قبل قمة بروكسل الأروروبية التي هي أول قمة تعقد بعد استفتاء الخروج عن بريطانيا، رفض الأوروبيون بشكل قاطع إجراء مفاوضات غير رسمية قبل تقديم لندن طلب الانسحاب. والأنظار تتجد إلى كاميرون وما سيقدمه خلال هذه القمة.
إعلان
بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يعقد رؤساء دول وحكومات بلدان الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء (28 يونيو/ حزيران 2016) قمة حاسمة من المفترض أن تناقش سبل بدء إجراءات خروج سريع لبريطانيا من التكتل الأوروبي خوفا من اضطراب الأسواق المالية، كما سيسعى قادة الدول الأوروبية إلى بحث آليات التعامل مع زلزال "خروج" بريطانيا لتجنب انتقال العدوى إلى دول أخرى.
وتتجه الأنظار إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وإلى ما سيقدمه لنظرائه الأوروبيين أثناء القمة الأوروبية، في ظل وجود حملة دبلوماسية أوروبية قوية تطالب لندن بتعجيل إجراءات الخروج بدء بتقديم الطلب رسميا وفق مقتضيات البند الـ50 من معاهدة لشبونة.
وأعلنت فرنسا وألمانيا وايطاليا أنها لن تجري أيّ مفاوضات مع لندن ما لم تقدم طلبا رسميا للانسحاب من الاتحاد.
وعشية القمة التي تنطلق اليوم الثلاثاء (28 يونيو/ حزيران 2016) وإلى غاية يوم غد الأربعاء في بروكسل، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "نحن متفقون في هذا الشأن، لا مناقشات رسمية أو غير رسمية حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون طلب خروج من الاتحاد على مستوى المجلس الأوروبي".
وكانت ميركل تتحدث في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي. وقالت المستشارة الألمانية "سنقدم اقتراحا إلى زملائنا" رؤساء دول وحكومات البلدان الأخرى الأعضاء في الاتحاد "لإعطاء دفع جديد" للمشروع الأوروبي "في الأشهر المقبلة". وأكدت أن الاقتراح سيشمل تحقيق تقدم في مجالات "الدفاع والنمو والوظيفة والقدرة التنافسية".
التبعات الاقتصادية
وإلى جانب نفاد صبر شركائها الأوروبيين، يترتب على المملكة المتحدة إدارة الآثار الاقتصادية لقرارها فقد خفضت وكالتا التصنيف الائتماني "ستاندارد اند بورز" و"فيتش" أمس الاثنين درجة الدين البريطاني.
وقالت "ستاندارند اند بورز" في بيان إن درجة الدين البريطاني خفضت من "ايه ايه ايه" وهي الأفضل، إلى "ايه ايه" أي درجتين.
وأشارت الوكالة إلى "عدم اليقين" الذي نجم عن الاستفتاء، موضحة أنها تتوقع "أجواء سياسية لا تسمح بالتكهن بتطوراتها وأقل استقرارا وأقر فاعلية" في الأشهر المقبلة.
أما وكالة "فيتش" فقد خفضت درجة بريطانيا من "ايه ايه+" الى "ايه ايه" مع آفاق سلبية، ما يعني إمكانية أن تخفض الدرجة من جديد في الأشهر المقبلة. وقالت إنها "تعتبر أن عدم اليقين الذي يلي نتيجة الاستفتاء سيؤدي إلى تباطؤ كبير للنمو في الأمد القصير"، مشيرة أيضا إلى إمكانية إجراء الاستفتاء على استقلال اسكتلندا.
وتعيش بريطانيا حالة من الاضطراب السياسي يفاقمها تهديد اسكتلندا التي صوت 62 بالمائة من ناخبيها لصالح بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، بالانفصال عن المملكة المتحدة.
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Dolezal
8 صورة1 | 8
والملفت أن نبرة زعماء حملة الخروج بدأت تتراجع، إذ أن بوريس جونسون الذي يطمح لخلافة كاميرون على رأس الحكومة، اعتمد على غير عادته، لهجة تصالحية أمس الاثنين مؤكدا أن المملكة المتحدة "جزء من أوروبا" وأن التعاون مع الدول المجاورة "سيتكثف". وأضاف جونسون أن خروج بريطانيا من الاتحاد "لن يتم بتسرع" بينما ذكرت الصحف البريطانية أن وزيرة الداخلية تيريزا ماي ستكون منافسته على منصب رئيس الوزراء في حزب المحافظين.