أول قافلة مساعدات غذائية تدخل مدينة داريا المحاصرة
١٠ يونيو ٢٠١٦
للمرة الأولى منذ بدء حصارها في عام 2012 من قبل النظام السوري، دخلت قافلة مساعدات تحمل مواد غذائية ليلة أمس الخميس إلى مدينة داريا في ريف دمشق، بحسب ما أعلن مسؤول في الهلال الأحمر السوري.
إعلان
أكد مدير عمليات الهلال الأحمر السوري تمام محرز أن "تسع شاحنات تقوم حاليا بتفريغ حمولتها في داريا. وتحتوي على مساعدات غذائية، بينها مأكولات جافة وأكياس من الطحين، ومساعدات غير غذائية بالإضافة إلى مساعدات طبية". وأوضح محرز أن المساعدات الغذائية تكفي لمدة "شهر"، من دون تحديد عدد الأشخاص أو الأسر التي ستستفيد منها. وفي وقت سابق، كان الهلال الأحمر أعلن أن العملية نفذت بالتعاون مع الأمم المتحدة. ونشر المجلس المحلي لداريا، التي تسيطر عليها فصائل معارضة، شريط فيديو يظهر آليات تابعة للأمم المتحدة لحظة دخولها مع أولى ساعات الليل إلى داريا.
وتشكل داريا معقلا يرتدي طابعا رمزيا كبيرا للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ العام 2012، ومن أولى المدن التي فرض عليها حصار. ولا يزال نحو ثمانية آلاف شخص يعيشون في هذه المدينة الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى جنوب غرب العاصمة. وفي الأول من حزيران/ يونيو الحالي، دخلت أول قافلة مساعدات إلى مدينة داريا منذ العام 2012، ولكن من دون أن تتضمن مواد غذائية، ما شكّل خيبة أمل للسكان الذين يعانون من سوء التغذية.
طفلة سورية تجسد برسوماتها معاناة وآلام اللاجئين
رحلات اللاجئين قصص عذاب وألم لا نهاية لها. البالغون يكبتون مشاعرهم بالتكيف مع الحياة في أماكن اللجوء، أما الأطفال فتمسي أحلامهم كوابيس عن الحرب والأحبة الغائبين ومن ابتلعهم البحر. طفلة سورية وثّقت كل ذلك في رسومها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
عبرت طفلة سورية عمرها نحو 10 سنوات، خلال تواجدها في مخيم للاجئين في اليونان، عن قصص الخوف والحزن التي عاشتها. بالرسم وبكلمات بسيطة عكست الأوضاع المأساوية للسوريين. رسمت قبرا لوالديها ولسوريين آخرين، ودبابات وطائرات تدك منازل سطعت فوقها "شمس الموت" حسب تعبيرها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
قبور على شكل جبال تعلوها شواهد على شكل صلبان، يرقد فيها سوريون. ورغم أن والدي الطفلة يعيشان معها في المخيم اليوناني إلا أنها كثيرا ما عاشت لحظات بكى فيها أطفال وهم يودعون أهلهم في قبور منفردة حفرت على عجل أثناء رحلة الهروب بحثا عن الحياة والأمن.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
رسمت صورة لجسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فهو باق في كوابيس الطفلة الصغيرة. لقد انتشرت صورة أيلان منبهة إلى مأساة اللاجئين، وأصبح رمزا لمعاناة الأطفال الذين يعبرون البحر أملا في حياة جديدة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الأزرق هو مياه البحر. ومن معاني البحر في لغة الرموز: رحلة إلى مستقبل أفضل، وإلى عالم مجهول. لكنه عند الطفلة الصغيرة مقبرة للسورين الهاربين من جحيم الحرب والحرمان. الصورة تروي قصة أسرة لم يبق منها سوى طفل صغير يمسك بذراع أمه الغريقة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
داخل خيام اللاجئين توقفت أحلام الأطفال. كثيرون منهم كانوا يحلمون بلقاء أبائهم، الذين عبروا البحر قبلهم، أملا في الوصول إلى أوروبا ثم استقدام عائلاتهم. الطفلة الصغيرة لم يبق في ذاكرتها سوى الخيام وبوابة المخيم التي يحرسها عسكري لا يتحدث لغتها غالبا، أما الأحلام فكان مصيرها سلة المهملات.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
في هذه الصورة تتحدث الطفلة عن ضياع الحلم. الأطفال في المخيم اليوناني يحلمون في العيش بسلام في أوروبا. بعضهم قال لـ DW إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. لكن اللاجئين يقضون أحيانا سنوات في المخيمات ولا يصلون إلى أوروبا، وكل ما على الأطفال الآن هو الانتظار.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
هنا مجتمع المخيمات، الذي يكبر الأطفال فيه وتتشكل شخصياتهم وسط "ظروف صعبه" كما كتبت الطفلة السورية في هذه الصورة، التي رسمتها تسجل فيها اجتماعا لبعض اللاجئين داخل المخيم، وهم يلتقون بين الخيام ويشكون لبعضهم هموما متشابهة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كومة عالية من أجساد بشرية، تتربع فوقها علامة الموت، ومعسكرات إيواء وأسلاك شائكة. هذه المشاهد رسمتها الطفلة الصغيرة هنا لتقول لنا إنها شاهدة على ذلك كله. وكتبت في أعلى الصورة إنها "حقيقة في تاريخ أوربا".
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كثير من اللاجئين باعوا متعلقاتهم الشخصية من أجل عبور الحدود إلى أوروبا. امرأة تبكي وسط أطفالها، ورجل يخرج جيوب سرواله الفارغة، وعلى الأرض تزحف أفعى ويسير فأر، للدلالة على غياب النظافة عن مخيمات اللاجئين. صورة الحارس خلف القضبان حاضرة دائما في رسومات الطفلة الصغيرة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الطفلة السورية، هي واحدة من أطفال كثيرين يعيشون في مخيمات اللاجئين. ينظرون للمستقبل بحيرة وبلا يقين ولا ضمانات. لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث بعد ساعة. وأسرة الطفلة لم تعد تملك فلسا واحدا، وما زالت تنتظر نتيجة طلب اللجوء. فأي مستقبل ينتظر هذه الطفولة؟
صورة من: DW/M.Karakoulaki
10 صورة1 | 10
وأكد شاهد عيان يدعى شادي مطر عبر فيسبوك أن "عدد السكان الذي كان ينظر القافلة لم يكن كبيرا، لأنهم ما عادوا يصدقون الوعود". وأضاف "وبسبب القصف على المدينة (من قبل النظام)، لا يعد يجرؤ الناس على الخروج والتجمع". وما زالت الشاحنات تفرغ حمولتها في مستودعات المجلس المحلي ومكتب الإنقاذ في المدينة. ووفقا لمطر، فإن "الطعام لا يكفي جميع السكان المحاصرين. لقد أبلغونا بأن هذا جزء من المساعدات".
ويأتي دخول المساعدات الغذائية بعيد ساعات من إعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا بأن الحكومة السورية أبلغت الأمم المتحدة بموافقتها على دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق التسع عشرة المحاصرة بنهاية حزيران / يونيو. وهذه هي المرة الأولى التي توافق فيها الحكومة السورية على دخول مواد غذائية إلى داريا، إذ سبق وأبدت رفضها في مناسبات سابقة عدة.
وأعرب دي ميستورا عن أمله في أن تزيد قوافل المساعدات البرية في الأسابيع المقبلة، بشكل يجعل من العمليات المكلفة والخطيرة لإلقاء المساعدات غير ضرورية.