP/picture alliance
تاهيتي ـ ركوب الأمواج
تبتعد لاعبات ولاعبو ركوب الأمواج عن باريس بمسافة تصل إلى حوالي 15.700 كيلومترا. يندفعون إلى الأمواج قبالة سواحل تاهيتي في موقع التزلج الشهير تيهوبو. تاهيتي هي أكبر جزيرة في أرخبيل بولينيزيا الفرنسية الذي ينتمي إلى فرنسا. وكان نشطاء حماية البيئة قد احتجوا، لأن أعمال البناء لبرج الحكام الجديد تسببت في تدمير الشعاب المرجانية.