اتخذت المفوضية الأوروبية أولى خطواتها الرسمية ضد الرسوم الجمركية العقابية الأمريكية على الفولاذ والألمنيوم، متمثلة بشكوى ضد ترامب أمام منظمة التجارة الدولية، وأيضاً ضد الصين بسبب "النقل الجائر" للتكنولوجيا.
إعلان
تمثل أول رد للمفوضية الأوروبية على الرسوم الأميركية على الصلب والألومينيوم في شكوى تقدمت بها الجمعة (الأول من حزيران/ يونيو 2018) أمام منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة. ونبهت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم إلى أن "الولايات المتحدة تمارس لعبة خطيرة"، معلنة كما كان متوقعاً خلال مؤتمر صحافي في بروكسل تقديم الشكوى، الأمر الذي أكدته المنظمة التي مقرها في جنيف لوكالة فرانس برس.
في موازاة ذلك، أوضحت مالمستروم أن الاتحاد الأوروبي سيرفع أيضاً شكوى ضد بكين أمام المنظمة المذكورة احتجاجاً على "النقل الجائر لتكنولوجيا" الشركات الأوروبية العاملة في الصين.
واعتبرت مالمستروم أن الأمريكيين يخطئون حين يستهدفون الأوروبيين، حلفاءهم التقليديين، في حين أن العدو الرئيسي هو الصين. وعلقت "نحن بدورنا عانينا من (تداعيات) الإغراق الذي تسببت به الصين خصوصاً". وأضافت "إذا كان الأفرقاء في هذا العالم لا يحترمون الضوابط، فإن النظام مهدد بالانهيار".
ورأت مالمستروم أن الإعلان المتزامن لهاتين القضيتين "يثبت أن الاتحاد الأوروبي يقف على الحياد"، مؤكدة "أننا ندافع عن نظام متعدد الأطراف من اجل تجارة عالمية تقوم وفق قواعد". وتابعت "وهذا يثبت أيضا عزمنا على التصدي للأسباب العميقة للتوتر الراهن في النظام التجاري، ولكن علينا القيام بذلك في إطار النظام القائم على قواعد".
لكن النظر في شكوى من هذا النوع أمام منظمة التجارة العالمية قد يستغرق سنوات. بدليل أن الآلية استغرقت عاماً ونصف عام خلال النزاع التجاري السابق حول الصلب بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عام 2002.
وإزاء هذا القرار المرتقب منذ شهرين وغير المسبوق في التاريخ الحديث للعلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها، كان الرد مباشراً أكثر من كندا والمكسيك. فقد أعلنت أوتاوا الخميس فرض رسوم على ما قيمته 16.6 مليار دولار كندي (12.8 مليار دولار أمريكي) من المنتجات الأمريكية، كما ندد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بما أعتبره "إهانة للشراكة الأمنية القائمة منذ زمن طويل بين كندا والولايات المتحدة".
كما تعهدت المكسيك من جهتها اتخاذ إجراءات مماثلة على منتجات أمريكية متنوعة بينها بعض أنواع الصلب والفواكه والأجبان على أن "تظل سارية ما دامت الحكومة الأمريكية لم تلغ الرسوم التي فرضتها".
وإضافة إلى شكواه أمام منظمة التجارة العالمية، يملك الاتحاد الأوروبي سلاحين آخرين يعتزم اللجوء إليهما ضد واشنطن. وكانت المفوضية قد أعدت أواخر نيسان/ أبريل لائحة بمنتجات رمزية على غرار التبغ والويسكي الأمريكي والجينز ودراجات نارية يمكن أن تفرض عليها رسوماً جمركية باهظة اعتباراً من 20 حزيران/ يونيو لكن بعد نقاش بين الدول الأعضاء. وقالت مالمستروم: "يمكننا استخدام قسم من هذه اللائحة أو اللائحة كاملة أو قسم ألان وقسم آخر لاحقاً".
وبهدف حماية صناعة الصلب الأوروبية، يعد الاتحاد الأوروبي أيضاً إجراءات "حماية" يمكن اللجوء إليها بحسب قواعد منظمة التجارة العالمية اذا تسبب تدفق مفاجئ للواردات باضطراب "خطير" أو شكل تهديداً لصناعة وطنية. وسبق أن فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقاً مع منتجي الصلب الأوروبيين نهاية أذار/ مارس. وأمامها تسعة أشهر لاتخاذ تدابير.
وإذا كان من المتوقع أن تكون التبعات الاقتصادية للضرائب الأميركية على الصلب والألمنيوم محدودة، فإن الخطر الأساسي يكمن في حصول تصعيد مع إجراءات للرد وأخرى مضادة ما سيزعزع استقرار حركة المبادلات التجارية في العالم.
وقال معهد "اوكسفورد ايكونوميكس" للأبحاث إن "الخطر الحقيقي بالنسبة إلى أوروبا هو عدم وجود رد استراتيجي على برنامج "أميركا أولا" الذي يدعو إليه ترامب". ويجمع الخبراء على أن حرباً تجارية ستقع فعلاً إذا نفذت الولايات المتحدة تهديدها بفرض رسوم على وارداتها من السيارات ما "سيصيب محرك المبادلات الدولية في الصميم".
وقال عملاق السيارات الألماني فولكسفاغن: "نخشى أن يكون القرار بداية منحى سلبي من الإجراءات والإجراءات المضادة يخسر فيه الجميع".
