1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أول الغيث طائرة- ماذا تريد السعودية والإمارات وقطر من ترامب؟

١٢ مايو ٢٠٢٥

يقول خبراء إن زيارة ترامب إلى الخليج ستركز على إتمام صفقات تجارية، فماذا تريد واشنطن؟ وماذا تريد كل من السعودية والإمارات وقطر من سيد البيت الأبيض؟ وما الجدل الذي أثارته الجولة على منصات التواصل الاجتماعي؟

لقاء بين دونالد ترامب ومحمد بن سلمان في الرياض عام 2017
قال خبراء إن جولة ترامب الخليجية سوف تركز على استثمارات بقيمة تريليون دولار وصفقات أسلحة وتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.صورة من: Mandel Ngan/AFP/Getty Images

تباهت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجولته الخليجية، فبلغة الضاد، شدد ناطق باسم الخارجية الأمريكية على أن الجولة تُظهر "الأهمية التي توليها الولايات المتحدة" لدول الخليج العربية.

تغير الأولويات لدى دول الخليج

رغم ذلك، فإن جولة ترامب لن تكون كسابقتها عندما وصل إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة لأول مرة، فخليج عام 2025 ليس هو خليج عام 2017. ويقول خبراء إن المتغيرات والأولويات لدى السعودية والإمارات وقطر قد تغيرت.

ويرى محمد تقي، الباحث والكاتب السياسي الإماراتي، أن زيارة ترامب للمنطقة تحمل في طياتها "أبعادًا إيجابية". وقال في مقابلة مع DW عربية إن هذه الجولة "ستعيد تسليط الضوء الدولي على ملفات استراتيجية، وتحريك النقاش حول قضايا الأمن والاستقرار، فضلًا عن تعزيز فرص الحوار السياسي والاقتصادي مع الأطراف الفاعلة في الإقليم".

بمجرد أن تهبط طائرة "إير فورس وان" في الرياض، سيكون في انتظار ترامب، الثلاثاء (13 مايو/ أيار)، مراسم استقبال فخمة في قصور فاخرة، ووعود خليجية سخية بفرص استثمارية تصل إلى تريليون دولار.

ويقول خبراء إن مباحثات ترامب مع المسؤولين السعوديين، وعلى رأسهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ستركز بشكل كبير على الشراكة الاقتصادية وقضايا إقليمية أخرى، لكن اللافت هو التركيز أيضًا على قضايا تتعلق بالتسليح والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.

هدف ترامب المعلن هو الحصول على استثمارات سعودية في الشركات الأمريكية بقيمة تريليون دولار، بعدما عبر ولي العهد عن رغبة المملكة في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار.

دول الخليج والانتخابات الأمريكية.. لمن تميل الكفة؟

03:44

This browser does not support the video element.

عدة أولويات للسعودية من زيارة ترامب

وكشف سلمان الأنصاري، الباحث السعودي المتخصص في القضايا الجيوسياسية، عن أهداف السعودية من زيارة ترامب.

وفي مقابلة مع DW عربية، قال: "العلاقات السعودية الأمريكية تاريخية ومتجذرة. وتأتي هذه الزيارة الثانية للرئيس ترامب لتكون بمثابة درّة التاج في مسار العلاقات، ودفعها نحو المسار الذهبي في تاريخ الشراكة بين البلدين".

وأضاف الأنصاري: "الرياض تطمح أن تحقق لها واشنطن أربعة أمور وهي: إنجاز تكامل اقتصادي في مجالات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، وشراكة في تطوير الطاقة النووية السلمية، وشراكة أمنية وعسكرية غير مسبوقة".

وقبيل الزيارة، اتخذت واشنطن عددا من الإجراءات الإيجابية تجاه الرياض؛ إذ إن الاتفاق على وقف القصف الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن يتماشى مع وقف إطلاق نار مماثل أبرمته السعودية قبل أعوام، فضلًا عن فصل واشنطن محادثات التعاون النووي المدني عن مسألة التطبيع، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

ونقلت رويترز عن دبلوماسيين قولهما إن ترامب امتنع مؤخرًا عن الحديث عن خطة "ريفييرا  غزة"، التي أثارت غضب العالم العربي باقتراحه تهجير جميع سكان غزة وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع الساحلي.

وفي هذا السياق، قالت إميلي تاسيناتو، الباحثة في شؤون الخليج في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن "الجانب السعودي سيُعطي الأولوية للأعمال التجارية لتجنب وضع غير مريح".

وفي مقابلة مع DW، أضافت: "أحد جوانب (المباحثات) سوف يتعلق بالبرنامج النووي المدني السعودي، حيث يبدو أن ترامب الآن مستعد لمناقشة التعاون دون إلزام المملكة بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وهناك جانب آخر يتعلق بالدفاع، وإن لم يكن في صيغة معاهدة دفاعية ملزمة، لأنه أمر لا يستلزم إبرام صفقة مع إسرائيل".

