أول محادثات ألمانية مع طالبان في كابول بشأن الوضع الإنساني
١٩ نوفمبر ٢٠٢١
أجرى دبلوماسيون ألمان رفيعو المستوى أول محادثات مع طالبان في العاصمة الأفغانية كابول منذ سيطرة الحركة على البلاد. وتركزت المحادثات على الوضع الإنساني، وتعهدت طالبان بضمان "الوصول الآمن" للعاملين في المجال الإنساني.
إعلان
قالت وزارة الخارجية الألمانية إن المبعوث الألماني الخاص لأفغانستان ياسبر فيك والسفير الألماني المعيّن لدى أفغانستان ماركوس بوتسل أجروا محادثات مع حكومة طالبان في العاصمة الأفغانية يوم الخميس (18 تشرين الثاني/نوفمبر 2021).
وتابعت الوزارة أن المحادثات تركزت على المجالات "التي يكون فيها التعاون العملي ضرورياً وممكناً"، وتحديداً فيما يتعلق بـ "الوضع الإنساني للشعب الأفغاني". وتم إخلاء السفارة الألمانية في كابول في منتصف آب/أغسطس وسط التقدم السريع لطالبان.
وواجهت الحكومات الغربية معضلة منذ تولي الحركة الإسلامية المتشددة السلطة في أفغانستان. ففي الوقت الذي تبحث فيه الحكومات الغربية عن طرق لمساعدة السكان الذين يعانون، يريدون تجنب تقديم أي دعم لحكومة طالبان، غير المعترف بها دولياً.
وهناك قلق خاص فيما يتعلق باستبعاد النساء والفتيات من المجتمع، حيث مُنعت معظم طالبات المدارس في الصفوف من السابع حتى الثاني عشر من الذهاب للمدارس، ومعظم النساء في الخدمة المدنية ممنوعات من العمل. ووصفت طالبان هذه الإجراءات بأنها مؤقتة، لكن لا يوجد ما يشير على وجود موعد لنهايتها.
وذكرت برلين أن حكومة طالبان تعهدت خلال محادثاتها مع الدبلوماسيين الألمان "بضمان الوصول الآمن ودون عوائق للعاملين في المجال الإنساني - بما في ذلك العاملات الإناث في مجال الإغاثة- إلى المجتمعات والأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة". كما أعربت عن التزامها بالعفو العام الذي أعلنته عن معارضيها. وكررت طالبان تعهدها بحرية الخروج لجميع الأفغان الذين يريدون مغادرة البلاد.
ورافق فيك وبوتسل المبعوث الهولندي الخاص إيميل دي بونت. وشكر الوفد قطر على دعمها خلال الزيارة. وكان بوتسل يقيم سابقاً في العاصمة القطرية الدوحة كسفير لدى كابول خلال الفترة من 2014 إلى 2016. ولا يوجد حديث عن إعادة فتح سفارة ألمانية في كابول في أي وقت قريب.
م.ع.ح/و.ب (د ب أ)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع