أوميكرون ـ تشديد القواعد عالميا وإسرائيل تقر جرعة رابعة
٢٢ ديسمبر ٢٠٢١
بدأت حكومات بلدان العالم باتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة انتشار سلاسة أوميكرون من فيروس كورونا من ضمنها تشديد قيود التباعد الاجتماعي، فيما ستبدأ إسرائيل بتقديم جرعة تطعيم رابعة للسكان الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاما.
إعلان
شددت الحكومات في أنحاء العالم قيود التباعد الاجتماعي، وناشدت السكان بسرعة تلقي اللقاح بعدما أصبح أوميكرون السلالة الأكثر انتشارا من كورونا، وهو ما عرقل خطط إعادة الفتح التي كان الكثيرون يتطلعون لها كبداية لحقبة ما بعد الجائحة في 2022.
وفي منطقة آسيا والمحيط الهادي قالت حكومة سنغافورة اليوم الأربعاء (22 ديسمبر/ كانون الأول 2021) إنها قررت وقف كافة مبيعات التذاكر الجديدة لرحلات الطيران والحافلات في برنامجها للسفر المعفي من شرط خضوع الوافدين لحجر صحي بدءا من 23 ديسمبر/ كانون الأول وحتى 20 يناير/ كانون الثاني، وأرجعت ذلك إلى مخاوف من تفشي أوميكرون.
وفي أنحاء أخرى من آسيا، أعلنت اليابان رصد أول إصابة محلية بأوميكرون اليوم الأربعاء، في حين حثت الهند كافة ولاياتها على التأهب لزيادة الإصابات وسمحت للسلطات المحلية بفرض قيود على التجمعات الكبيرة. وارتفعت الإصابات بأوميكرون إلى مثليها في الهند على مدى الأسبوع المنصرم.
مسائية DW: متحور أوميكرون.. كيف يريد العالم مواجهته؟
32:53
بايدن يدعو إلى "عدم الهلع" وأوروبا تقرر تشديد القيود
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء بتوفير نصف مليار اختبار سريع لفحص كوفيد-19 مجانا، وحذر ربع البالغين الأمريكيين غير المطعمين من أن خيارهم قد يعني "الفرق بين الحياة والموت".
وقال بايدن إنّ الأوضاع تثير القلق بسبب انتشار أوميكرون، لكنّه شدّد على ضرورة "عدم الهلع"، مؤكّدا أنّ الأوضاع حاليا مغايرة لما كانت عليه في آذار/مارس 2020. وأضاف "هناك 200 مليون شخص تلقّوا كامل الجرعات اللقاحيّة. نحن جاهزون، وأكثر إلماما. علينا فقط أن نُبقي على تركيزنا".
وأشار الرئيس الأميركي إلى وجود "ثلاث اختلافات رئيسة" حاليّة مقارنةً بمرحلة بداية الجائحة، أوّلها توافر اللقاحات، ولكن أيضًا وفرة معدّات الحماية الشخصيّة لمقدّمي الرعاية الذين يتعيّن عليهم التعامل مع تدفّق الأشخاص غير الملقّحين إلى المستشفيات، فضلاً عن وجود المعرفة المتراكمة حول هذا الفيروس.
ورغم ذلك، حرص بايدن على تحذير مَن لم يتلقّوا تطعيمهم بالكامل، قائلاً إنّ لديهم "سببًا وجيهًا للقلق"، مشددا على أنّ التطعيم يشكّل "واجبهم الوطني". وكان البيت الأبيض أوضح في وقت سابق استراتيجيّة الرئيس الأميركي بشأن الفيروس والتي تتمثّل في إجراء فحوص، وتعزيز قدرات التطعيم وتوفير وسائل إضافيّة للمستشفيات، من دون فرض قيود جديدة قبل عيد الميلاد.
وفي مواجهة زيادة الحالات تدرس بلدان العالم تقليص المدة الزمنية بين الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لكوفيد-19 والجرعة التنشيطية. لكنها تمانع في العودة إلى القيود المشددة التي فرضتها هذا العام عند انتشار السلالة دلتا تجنبا للسخط الشعبي المرتبط بالإغلاق.
وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم الأربعاء عن تمويل جديد لحملة التطعيم في العيادات الطبية والصيدليات. وحث الولايات على إعادة فتح المئات من مراكز التطعيم لتسريع وتيرة منح السكان جرعات معززة. وأغلقت هذه المراكز أبوابها بعد تلقي أكثر من 80 بالمئة من السكان البالغين جرعتي اللقاح.
وألمانيا واسكتلندا وأيرلندا وهولندا وكوريا الجنوبية من البلدان التي أعادت فرض القيود كليا أو جزئيا أو غيرها من إجراءات التباعد الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية. وكثفت الحكومات جهود التطعيم والعلاج في وقت من المتوقع أن توافق فيه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أقراص لعلاج كوفيد-19 من إنتاج شركتي فايزر وميرك حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء.
جرعة رابعة من اللقاح في إسرائيل
على صعيد متصل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن جرعة لقاحية رابعة ستكون متاحة للسكان الذين تتخطى أعمارهم 60 عاما وللطواقم الطبية، بناء على توصية لجنة من الخبراء. يأتي هذا التصريح في وقت تكافح إسرائيل لاحتواء انتشار المتحورة أوميكرون، وقد فرضت قيودا على السفر من دون أن تذهب إلى حد فرض إغلاق. وكتب بينيت على تويتر "أعطيت الأمر للاستعداد فورا للّقاح الرابع"، مضيفا "العالم سيسير على خطانا". وقال متحدث باسم بينيت إن إسرائيل أول دولة في العالم تعطي جرعة رابعة.
ونقلت رئاسة الحكومة الإسرائيلية عن بينيت قوله إن "سكان إسرائيل كانوا أوائل من تلقوا الجرعة اللقاحية الثالثة المضادة لكوفيد-19، ونحن نواصل الريادة مع الجرعة الرابعة أيضا"، داعيا من تتوفر فيهم الشروط إلى "الذهاب (إلى مراكز التلقيح) وتلقي الجرعة اللقاحية".
وجاءت تصريحات بينيت عقب جلسة للجنة الوزارية المكلفة مكافحة فيروس كورونا التي عقدت اجتماعا وسط تزايد المخاوف من تفشي المتحوّرة أوميكرون من فيروس كورونا. ووصف رئيس الوزراء قرار لجنة خبراء مكافحة الجائحة المضي قدما بإعطاء جرعة رابعة بأنه "خبر رائع سيساعدنا في تخطي موجة أوميكرون التي تجتاح العالم".
وأشار بيان أصدرته وزارة الصحة إلى أن الجرعة اللقاحية الرابعة ستكون متاحة أيضا للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة وللمسنين والطواقم الطبية بعد أربعة أشهر على الأقل على تلقيهم الجرعة الثالثة.
ز.أ.ب/ع.ج.م (رويترز ، أ ف ب، د ب أ)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.