"أوميكرون" والموجة الرابعة يزيدان الضغط على الساسة الألمان
٢٧ نوفمبر ٢٠٢١
كشف وزير الصحة في ولاية بافاريا عن وجود حالتي إصابة بالمتحور الجديد من كورونا المسمى "أوميكرون"، فيما ذكر مسؤول بريطاني أن هذه السلالة ربما تكون قادرة على مقاومة اللقاحات.
إعلان
أدت قوة الموجة الرابعة من فيروس كورونا وانتشار السلالة الجديدة التي اكتشفت في جنوب أفريقيا، والتي تحمل اسم "أوميكرون"، إلى زيادة الضغط على الساسة الألمان لاتخاذ إجراءات عاجلة وأكثر صرامة بشأن مواجهة الفيروس.
فقد أعلن وزير الصحة بولاية بافاريا الألمانية السبت (27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021) اكتشاف أول حالتي إصابة بمتحور "أوميكرون" في ميونيخ. وكان مسؤولون في ولاية هيسن قد قالا في وقت سابق السبت إن السلالة المتحورة الجديدة من فيروس كورونا قد وصلت إلى ألمانيا على الأرجح. وكتب كاي كلوسه، وزير الشؤون الاجتماعية في الولاية الواقعة في غرب ألمانيا وتضم مطار فرانكفورت: "اكتشفنا عدة تحورات مطابقة للسلالة أوميكرون في الليلة الماضية لدى مسافر عائد من جنوب أفريقيا".
وأضاف كلوسه أن المصاب خضع للعزل، مشيراً إلى أن أي مسافر من جنوب أفريقيا في الأسابيع القليلة الماضية يجب أن يقيد اختلاطه مع الناس ويخضع للفحص. ونقلت صحيفة "دير شبيغل" عن الوزارة قولها إن الراكب المصاب وصل إلى ألمانيا يوم الأحد وإنه أتم جرعتي التطعيم. ولم يتسن حتى الآن الاتصال بأي مسؤول في الوزارة للتعليق.
أوميكرون تظهر في أوروبا ودول عدة توقف رحلاتها مع دول إفريقية
ويتزايد القلق في أوروبا إزاء المتحور الجديد، بعد اكتشاف إصابتين في بريطانيا وحالة في بلجيكا، فيما وُضع قرابة 60 راكباً تحت المراقبة عقب وصولهم إلى أمستردام من جنوب أفريقيا، التي أعلنت دول عدة تعليق الرحلات إليها.
وأكدت بريطانيا السبت تسجيل أول إصابتين على أراضيها بالمتحور "أوميكرون"، مشيرة إلى أن الحالتين رصدتا لدى شخصين قدما من جنوب القارة الأفريقية، فيما وسعت قيود السفر المرتبطة بالمنطقة. وجاء في بيان للحكومة "بعد تحديد التسلسل الجيني خلال الليل، أكّدت هيئة أمن الصحة التابعة للمملكة المتحدة بأنه تم تأكيد إصابتين بكوفيد-19 بتحوّرات متوافقة مع بي.1.1.529 (أوميكرون) في المملكة المتحدة".
"أوميكرون" ربما يكون قادراً على مقاومة اللقاحات
من جانبه، قال كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، السبت إن السلالة الجديدة قد تكون مقاومة للقاحات كورونا المستخدمة. وقال ويتي في مؤتمر صحفي عقده رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون: "هناك فرصة معقولة في وجود درجة ما من مقاومة اللقاحات بالنسبة لهذه السلالة".
هذا ما يعرفه العلماء عن المتحورة الجديدة أوميكرون
واكتشف باحثون من جنوب أفريقيا المتحور الجديد، الذي أطلق عليه اسم "أوميكرون"، وقالوا إنه متعدد الطفرات وقد يكون شديد العدوى، ما سبب حالة من الهلع في العالم وأدى إلى إلغاء الكثير من الرحلات الجوية الدولية. ووصفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجمعة بـ"مصدر قلق". ويعمل العلماء على مدار الساعة لتحليل هذا المتحور والسعي لفهم سلوكه.
ولا يزال منشأ "أوميكرون" غير معروف، لكن باحثين من جنوب أفريقيا كانوا أول من أعلن عن رصده في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر. ففي هذا التاريخ سُجلت حالات في هونغ كونغ وبوتسوانا. وبعد يوم واحد، سجلت إسرائيل وبلجيكا حالات إصابات بها. وقال موسى موشابيلا، الأستاذ ومسؤول البحث والابتكار في جامعة كوازولو ناتال، لوكالة فرانس برس إن المتحور يضم "أكبر عدد من الطفرات التي شهدناها حتى الآن".
وأضاف: "سبق أن رصدنا البعض منها في المتحورين دلتا وبيتا، والبعض الآخر غير معروف بالنسبة لنا (...) ولا نعرف كيف ستتفاعل هذه المجموعة من الطفرات".
وارتفع عدد الحالات الإيجابية اليومية بكوفيد بشكل سريع هذا الأسبوع في جنوب أفريقيا، من 3.6 في المائة الأربعاء إلى 6.5 في المائة الخميس، ثم 9.1 في المائة الجمعة، وفقًا للأرقام الرسمية. ويتابع البروفسور موشابيلا بالقول: "لقد أظهرت بعض الطفرات التي سجلت سابقاً أنها تسمح للفيروس بالانتشار بسهولة وبسرعة. لهذا السبب نتوقع أن ينتشر المتحور الجديدة بسرعة".
وبالاستناد إلى حالات إصابة متجددة "أكثر مما كانت عليه خلال الموجات السابقة"، من المحتمل أن يفلت متحور "أوميكرون" من جهاز المناعة، وفقاً لموشابيلا، الذي بنى ملاحظاته على البيانات التمهيدية، ما قد يقلل من فعالية اللقاحات إلى حد لم يتم تحديده بعد.
ز.أ.ب/ ي.أ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
في صور.. أرقام صادمة لوفيات كورونا في ألمانيا
تجاوزت حصيلة الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بفيروس كورونا حاجز الـ 100 ألف حالة، والأرقام القيساية تواصل تصاعدها المقلق لتبلغ لأول مرة 70 ألف إصابة لليوم الواحد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
حصيلة مؤسفة
بسبب كورونا فقد هذا الرجل زوجتة التي يزور قبرها في مقبرة بمدينة بون. والمتوفاة هي ضمن 100 ألف حالة وفاة في البلاد على صلة بوباء كورونا. ومرة أخرى تعاود أعداد الوفيات ارتفاعها تماشيا مع ارتفاع الإصابات منذ بداية الخريف. في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول بلغت الوفيات 66 حالة، لكن في 21 من الشهر الموالي، سجلت 200 حالة في ذلك اليوم، وفق معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأوبئة.
صورة من: Ute Grabowsky/photothek/imago images
الإنذار الأخير
على هذا التابوت كتبت عبارة "احذر العدوى"، في إشارة إلى أن الشخص المتوفى كان مصاباً بكورونا. وهي رسالة لباقي العاملين في شركة دفن الموتى لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. ومازال غير الملقحين أكثر عرضة لمسار خطير لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. لكن أعداد المصابين بين الملقحين بدورها في ازدياد.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
قلق على المسنين
في الأيام الأخيرة شهدت دور رعاية المسنين انتشاراً للإصابات رغم تلقي غالبية نزلاء هذه المنشآت للقاحات كاملة. من ثمّ أضحت الفحوصات الدورية إجراء ضروريا بهدف حصر الإصابات. في الوقت ذاته يحتدم النقاش في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية حول جعل اللقاح إلزاميا للعاملين في هذا القطاع.
صورة من: Jens Kalaene/dpa/picture alliance
.. وعلى الصغار أيضا!