ح.ع.ح/ ع.غ (أ.ف.ب)
ميركل..صداقة عميقة مع رؤساء سابقين وخلاف كبير مع ترامب
تميزت علاقة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل مع سادة البيت الأبيض السابقين بالتقارب والصداقة عبر أكثر من عقد من الزمن إلى أن حط ترامب رحاله في واشنطن. وفجأة تتحول نقاط التقارب بين برلين وواشنطن إلى ملفات خلافية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ M. Kappeler
يريدون منا أن نتصافح؟
طلبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بلطف مصافحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في آذار/ مارس عام 2017 خلال زيارتها الأولى بعد انتخابه أثناء مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي. لكن مضيفها لم يتفاعل مع طلبها وأشار في اتجاه مختلف. وفي وقت لاحق قال ترامب أنه لم يسمع سؤال ميركل آنذاك.
صورة من: Reuters/J. Ernst
ميركل في مواجهة عناد ترامب
في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في تموز/ يوليو عام 2017 واجهت ميركل مواقف ترامب العنيدة بشأن ملف حماية المناخ. وبعد عدة محاولات غير مجدية لإقناعه بأسلوب هادئ، كان الخيار الوحيد المتبقي أمامها هو توثيق نقاط الاختلاف حول ملف حماية المناخ من خلال خطاب واضح.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
بداية نهاية التقارب
خلال زيارته الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة في برلين، بدا التقارب بين المستشارة والرئيس الأمريكي باراك أوباما واضحا للغاية. لكن في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016، وبعد أيام قليلة من انتخاب دونالد ترامب، بدا أن أوباما أراد نقل مسؤولية الديموقراطية الغربية إلى أنغيلا ميركل. وسائل إعلام أمريكية علقت على الموضوع بسخرية ووصفت ميركل بقائدة العالم الحر.
صورة من: Reuters/F. Bensch
أرفع جائزة في أمريكا
في ثوب سهرة تلقت ميركل في حزيران/ يونيو عام 2011 ميدالية الحرية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، وهي أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة الأمريكية. ميركل حصلت على هذا الوسام بسبب إسهامها في السياسة الأوروبية. كما وصف المراقبون هذه الجائزة بأنها دليل على العلاقات الألمانية الأمريكية الجيدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
اختفاء ملامح العلاقة الودية
أثناء قمة مجموعة السبع الكبار في حزيران/ يونيو عام 2015 في جبال الألب البافارية، ظهرت بالفعل ملامح علاقة ودية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وتمكنت المستشارة من كسب دعم الولايات المتحدة الأمريكية في ملف مكافحة تغير المناخ. لكن سرعان ما انتهت نقطة التقارب هذه فجأة مع انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
صورة من: Reuters/M. Kappeler
الدعوة إلى تكساس
في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2007، زارت أنغيلا ميركل وزوجها يواخيم زاور سلف الرئيس باراك أوباما، جورج دبليو بوش في مزرعته في كراوفورد، تكساس. استعرض بوش لهما مزرعته، وما يوجد داخلها ومنها أحد الأودية الصغيرة. وعلى المستوى السياسي، كان الوضع في إيران هو موضوع محادثات كل من ميركل وبوش في ذلك الوقت. ولكن هذه النقطة تحولت أيضاً في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى نقطة خلاف بين البلدين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kugler
ميركل المحبة للحرية
بعد اجتماعهما الأول، كان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش متحمساً لحب أنغيلا ميركل للحرية، والذي أوضحه لوسائل الإعلام من خلال مشوارها في جمهورية ألمانيا الديمقراطية. وفي قمة مجموعة الثماني في سانت بطرسبرغ في تموز/ يوليو عام 2006، أمسك بوش ميركل من الظهر ممررا بيده باتجاه الرقبة ، لتبعد المستشارة ذراعه على الفور وهي في حالة صدمة. غير أن تصرف بوش كان بدافع الود والمحبة.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Nemenov
الدعوة إلى حفلة الشواء
في تموز/ يوليو عام 2006، كان واضحاً مدى استمتاع جورج دبليو بوش بدعوة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل له في حفلة شواء داخل دائرتها الانتخابية الواقعة على ساحل ولاية مكلنبورغ فوربومرن على بحر البلطيق. وفي الصورة يظهر بوش وهو يضع على طبق ميركل قطعة من لحم الخنزير.
صورة من: picture-alliance/dpa/BPA/G. Bergmann
ميركل يد بيد مع بيل كلينتون
في حفل تأبين هيلموت كول في تموز/ يوليو عام 2017، ألقى الرئيس السابق بيل كلينتون خطاب حداد مؤثر عن المستشار الألماني السابق. و قال خلال خطابه هذه بنبرة حزينة "أنا أحببته". وعندما تحرك بيل كلينتون من منصة الخطاب والعودة للجلوس مرة أخرى، أمسك بيد المستشارة أنغيلا ميركل.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Murat
الوصول إلى الأب عبر الابنة؟
ابنة الرئيس الأمريكي، إيفانكا ترامب، التقت أيضاً بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في البيت الأبيض في واشنطن في آذار/ مارس عام 2017. وبدا أن محادثة المستشارة وإيفانكا كانت على نحو أفضل من محادثتها مع والدها. في الشهر التالي، شاركت إيفانكا ترامب في مؤتمر المرأة لقمة مجموعة العشرين في برلين وجمعتها المحادثات الحماسية للمرة الثانية مع أنغيلا ميركل.
صورة من: picture alliance/P. Benic/Consolidated News Photos
تحدي الأوروبيين
أسفر تعامل الرئيس إيمانويل ماكرون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن ثناء وسائل الإعلام الأمريكية على الضيف الفرنسي هذا الأسبوع. ومن ناحية المضمون فقد بدا أن ماكرون لم يستطع التأثير على رأي مضيفه لا حول موضوع الرسوم الجمركية أو حتى الصفقة الإيرانية. وإذا بقيت الأمور على هذا النحو، فإن لدى ألمانيا وفرنسا مخاوف مشتركة. إعداد: أندريا غروناو/ إيمان ملوك.