أول حرائقه ببغداد.. خط ترامب الأحمر لطهران ينذر بتصعيد جديد
٣١ ديسمبر ٢٠١٩
بعد موافقته على ضربات جوية ضد قوات موالية لإيران في العراق وضع الرئيس دونالد ترامب خطاً أحمر أمام طهران برسالة واضحة، وقد يكون فتح بذالك الباب أمام تصعيد يهدد المنطقة برمتها، ويزيد الفوضى في العراق على حد سواء.
إعلان
رسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترامب خطاً أحمر لإيران بموافقته على ضربات جوية ضد قوات موالية لها في العراق متهمة بتنفيذ هجمات تسببت بمقتل متعاقد أمريكي، لكنه قد يكون فتح بذلك أيضاً باب التصعيد في المنطقة، بحسب خبراء.
فبعد يومين على مقتل المتعاقد الأمريكي بهجمات صاروخية على قاعدة تأوي عسكريين أميركيين في كركوك بشمال العراق، نفذ الجيش الأمريكي ضربات الأحد الماضي على منشآت في منطقة عراقية حدودية مع سوريا عائدة لـ "كتائب حزب الله" العراقي، وهي مجموعة مسلحة موالية لإيران، حملتها واشنطن مسؤولية الهجوم على القاعدة. وتسببت الضربات الجوية بمقتل 25 مقاتلاً.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الاثنين الماضي لقناة "فوكس" التلفزيونية الأميركية أن الضربات كانت "عملاً دفاعياً موجهاً لحماية العسكريين والمواطنين الأمريكيين في العراق... ولردع طهران".
رسالة واضحة
من جانبه أوضح مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر لصحافيين "رأينا أنه من المهم ضرب هدف رئيسي لإرسال رسالة واضحة جداً حول الأهمية التي نعقدها على أرواح الأمريكيين"، معتبراً أن الرد الأمريكي كان "حازماً لكن مناسباً".
وصدر أمر العملية عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي حافظ حتى الآن على "قدر كبير من ضبط النفس" بمواجهة الاستفزازات الإيرانية، وفق ما قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران براين هوك.
وتجاهل ترامب آراء مستشاريه الذين دفعوه باتجاه ضرب إيران بعد تدميرها في حزيران/ يونيو الماضي طائرة مسيرة أمريكية عند مضيق هرمز، كما امتنع عن الرد منتصف أيلول / سبتمبر الماضي على الهجمات ضد منشآت نفطية سعودية نُسبت إلى إيران. لكن مصرع متعاقد أمريكي الجمعة بهجمات صاروخية على قاعدة عسكرية عراقية في كركوك كان القشة التي قصمت ظهر البعير.
واعتبر مارتن إينديك من مركز أبحاث "مجلس العلاقات الخارجية" أن الرئيس الأمريكي كشف بتلك الخطوة موقفه بوضوح، مضيفاً أن
بيد أن إينديك، وهو دبلوماسي سابق، رأى في تغريدة على "تويتر"، أن "ذلك يعني أن كل التصرفات الأخرى (مثل الهجمات ضد حقول نفطية سعودية) لا تستدعي رداً عسكرياً أمريكياً"، معتبراً أن تلك الرسالة ستشجع طهران على إطلاق عمليات جديدة لإضعاف موقع الولايات المتحدة في المنطقة.
استخدام منطقي للقوة
في المقابل، اعتبر بيتر بيرغن من مركز أبحاث "نيو أميركا" في مقال نشره موقع "سي إن إن"، أنّ ضربات الأحد أظهرت "استخداماً مناسباً ومنطقياً للقوة من جانب قائد بدا حتى الآن متردداً في الدخول بحرب مفتوحة مع طهران، رغم مواقفه المتسرعة غالباً". وواقع الأمر أن الولايات المتحدة بينت أنها تريد ردع طهران وليس تصعيد التوتر معها. من جانبه يرد شينكر بالقول: "نحن لا نريد تصعيداً، بل نريد خفضاً للتصعيد".
لكن الضربات الأمريكية أثارت تنديداً وغضباً في العراق. وقالت الحكومة العراقية إنها تجد نفسها مضطرة إلى "مراجعة علاقتها" مع الولايات المتحدة، فيما دعا عشرات النواب العراقيين إلى إعادة تقييم اتفاق التعاون الأمريكي-العراقي الذي ينظم وجود 5200 عسكري أمريكي في البلاد.
وهاجم محتجون عراقيون الثلاثاء البوابة الرئيسية للسفارة الأمريكية في بغداد منددين بالضربات الأميركية. وأحرقوا أعلاماً أمريكية وحطموا كاميرات مراقبة على سور السفارة وهم يهتفون "الموت لأمريكا". وارتدى المحتجون الزي الرسمي لقوات الحشد الشعبي المؤلفة من فصائل موالية لإيران ومن أبرزها كتائب حزب الله. وحملوا لافتات كتب على إحداها "إلى البرلمان: يجب إخراج القوات الأمريكية وإلا سيتم طردهم".
"حروب لا نهاية لها"
ورأى الدبلوماسي السابق ريتشارد هاس أن تصريحات ترامب المتكررة ضد "حروب لا نهاية لها"، بالإضافة إلى التوترات الداخلية في العراق العالق منذ سقوط صدام حسين في 2003 بين حليفيه الأمريكي والإيراني، "يمكن أن تقود الحكومة العراقية إلى طلب انسحاب القوات الأمريكية". وأشار في تغريدة إلى أن "ذلك سيكون نهاية حزينة" للحرب في العراق.
