أول اشتباك بين القوات السورية والتركية في رأس العين السورية
٢٧ أكتوبر ٢٠١٩
كشفت مصادر سورية عن وقوع اشتباكات بين الجيش السوري والقوات التركية في مدينة رأس العين الحدودية، فيما أعلن الجيش التركي أن قواته تعرضت لهجوم من قبل قوات كردية.
إعلان
ذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) اليوم الأحد (27 تشرين الأول/أكتوبر) أن اشتباكات وقعت بين الجيش السوري والقوات التركية في المنطقة الريفية المحيطة بمدينة رأس العين الحدودية في شمال سوريا على الحدود التركية.
وأضافت الوكالة "أحكمت وحدات من الجيش العربي السوري سيطرتها على أربع قرى جديدة في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي شمال غرب الحسكة وهي أم حرملة، باب الخير، أم عشبة، الأسدية وقلصت المسافة باتجاه الحدود التركية إلى ثلاثة كيلومترات".
من جهته أعلن الجيش التركي اليوم أن إحدى دورياته في سوريا تعرضت لهجوم شنته قوات كردية في المنطقة الحدودية التي دخلها الأتراك خلال الأيام الماضية، وانسحبت منها قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، ما أدى إلى مقتل جندي وجرح خمسة آخرين.
وقال الجيش في بيان إن الهجوم وقع في رأس العين حيث كانت دورية تركية تقوم بمهمة استطلاع ومراقبة. وأضاف أن الدورية ردت و"أكدت أنها شلّت حركة الأهداف"، بدون أن يذكر أي تفاصيل.
أردوغان: الانسحاب لم ينته
وينص اتفاق 17 تشرين الأول/أكتوبر الذي توصلت إليه أنقرة وواشنطن، على انسحاب "قوات سوريا الديموقراطية" من "المنطقة الآمنة" التي تمتد بعمق ثلاثين كيلومتراً من الحدود التركية وبطول 440 كيلومتراً. وتعتبر أنقرة هذه القوات "منظمة إرهابية" تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي يقود حركة تمرد ضدها في تركيا.
وأعلنت واشنطن الثلاثاء أن الانسحاب انتهى، لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نفى ذلك السبت. وقال أردوغان في خطاب في اسطنبول: "إذا لم ينسحب الإرهابيون (من المنطقة) في نهاية المائة وخمسين ساعة، فإننا سنتولى الأمر ونطهرها بأنفسنا".
وكانت مهلة الانسحاب بدأت في 23 تشرين الأول/أكتوبر الساعة التاسعة بتوقيت غرينيتش إثر اتفاق روسي تركي توصل إليه الطرفان في سوتشي. وبموجب الاتفاق، ستبدأ القوات الروسية والتركية يوم الثلاثاء المقبل تسيير دوريات في شريط بعمق عشرة كيلومترات على الجانب السوري من الحدود حيث ظلت قوات أمريكية تعمل لسنوات مع حلفائها الأكراد.
من جانبها أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" أنها "تعيد انتشارها" في مواقع جديدة بعيدة عن الحدود التركية السورية بموجب اتفاقية سوتشي، مشيرة إلى أنها أجرت مناقشات مكثفة مع روسيا قبل الاتفاق على إعادة الانتشار.
م.ع.ح/م.س (رويترز، أ ف ب)
المدنيون يتحملون العبء الأكبر للهجوم التركي في سوريا
يحاول من نزح جراء المعارك في شمال شرق سوريا النجاة بالاحتماء في منازل ومدارس مهجورة. ومع رحيل المنظمات الدولية غير الحكومية، يصطف المواطنون لساعات من أجل كسرة خبز. أما القلة القليلة التي تبقت من الأطباء فغارقة في عملها.
صورة من: DW/K. Zurutuza
المحطة الأولى رأس العين
تشير مصادر أممية إلى وجود أكثر من مائتي ألف نازح داخل شمال شرق سوريا منذ بداية الهجوم التركي، الذي بدأ في التاسع من تشرين الأول / أكتوبر 2019. وكان لمدينة رأس العين الحدودية النصيب الأكبر إثر هجوم مشترك لميليشيات مدعومة من تركيا التركية وقصف جوي. وستبقى المدينة تحت السيطرة التركية وفق اتفاق سوتشي الذي توصلت إليه روسيا وتركيا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
"فقدنا كل شيء"
وتفيد تقارير بأن أغلب الفارين ينتمون إلى الأكراد. أما ما تبقى في المدينة من مدنيين فهم غالبًا من العرب الذين لا يزالون على تواصل هاتفي بجيرانهم القدامى. وقال هذا الرجل لـ DW (دويتشه فيله): "لقد أخبروني أمس أن الإسلاميين كانوا ينهبون منزلنا؛ لقد فقدنا كل شيء".
صورة من: DW/K. Zurutuza
كل كَسرة خبز تساعد
قوات النظام السوري تتمركز على مسافة كيلومترات قليلة من تل تمر بمحافظة الحسكة. ومن ثم، فقد فرَّت على مدار الأيام القليلة الماضية منظماتٌ دولية غير حكومية كانت تتخذ المنطقة مركزًا لها في السابق. ويعتمد النازحون داخليًّا من رأس العين والقرى المجاورة على عمل المنظمات غير الحكومية التي تكافح لمواكبة الأزمة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
قرى خاوية ومخاطر عديدة
وبخلاف تل تمر، تستقبل قرى متاخمة أخرى مئات النازحين، الذين يعتمدون على منظمات محلية غير حكومية. وأوضح حسن بشير، منسق محلي لمنظمة غير حكومية، في تصريحات لـ DW أنهم "يعيشون في قرى خاوية، يوجد كثيرٌ منها بالقرب من مواقع أخرى خاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة من الأتراك أو خلايا نائمة لداعش".
صورة من: DW/K. Zurutuza
وجبة واحدة لكل أسرة
لهذا النازح العربي القادم من رأس العين أربع زوجات وسيكابدون جميعا مشقة الحصول على ما يكفي لإطعام جميع أطفالهم، إذ تقول المنظمات غير الحكومية إنها لا تستطيع توزيع أكثر من وجبة غذائية واحدة لكل أسرة. وقال لـ DW بعد أن حصل على وجبة غذائية واحدة: "ليس ذنبهم أنهم مجرد أطفال".
صورة من: DW/K. Zurutuza
المدارس مغلقة.. إلى الأبد؟
منذ بداية الهجوم في شمال شرق سوريا والمدارس مغلقة، ويستقبل كثيرٌ منها الآن نازحين داخليًّا من رأس العين. وسينتقل من يستطيع تحمل التكلفة إلى مدن مثل الحسكة، التي تقع على بعد 80 كيلومترًا نحو الجنوب، أما البقية فسيتعين عليهم التكيف مع الظروف القاسية في مدينة حدودية تواجه المزيد من الهجمات من الشمال.
صورة من: DW/K. Zurutuza
"استمرار الوضع ينذر بكارثة كبرى"
تعيش حاليًا 50 أسرة كردية من رأس العين في هذه المدرسة المهجورة بتل تمر، وسط غيابٍ للمياه والكهرباء. ومع تدهور الأوضاع الصحية، يخشى أطباءٌ محليون والمستشفى في تل تمر من تفشي الكوليرا وغيرها من الأمراض، إذ أخبر أحد الأطباء المحليين DW: "إذا استمر الوضع هكذا، يجب أن نستعد لكارثة إنسانية كبرى".
صورة من: DW/K. Zurutuza
مرضى تقطعت بهم السبل
على الرغم من أن المشفى في تل تمر يعالج الجرحى، فإنه لا يستطيع مساعدة أولئك الذين يعانون من أمراض مثل السرطان. وأخبر نازحان DW أنهما كانا من المفترض أن يتلقيا علاجًا كيميائيًّا في دمشق قبل بدء الهجوم، إلَّا أن الوضع الأمني الحالي يجعل الوصول إلى هناك مستحيلًا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
نوع آخر من أماكن اللعب
منذ سيطرة تنظيم "داعش" على تل نصري، بقيت القرية المسيحية الواقعة على أطراف تل تمر خاوية، إذ رحل أغلب سكانها السابقين خلال حصار داعش عندما دمَّرت المليشيات الكنائس بمتفجرات، قبل سقوط "الخلافة" المزعومة. ومع عدم وجود مكان آخر يذهبون إليه، يعيش العديد من النازحين داخليًّا من رأس العين في تل نصري.
صورة من: DW/K. Zurutuza
العيش على الصلاة
هؤلاء الفِتيانٌ من بين عشرات العالقين في تل نصري، إلَّا أن أوضاع المعيشة القاسية هي أبسط مشكلاتهم. فقبل التقاط الصورة مباشرة، أخبر نازحون DW أنهم تعرضوا لهجوم من قرية مجاورة يُقال إنها واقعة في قبضة إسلاميين، وأوضح مقاتلٌ بقوات سوريا الديمقراطية لـDW: "بدأوا بإطلاق النار علينا واشتبكنا [معهم] لأكثر من ساعة".
كارلوس زوروتوزا (تل تمر) / ج.ا