في دور الحضانة والمدارس الألمانية تحولت فحوصات كورونا إلى إجراء يومي اعتاد عليه الأطفال. فلا مكان في البلاد يتم فحصه بهذا القدر من الاستمرارية والصرامة كما يحصل في المدارس ودور الحضانة. بيد أن نسبة الإصابة لدى الفئة العمرية ما بين الخامسة والرابعة عشر هي الأعلى على الإطلاق.
صورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance
ضغط شديد على أقسام العناية المشددة
هذا الطبيب في إحدى أقسام العناية المركّزة في مدينة لايبزيغ يعالج رجلاً تدهورت حالته بسبب كوفيد-19. وإذ طالبت هيئة الأطباء الألمان باتخاذ تدابير سريعة، فإنها لم تستبعد إغلاقا شاملا جديدا لتخفيف الضغط على أقسام العناية المركزة. وبالفعل أعلنت مستشفيات ولاية ساكسونيا أنها لم تعد قادرة على استقبال مرضى جدد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
معيار جديد لرصد الحالة الوبائية
أدخلت السلطات الألمانية مستوى نسب ملء المستشفيات ضمن القياسات المعتمدة لرصد تطور الحالة الوبائية للبلاد. يضاف إلى ذلك أن مرضى كوفيد في الموجة الرابعة من الحالات الخطرة، هم أقل سنّاً مقارنة بذات الحالات في موجات الوباء السابقة. ما يعني أن مدة بقائهم في المستشفيات تكون أطول.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
الفيروس في كل مكان
هذا المشهد في محطة القطارات في هامبورغ والذي يظهر جليّاً التجمعات الحاصلة في المنشآت العمومية وفي وسائل المواصلات العامة، ما هو إلا مثال عما تشهده أماكن عديدة. ولهذا يطالب الكثيرون باعتماد صريح على ما بات يعرف بـ"3G" على الأقل. أي إما أن يكون الفرد معافاً أو ملقحا أو خاليا من المرض وفق فحص سلبي. ومن لم يحترم القواعد يدفع غرامة مالية بقيمة 150 يورو.
صورة من: Eibner/imago images
بيتي هو مكتبي
من يسمح له العمل من المنزل، عليه القيام بذلك. فلابد من التقليل قدر الإمكان من الاتصالات المباشرة بين الناس، وفق المسؤولين.
صورة من: Imago/S. Midzor
أسواق عيد الميلاد
أسواق عيد الميلاد فُتحت من جديد في عدد من المدن الألمانية وتحت إجراءات احترازية مشددة. لكن في ولاية بافاريا حيث الإصابات شديدة الارتفاع تمّ إلغاؤها. ليس هذا فحسب، بل عاد الإغلاق الشامل في بعض مناطق الولاية والتي سجلت معدل وباء بلغ ألفاً بين كل مائة ألف إصابة.
صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
أخذ اللقاح في سيارتك الخاصة
لأن ألمانيا لم تحقق بعد النسبة المرجوة من التلقيح والتي تعادل 75 بالمائة على الأقل، تعتزم الحكومة الاتحادية إعادة فتح مراكز التلقيح وفتح أخرى في مآرب للسيارات تكون وسط المدينة وبالتالي يكون الوصول إليها سهلا على الناس في سبيل تشجيعهم على تلقي اللقاح. هذه المراكز ستستخدم أيضا لتوزيع الجرعة التنشيطية للقاحات كورونا.
صورة من: Fabian Sommer/dpa/picture alliance
الجرعة الثالثة
أطلقت الحكومة الألمانية توصيات بتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح بالنسبة للجميع، معللة ذلك بتراجع مستوى المناعة في مدة أقصاها ستة أشهر. وهناك إقبال شديد على هذه الجرعة في عدد من المراكز ما بات ملحّاً توفير أماكن أخرى لذلك.
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture alliance