ويخشى خبراء مثل مارتن إينديك أن تقوم طهران بهجمات مدمرة جديدة لتحدي دونالد ترامب بالوفاء بوعوده الانتخابية حول إعادة العسكريين الأمريكيين المنتشرين في الشرق الأوسط إلى الوطن. ويخلص إينديك إلى القول: "إذا هوجم العسكريون الأمريكيون في العراق، سيجد ترامب نفسه أمام خيار لا يحسد عليه: خوض حرب جديدة في الشرق الأوسط أو الاستسلام".
ع.غ/ ح.ز (آ ف ب/ د ب أ)
احتجاجات العراق.. أحداث ومحطات رئيسية
رغم استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أعمال العنف والاحتجاجات في العاصمة بغداد والمدن الجنوبية مستمرة للشهر الثالث على التوالي وسط تساؤلات عما ينتظر العراق بعد استقالة عبد المهدي؟
صورة من: AFP
استقالة لم تقنع المتظاهرين
استقالة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، لم تقنع المتظاهرين بإنهاء احتجاجاتهم المتواصلة في بغداد والمناطق الجنوبية، مؤكدين عزمهم على "تنحية جميع رموز الفساد". فيما دعا نائب عراقي إلى محاكمة عبد المهدي وأركان حكومته.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Faleh
لم يصمد أمام الاحتجاجات
دفعت المظاهرات عبد المهدي إلى الاستقالة في الـ 29 من تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن سحبت قوى سياسية دعمها له. مجلس النواب العراقي وافق على الاستقالة وأعلنت كتلة سائرون وهي الأكبر، تنازلها عن حقها في ترشيح خليفة لرئيس الوزراء المستقيل وتركت الاختيار للشارع. فيما أكد المتظاهرون أن ذلك ليس كافيا، ورفعوا شعارات منددة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ومنافسه السياسي الشيعي الآخر هادي العامري.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
الرصاص الحي ضد المحتجين
مع تواصل الاحتجاجات تزداد حدة العنف ويسقط عشرات الضحايا، كما حدث في محافظة ذي قار، حيث سقط في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر فقط، نحو 32 قتيلا وأكثر من 250 جريحا. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق من استمرار استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
صورة من: Reuters
صب مزيد من الزيت على نيران الاحتجاجات
في خضم الاحتجاجات، نشرت صحيفة نيوريورك تايمز وموقع ذي انترسبت الأمريكيين يوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، وثائق مسربة من أرشيف الاستخبارات الإيرانية كتبت بين 2014 و2015، كشفت حجم التدخل الإيراني السافر في العراق. وحسب هذه التسريبات فإن البلاد سقطت تماما في قبضة النظام الإيراني بعد عام 2003 والانسحاب الأمريكي من العراق وليصبح معظم المسؤولين مجرد متلقين للأوامر من إيران!
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mizban
هجوم على قنصليات إيران
مع تصاعد المظاهرات المطالبة بوقف التدخل الإيراني، هاجم محتجون مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين. وتكرر ذلك مع القنصلية في النجف بعدما أضرم متظاهرون النار في المبنى. واستنكرت إيران إحراق قنصليتيها وطالبت بغداد بحماية مقراتها الدبلوماسية. كما أجج الحادث العنف في العراق.
صورة من: AFP/H. Hamdani
السيستاني يدعم المحتجين
في نبرة متصاعدة، أبدى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني مساندته للاحتجاجات في خطبته التي قرأها ممثل عنه يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/ نوفمبر. وقال إنه لا يتدخل في أمور السياسة إلا في أوقات الأزمة، محذرا من أن التدخل الخارجي في شؤون البلاد سيجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات.
صورة من: AFP Photo/Getty Images
تكتيك غير مسبوق!
مع تصاعد الاحتجاجات والعنف، بدأ المتظاهرون باستخدام تكتيك جديد في مواجهة حملات التضييق والقمع التي تشنها السلطات، حيث بدأوا بقطع الطرق ومنع الوصول إلى المدارس والدوائر الرسمية والدخول في إضراب طوعي، وبالتالي توقف العمل في غالبية مدن جنوب العراق من البصرة وصولاً إلى الكوت والنجف والديوانية والحلة والناصرية.
صورة من: Reuters/E. al-Sudani
"إيران بره بره".. وخامنئي يرد
كشفت الاحتجاجات حجم دور وتدخل إيران في العراق، حيث يطالبها المحتجون بالكف عن تدخلها. فيما وصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الاحتجاجات بـ"المؤامرة"، التي تهدف للتفريق بين العراق وإيران. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد وجهت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وأطراف أخرى في تأجيج الأحداث بالعراق.
صورة من: picture-alliance/abaca/Salam Pix
محاسبة الفاسدين والمتورطين في القمع!
بعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات أوصت لجنة تحقيق في الإضطرابات التي شهدها العراق بإحالة عدد من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للقضاء على خلفية مقتل متظاهرين. كما تعهدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الفساد. لكن المحتجين الذين تصدرت قضايا الفساد والقمع والبطالة شعاراتهم، يواصلون مظاهراتهم ويطالبون برحيل النظام.
صورة من: AFP
مقتدى الصدر يسحب دعمه!
شهد موقف رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تغيرا ملحوظا خلال الاحتجاجات، فمن داعم لحكومة عادل عبد المهدي إلى مطالب باستقالته. الصدر حذر من أن عدم استقالة عبد المهدي قد يحوّل الوضع في العراق إلى ما يشبه سوريا واليمن.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Kadim
"بغداد حرة حرة"..
اندلعت الاحتجاجات السلمية بالعراق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة ووقف التدخل الإيراني. وقد شملت الاحتجاجات العاصمة بغداد والمدن الجنوبية، ورغم سلميتها قوبلت برد أمني عنيف سقط على إثره 257 شخصاً في الشهر الأول من الاحتجاجات.
إعداد: م. س/ م.م