وفي حين تتصدر مواجهة الصعود الاقتصادي للصين أجندة السياسات الخارجية لترامب، فإن ذلك لن يكون سهلا في السعودية. فمنذ إطلاق رؤية 2030، أصبحت الصين جزءًا لا يتجزأ من خطط المملكة، إذ هيمنت على قطاعات مختلفة من الطاقة والبنية التحتية إلى الطاقة المتجددة.

قال خبراء إن زيارة ترامب تهدف إلى مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقةصورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance

ما هي أولويات الإمارات وقطر؟

وتعد زيارة ترامب إلى السعودية أول زيارة رسمية وثاني رحلة خارجية له منذ إعادة انتخابه، بعد حضوره جنازة البابا في روما. وتشمل جولته في الخليج أيضًا قطر والإمارات.

وفي هذا السياق، قال الخبير السعودي سلمان الأنصاري: "السعودية أقنعت واشنطن بأن شرقاً أوسط آمنا ومزدهرا هو من صلب مصلحة الولايات المتحدة والأمن والازدهار العالمي".

ومن جانبه، قال الخبير الإماراتي محمد تقي إن مباحثات ترامب في الخليج ستتناول "ملفات عديدة، أبرزها ملف محاربة الإرهاب، وملف الاقتصاد والطاقة، وأيضًا الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة".

ويحظى ترامب بثقة عميقة من القيادة السعودية، نابعة من علاقاته الوثيقة مع ولي العهد خلال ولايته الأولى، وهي الفترة التي اتسمت بصفقات أسلحة ضخمة ودعم أمريكي راسخ للأمير محمد، حتى وسط الغضب العالمي إزاء مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

هل تحصل الرياض من واشنطن على مفاعل نووي بدون تطبيع مع إسرائيل؟

22:45

This browser does not support the video element.

وقالت بورجو أوزجليك، الباحثة البارزة في الشؤون الأمنية للشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن، إنه رغم اختلاف أجندات السياسة الخارجية لكل من السعودية والإمارات وقطر، إلا أنها "تطمح مجتمعةً إلى أن تكون دولًا مؤثرة في المنطقة، بما يعني أن الولايات المتحدة تستطيع أن توكل مهمة تأمين المنطقة إلى جهات فاعلة إقليمية".

ونقلت رويترز عن خمسة مصادر في قطاع الطاقة قولها إن دول الخليج تعتزم حث ترامب على تخفيف القيود التنظيمية الأمريكية، التي أعاقت الاستثمار الأجنبي بشكل متزايد، لا سيما في القطاعات التي تُعد جزءًا من "البنية التحتية الوطنية الحيوية" للولايات المتحدة.

وأوضحت المصادر أن الوزراء السعوديين سيدعون، في اجتماعاتهم مع المسؤولين الأمريكيين، إلى تعزيز الظروف المواتية للأعمال التجارية، على أساس أن المغالاة في القيود التنظيمية تُثبط عزيمة المستثمرين على المدى الطويل، لا سيما في وقت تسعى فيه الصين جاهدة لاستقطاب رأس المال الخليجي.

قطر وصخب الطائرة؟

وتزامنت زيارة ترامب مع جدل واسع النطاق على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تقارير صحفية أفادت بأن واشنطن تعتزم إطلاق اسم "الخليج العربي" أو "خليج العرب" على المسطح المائي الذي تعتبره إيران "الخليج الفارسي" منذ قرون.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أمريكيين، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، قولهما إن ترامب سيعلن عن التغيير أثناء جولته الخليجية.

بيد أن هذا الإعلان ليس هو الوحيد الذي تسبب في حالة جدل؛ إذ أثار عرض قطر إهداء طائرة لوزارة الدفاع الأمريكية انتقادات من جانب كثير من رواد التواصل الاجتماعي، اتسمت معظمها بطابع السخرية.

ترامب يبرر قبول طائرة هدية من قطر

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، قد ذكرت أن الإدارة الأمريكية ستتصرف وفقًا للقانون بشأن العرض القطري، مشيرة إلى أنها لا تشعر بالقلق تجاه ما قد تطلبه الدوحة في المقابل.

ومن جهته، برر الرئيس الأمريكي عزمه قبول طائرة كهدية من العائلة المالكة القطرية بأن شركة بوينغ تأخرت في تسليم طائرة الرئاسة الجديدة مما يجعل هذا القرار عمليا.

وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة حافظت على سلامة قطر ودول الخليج الأخرى، وأنه لا ينوي استخدام الطائرة لأسباب شخصية بعد انتهاء ولايته، بحسب ما نقلت رويترز مساء الاثنين. 
 

تحرير: صلاح شرارة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW