في إطار الفيلم الوثائقي "ظاهرة ميا سان ميا" الذي يتناول قصة نجاح نادي بايرن ميونيخ الألماني، يشرح أوليفر كان، القائد السابق للفريق البافاري، لـ DW الأسباب التي تجعل من نادي بايرن ميونيخ نادياً مميزاً.
إعلان
ظاهرة "ميا سان ميا" - بايرن ميونيخ - قصة نجاح عالمية
01:29:50
DW: أوليفر كان، ما هي الأسماء التي تربطها بتاريخ "ميا سان ميا" لنادي بايرن ميونيخ؟
أوليفر كان: خلال الـ14 عاماً التي قضيتها في صفوف النادي تعرفت على الكثير من الشخصيات. بالتأكيد أول من يخطر على بالي هو المدير الرياضي آنذاك والرئيس الحالي أولي هونيس الذي أعتقد أنه هو أكثر شخص يعيش شعار "ميا سان ميا". لعبت مع لوتر ماتيوس، ويينس ييريميس، وشتيفان إيفنبيرغ، وهناك أيضاً الكثير من اللاعبين الذين تأثروا بهذا الشعار، وأنا أيضاً من بينهم رغم أنني احتجت بعض الوقت حتى استوعبت فلسفته.
كلاعب سابق لنادي بايرن ميونيخ، هل يمكنك الخروج من "ثوب" النادي البافاري؟
عندما ينتقل لاعب ما إلى نادي بايرن ميونيخ، فإنه يفعل ذلك، بالدرجة الأولى، لأنه يعرف أن النادي يتيح له الفوز بالألقاب. على الأقل الفوز بلقب الدوري الألماني. وهذا ما يسعى إليه أي لاعب، بالإضافة إلى أن يعيش لحظات لا تنسى كالمشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا والوصول إلى مباراتها النهائية أو الوصول إلى المباراة النهائية لكأس ألمانيا والفوز بالألقاب بطريقة مثيرة. عندما تلعب لنادي بايرن ميونيخ، فإنك تكون محاطاً بأفضل اللاعبين وهو ما يحفزك للعمل أكثر حتى تكون في مستواهم. هذه هي الاعتبارات التي تجعلك تختار اللعب لنادي بايرن ميونيخ، بالإضافة على الاعتبارات المادية بطبيعة الحال.
من الرئيس إلى المشجع في حيّ عشوائي – أبطال ظاهرة "ميا سان ميا"
نادي بايرن ميونخ ليس نادياً ألمانياً فحسب، بل صاحب شعبية عالمية واسعة أيضا. والجماهير في قارات المعمورة، تحب بايرن كلٌّ على طريقته الخاصة. DW أنتجت فيلما وثائقيا خاصا عن النادي البافاري.
صورة من: DW
أولي هونيس (ميونخ) – رئيس نادي بايرن ميونخ
"لطالما كنت أرى أنّ بالإمكان الارتقاء ببايرن ميونخ من نادٍ متواضع إلى علامة عالمية". من هذا المنطلق يعمل بصفته مديراً لأعمال النادي، وهو أيضاً بمثابة أخ ومُرشد بالنسبة للاعبين. لكنه سُجن في مارس/آذار 2014 لمدة 11 شهراً بسبب التهرب الضريبي. أولي هونيس ودّع يومها الجميع بالكلمات التالية: "لم يكن هذا كل شيء". يعرض فيلم "ميا سان ميا"على شاشة DW عربية يومي 16 و23 اكتوبر الجاري.
صورة من: DW
كمال أبو ليل (الناصرة، إسرائيل) – مشجع بايرن
"بغض النظر إن كنت فلسطينياً أم يهودياً، عندما يسجل بايرن هدفاً، فتعانق تلقائياً كل شخص". هذا ما يقوله كمال الفلسطيني الذي يعيش في إسرائيل. وهو مشجع لنادي بايرن منذ سبعينات القرن الماضي. "كنت في سن العاشرة آنذاك، وكان لدينا تلفزيون بالأبيض والأسود. وغالباً ما كانت المباريات تُنقل مباشرة: رومينيغه وبيكنباور وبرايتنر، كانوا آنذاك نجوماً مشهورين. وقد عشقت طريقة لعبهم بسرعة".
صورة من: DW
فيليب لام (ميونخ) – من ناشئي البايرن
"مخلص للنادي ومتحدث بارع ولاعب ناجح: فيليب لام خير مثال على عمل قسم الناشئين في البايرن. إبن الثالثة والثلاثين عاماً لعب قرابة عقدين من الزمن في ميونخ، ولكنه الآن لاعب كرة قدم متقاعد. وعلى الرغم من ذلك مازال يبدو وكأنه لاعب ناشئ. "لقد كنت أصغر حجماً من الآخرين، وهذا منحني جرعة من الطموح لكي أثبت نفسي بين حيتان الفريق البافاري العملاق".
كاناتا هو تلميذ نموذجي في مدرسة بايرن تسونايشي، أكاديمية كرة القدم في إقليم فوكوشيما الياباني. الياباني ابن الـ 14 ربيعاً يلعب بمهارة كبيرة، لدرجة أن نادي بايرن ميونخ أرسل مدرب شباب لتقييم أدائه. حضرنا هذا اللقاء في مباراة ضمن دوري الشباب، وقيّمنا كاناتا ذا البنية الجسدية الصغيرة.
صورة من: DW
صاموئيل "سامي" أوساي كوفور (أكرا، غانا) – لاعب سابق
من غانا، مروراً بإيطاليا، ليصل إلى ميونخ في سن السابعة عشرة. أولي هونيس أصبح بمثابة الأب البديل لـ"سامي الصغير" الذي كان دوماً سنداً له في مراحل حياته العصيبة، وخاصة بعد حالة الوفاة المأساوية لابنته. إذ وقف هونيس إلى جانبه بشكل مؤثر، وبالتالي تجلت ظاهرة "ميا سان ميا" بالنسبة للغاني بأجمل صورها.
صورة من: DW
كاميلا بوربوريما (ريو دي جانيرو/ البرازيل) – مشجعة بايرن
ثمة برازيليين يعتبرون كاميلا مجنونة أحياناً. فعلى الرغم من كثرة الأندية في وطنها الأم، إلا أن ابنة الرابعة والعشرين عاماً اختارت نادي بايرن ميونخ بالتحديد. وهذا يعود أيضاً للاعب معين لم يفارق مخيلتها منذ نهائي بطولة العالم عام 2002: "أوليفر كان هو رجل أحلامي، فليس هناك إنسان على سطح هذا الكوكب أروع منه. أحبه أكثر من أي شيء".
صورة من: DW
أوليفر كان (ميونخ) – حارس مرمى أسطورة
يعتبره البعض "التيتانيوم"، بينما يعتبره البعض الآخر "لا بيستيا نيغرا"، أي "الوحش الأسود"، وهناك آخرون يعرفونه كـ غودزيلا الذي ينفث ناراً. ولكن الجميع مجمعون على شيء واحد: علاقة أوليفر كان ببايرن ميونخ وثيقة بشكل فريد من نوعه. "تشربت جميع قيم النادي، لأن النجاح غير ممكن إطلاقاً إلا من خلال التقمص التام لكل ما يفعله المرء". هذا ما يقوله حارس المرمى السابق.
صورة من: DW
فرانتس "بوله" روت (باد فوريسهوفن) – بافاري أصيل
في نهائي كأس أوروبا للأندية 1967 سجل الهدف الحاسم في مرمى غلاسكو رينجرز في الوقت الإضافي. وبذا استهل مسيرة نجاحات بايرن ميونخ. "تصدى لي حارس المرمى وأوقعني على الأرض بقوة، ولكن الكرة تجاوزت العارضة ودخلت المرمى. يا للروعة! وضعت الكأس على حافة السرير وبقيت أتأمله طيلة الليل...".
صورة من: DW
جيوفاني إلبر (ماتو غروسو/ البرازيل) – لاعب سابق
جيوفاني إيلبر يعيش نمطين من الحياة. ففي البرازيل، بالقرب من الحدود البوليفية، يمتلك مزرعة تضم 5000 بقرة. ولكن عندما يحتاجه نادي بايرن ميونخ، فلا يتردد في تلبية نداء ناديه المفضل. وبصفته سفيراً لبايرن ميونخ، يسافر جيوفاني حول العالم. وفي فيلم ظاهرة "ميا سان ميا" يستذكر أيامه عندما كان في أوج عطائه كلاعب مع بايرن.
صورة من: DW
رفائيل نوبوا ريفيرا (نيويورك/ الولايات المتحدة) – مشجع بايرن
وُلد رفائيل في بورتو ريكو، وهو يقيم في نيويورك، حيث يعمل في شركة برمجيات. منذ 20 عاماً وهو مشجع أصيل للنادي البافاري، ولكن له وجهة نظره الخاصة في هذا الأمر: "أحب طريقة اللعب التي تشبه الفن أحياناً. ولكن أحياناً أبالغ في عشقي للنادي، لذا أحاول ترك بعض المسافة، فأنا لا أريد أن أدمن على شيء لا أستطيع التحكم به".
صورة من: DW
أندي براسل (لندن/ إنجلترا) – صحافي رياضي
يكتب أندي في الغارديان وهو خبير في "توك سبورت"، وهي إذاعة رياضية واسعة الانتشار عالمياً. لرأيه وزنٌ في عالم كرة القدم، كما أن لقاءات الأندية الإنجليزية والألمانية هي من المواضيع التي تقع في صميم عمله. "لاعبو بايرن كبار وناجحون لدرجة أن كثيرين هنا في إنجلترا يعتبرون أن بايرن هو كرة القدم الألمانية".
الصحافي الرياضي البالغ من العمر 38 عاماً من موقع "إلموندو" يعشق كرة القدم كظاهرة اجتماعية، وكمسابقة رياضية أيضاً. "في مدريد يمكنني أن أقرر فيما إذا كانت المدينة ستنعم بنوم هادئ أم ستنام معكرة المزاج". ذروة الموسم بالنسبة له لا تتمثل بالكلاسيكو، بل بمواجهة ريال مدريد لـ "لا بيستيا نيغرا" البافاري، أي "الوحش الأسود".
صورة من: DW
12 صورة1 | 12
كيف ترى شخص أولي هونيس؟
أعتقد أن أولي هونيس هو أكثر شخص في النادي فهم متطلبات التسويق في عالم كرة القدم الاحترافية. هو الذي عرف كيف يوحد بين بايرن ميونيخ كشركة تجارية وبين بايرن ميونيخ النادي الرياضي. كلمة "شركة" تبدو فاترة وتحيل إلى السعي إلى تحقيق أكبر قدر من الربح، ومع ذلك لم يغفل أولي هونيس مسألة أن نادي بايرن ميونيخ مؤسسة رياضية تخفق لها قلوب الكثير من الجماهير. والتوفيق بين هاتين المسألتين يعتبر أمراً بالغ الصعوبة في هذا الوقت. ولأنه نجح في ذلك، يحظى هونيس بحب الكثيرين (...).
في اعتقادك، لماذا يحدث نادي بايرن ميونيخ استقطاباً كبيراً في ألمانيا: فإما أن تحبه أو تكرهه؟
كارل هايز رومينيغه قال منذ فترة قصيرة "إن نادي بايرن ميونيخ لم يعد يستقطب بما يكفي". ويبدو أن نادي بايرن ميونيخ يرى نفسه في مشكلة عندما يكون محبوباً من طرف الجميع، وهذا بالنسبة لي هراء. لكن هكذا هي الأمور هنا في ألمانيا، فأن يكون شخصاً ما أو نادٍ ما ناجح ويظهر نجاحه باتباع شعار "ميا سان ميا" ما يجعله يظهر بالنسبة لكثيرين بمظهر المتعجرف، فالتأكيد لن يكون له أصدقاء فقط.
*"ميا سان ميا" تعني "هكذا نحن"، وهي قول مأثور في كل أنحاء بافاريا، جاء أصلاً من الجيش النمساوي وفي معناه إشارة إلى التفوق والثقة بالنفس.